الاستقبال الملكى والتعيين

الاستقبال والتعيين….

وصلت مطار محمد الخامس في الدار البيضاء، واستقبلني في المطار السيد زين العابدين الكتاني أحد أعضاء الديوان الملكي، وكان صديقاً قديماً، وهو من الأسرة الكتانية، وصاحبني إلى الرباط وأفمت في فندق هيلتون واستمرت إقامتي به لمدة أربعة شهور، وفي مساء اليوم التالي  زارني السيد عبد الرحمن الدكالي وكان من الحاشية الملكية المقربة، فرحب بي باسم جلالة الملك ترحيباً حاراً، ونقل لي كلمات مشجعة عن جلالته، وفي اليوم التالي زارني السيد أحمد بنسودة وأبلغني أن جلالة الملك سوف يستقبلني استقبالاً رسمياً في قصر السلام، وفي صباح  يوم  24 /  فبراير / 1977م زارني السيد بنسودة في الفندق وذهبت برفقته إلى قصر السلام ,  وهناك وجدت السيد أحمد عصمان الوزير الأول والسيد الحاج محمد باحنيني وزير الدولة للثقافة ووزير التعليم العالي السيد الدكتور عبد اللطيف بن عبد الجليل، وجلسنا قليلاً في قاعة خاصة، ثم حضر الجنرال مولاي حفيظ وزير القصور الملكية، واصطحبنا إلى قاعة الاستقبال ووقف الملك في وسطها يرحب بنا ترحيباً متميزاً وصادقاً، وعندما جلسنا سلمته رسالة أمير الكويت فقرأها بصوت عال وكان الأمير يرغب أن تتحمل الكويت المسؤوليات المادية المرتبطة بالمرتب ، وقد سرّ الملك بهذه المبادرة إلا أنّه أضاف أنّ هذا الأمر خاص بك ولا علاقة لنا به ، وسوف تتقاضى مرتبك وكل امتيازاتك من المغرب وسوف تعين برتبة وزير عضو في الحكومة وتتمتع بكل الحقوق والامتيازات المخصصة للوزراء , وتم تنفيذ هذا، وصدر ظهير شريف بذلك واستمر الأمر هكذا مدة ثلاثة وعشرين سنة ابتداء من 24 / فبراير / 1977م إلى غاية 29 / مارس/ 2000م وصدر بيان رسمي من الديوان الملكي بتضمن خبر الاستقبال والتعيين ودام اللقاء خمساً وأربعين دقيقة وأجرى التلفزيون المغربي مقابلة بعد نهاية الاستقبال شكرت فيها جلالة الملك على ثقته السامية.

وخلال الاستقبال الملكي سمعت من الملك التوجيهات التي كانت مهمة لي في عملي فيما بعد وبخاصة فيما يتعلق بالأهداف المرجوة من هذه الدار وأهمها الاهتمام  بالتراث المغربي والعناية به وخدمة المذهب المالكي وترسيخ الوحدة المذهبية والنوائب المرتبطة بالعقيدة والشريعة والاهتمام بتكوين الشخصية المغربية الأصيلة بكل مكوناتها  ومقوماتها ,وقد أسعدني ما سمعته من جلالة الملك فقد كان في غاية الفهم لما يريد وكانت رؤيته سديدة وعميقة , وكنت أقدر حجم المسؤولية الملقاة على كاهلي لكي تكون هذه المسؤولية  كما أرادها مؤسسها ورسم خطوطها الرئيسية.

واستوعبت مراد الملك وسرت في الطريق الذي يمكن أن يقودني. إلى تلك الغايات المرجوة ووجدت عقبات كثيرة إلا أن الهدف كان واضحا أمامي وتعرضت لكثيرمن المنزلقات وكانت الإرادة أقوى من كل التحديات

( الزيارات : 996 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *