الاسرة الكونية مؤتمنة على العدالة

كلمات مضيئة..الاسرة الكونية مؤتمنة على الحياة مفهوم الاستعمار يتجدد فى كل عصر فى دلالته وفى كيفيته لكي يعبر عما يمكن ان يكون عليه , لقد استنزقت كلمة الاستعمار وسقطت ولم تعد مقبولة , لا احد يمكنه اليوم ان يدافع عن ظاهرة الاستعمار التى كانت شائعة ومتداولة , المجتمع الدولى لم يعد يقبل هذه الممارسة السياسية بين الدول , لا يمكن لاحد فى عالم اليوم  ان يدافع عن الاستعمار القديم ولا ان يبرره , كلمة مذمومة ومكروهة , وهي كالعبودية وكلمة الرقيق , وهذا لا يعنى ان العبودية قد انتهت فى الواقع , والاستعمار قد انتهى وهذا لا يعنى انه قد انتهى , استعمار اليوم لا يتضمن احتلالا  لا راضى الغير عن طربق القوة العسكربة , ولكن هل انتهت سيطرة الدول الكبيرة على الصغيرة والقوية على الضعيفة , سياسة الهيمنة اليوم هي اقوى واشد , الاقوياء يمارسون ضغوطا على من هم اضعف منهم دفاعا عن مصالحهم وسياساتهم , هناك شرعية دولية تتمثل فى الامم المتحدة وهناك مساواة بين الدول,  وهناك امتيازات للاقوياء على الاخرين فى مجلس الامن , هناك سلاح هو اقوى من الجيوش , وهو سلاح الاقتصاد وهو الذي يتحكم فى سياسات الدول ويسهم فى استقرارها او اضطرابها , هناك تجارة عالمية , وهناك سياسات نقدية وضغوط هيمنة , وتغيب العدالة فى ظل هذه السياسات وتنتقل الثروات من ضفة الى اخرى , اين العدالة فيما نراه اليوم من اتفاقات واختناقات وحروب هي الاشد والاقسى , الاقوياء يزدادون قوة وسلطانا والضعفاء يزدادون فقرا واذلا لا , عالم اليوم هو عالم الاقوياء وليس الضعفاء , اين قيم الاخلاق ومبادئ العدالة وحقوق الانسان , اين القيم الكونية التى دعت اليها الاديان السماوية التى تدعو الى كرامة الانسان المستضعف , اليس من حق الشعوب المستضعفة ان تعيش بامن وسلام , اليست الارض  مكانا لحياة الانسان ,  فاين هو الرزق الذى اراده الله لكل خلقه وقد انتزعه الكبار وحرم منه الصغار , انانية الكبار لاتترك خيارا للصغار المستضعفين من الافراد والدول الا ان تدافع عن وجودها الانسانى , انانية الاقوياء تضيق الخناق على كل المستضعفين , الشعوب المستضعفة تحتاج الى تلبية حاجات ضرورية كالطعام والصحة والتعليم , الفقراء يزدادون فقرا وعددا , وهم يبحثون عن الطعام , ليس عدلا ان يكون هناك من يملك الكثير وهناك من لا يملك طعامه , يكفى الاتجار بالمستضعفين من البشر , النظام العالمي الجديد اذا لم يكن عادلا فى رؤيته لمستقبل المجتمعات فلن يكون مجديا ونافعا ولن يحقق الاستقرار , الاسرة الكونية لا تريد مزيدا من الانفاق على تطوير السلاح والاتجار به ولا تريد تلك التفاوتات فى الثروات ولا تلك الاحتكارات التى تعتمد على قوة المال وهيمنة اهله  على ارادة الشعوب والامساك برقابهم , العالم اليوم لا يريد الحروب ولا المواجهات , وانما يريد العدالة فى توزيع الثروات وعدم الاتجار بحياة المستضعفين من البشر , النظام العالمى الجديد هو النظام الذى  يرفع شعار كرامة الانسان وكفايته وتوفير اسباب الحياة له , لن تنهض الاسرة الكونية بضفتين منفصلتين متباعدتين متنافرتين , انهيار احدى الضفتين سيؤدى حتما الى  تدفق المياه لتغرق كل شيء , فالكوارث الناتجة من الفقر والحرمان والاذلال تحرق كل الغابات الخضراء ولا تفرق بين من  يكون هو الضحية ممن تصادفه , الاسرة الكونية واحدة ومتتكافلة ومتضامنة للدفاع عن الحياة التى ارادها الله ان تكون لكل خلقه توفر لهم اسباب حياتهم وامنهم ..

( الزيارات : 797 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *