الاستاذ محمد اليازغي

ة

الاستاذ محمد اليازغي

صديق عزيز كنت احترمه واقدره , كان الرجل الاول في حزب الاتحاد الاشتراكي فى المغرب , عندما التقيته لاول مرة شعرت انه رجل وطنى وانه من النوع الذى يحترم ثوابته الوطنية , كانت كلمة الاتحاد الاشتراكي تعبر عن مواقف واختيارات فى المجال السياسي , لعله تخوف مني كما تخوفت منه , عندما اقتربت منه رأيته مختلفا عما توقعت , كنا نخطئ عندما نحكم على الاخرين من بعيد , ونخطئ اكثر عندما نخاف من كلمة الاشتراكية كاختيار سياسي واجتماعي , لقد تربينا منذ طفولتنا على الاشتراكية هي نقيض الدين , وهذا خطأ كبير , وخلال حياتي رأيت نماذج من الرجال الذين يرفعون شعار الاشتراكية كمنهج وكشعار سياسي وكانوا فى غاية الالتزام الاخلاقى , وكانوا اكثر انسانية ووطنية فى مواقفهم , اذا كانت الاشتراكية تعنى مقاومة التخلف والدفاع عن المواطن المستضعف واحترام القانون ومقاومة الفساد والتبعية والتصدى لهيمنة المال واحترام القانون والاحتكاك اليه فهذ مطالب عادلة وشعارات مشروعة , ولا يمكن انكارها وتجاهلها ,  كنت اتامل كثيرا فيما اراه امامي وكنت احترم كل الرموز الفكرية والوطنية التى تعبر عن التزام بقضايا وهموم المواطن , وكان لي اصدقاء من مختلف الاتجاهات الفكرية وكنت احترم كل من اجد فيه الاستقامة والصدق والنزاهة , معظم الشعارات التى اعتدنا ان نسمعها لا تعبر عن الحقيقة , كان الاستاذ اليازغي من تلك الشخصيات التى كنت احترمها وافهمها واتعاطف مع طموحاتها , كانت

احد الرموز الكبيرة فى المعارضة السياسية , وعندما اختار الملك الحسن الثاني رحمه الله تسليم الحكومة للمعارضة بقيادة الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال كان الاستاذ اليازغي من ابرز الشخصيات السياسية التى شاركت فى الحكومة لمدة اكثر من عشر سنوات , التقيته مرة واحدة بعد ان شارك فى الحكم وتحدتنا طويلا عن تجربته فى الجكم , وكان كما عهدته عاقلا ملتزما , ولم اره من بعد , وقبل ايام التقينا قبل ايام وتجددت الصلة القديمة وتحدثنا عن ذكريات الماضى , , انه من الرموز السياسية التى اسهمت بجدية فى نجاح التجربة السياسية والتناوب السياسي  معارضا اولا ووزيرا ثانيا ..

 

( الزيارات : 1٬312 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *