مدير سابق لدار الحديث الحسنية ، وعالم جيد ، وينتمي إلى الأسرة العلوية الحاكمة ، وهو شخصية محترمة ومهذبة ، وتأسفت كل الأسف لأنني خلفته في إدارة دار الحديث ، وهذا شيء لا إرادة لي فيه  ، وظلت الصلة بيننا قوية  ومتينة ..

التقيت به في أول زيارة إلى المغرب ، ثم دعاني بعد ذلك لإلقاء محاضرة علمية بدار الحديث وكان مديراً لها ، ولم أكن أظن أنني سأقضي ربع قرن في إدارة هذه المؤسسة ، عندما زرتها لم تثر انتباهي أو تحرك طموحي ، ولم أتعلَّق بها ، زرتها كما زرت جامعة القرويين وكلياتها في تطوان وفاس ومراكش ..

عندما اختارني الملك الحسن الثاني لإدارتها ، لم أفرح لهذا المنصب ، وإنما فرحت لما يحملـه هذا التعيين من معاني التكريم ، وعندما ترأس الحاج محمد باحنيني وزير الدولة للشؤون الثقافية والمكلف بالإشراف على المصلحة الإدارية للقصر حفل التنصيب أدركت مكانة الدار المعنوية في المغرب ، وتضمنت كلمة الوزير الشكر للمدير السابق كما شكرته على جهوده ..

شعرت بعد ذلك بالاحراج، لذلك كنت أعاملـه بكل المودة والاحترام ، واستقبلـه بكل الترحيب ، وسافرنا معاً لحضور مؤتمر في المدينة المنورة وأدينا العمرة، كان نِعم الصديق والرفيق ، كنت احترمه لسنه ولعلمه ، وكان يبادلني المجاملة في اللقاءات العامة ..

أسندت إليه مهمة مستشار لوزير الأوقاف ، ثم عين رئيساً لجمعية علماء المغرب والسنغال ، وكانت لـه صلات وصداقات كثيرة ، وهو شخصية تحظى بالاحترام ، ولها ماض في العمل الوطني ..

وهو يمثل شخصية العالم المغربي الملتزم بثوابت سلوكية العلماء ، إلا أنه يتميز عن غيره بفكره المتفتح ، كان أكثر انفتاحاً على الآخرين ، واشتهر بكثرة زياراته للمشرق ومشاركاته في بعض اللقاءات العلمية ، وكان يحظى بعطف بعض كبار المسؤولين من أبناء الأسرة العلوية ، نظراً لصلة القرابة بهم..

والأسرة العلوية كبيرة ويسكن معظم أبنائها في الجنوب الشرقي في منطقة تافيلالت ، وبعضهم في مكناس أو فاس ، واشتهر بعضهم، من أمثال مولاي أحمد العلوي ومولاي حفيظ العلوى وزير القصور الملكية ، وهناك علويون يعيشون كغيرهم كموظفين عاديين أو يمارسون نشاطهم السياسي في إطار المعارضة ، واشتهر منهم العلامة عبد الواحد العلوي عميد كلية الشريعة ومحمد العربي العلوي الوطني المشهور وصاحب المواقف الشجاعة ..