الاسرة المتحابة المتكافلة..

كلمات مضيئة..الاسرة المتحابة المتكافلة

ما اشبه الاسرة الكونية بالاسرة العائلية فىما يجمعها وفيما يفرقها , فما يجمعها هو اكبر واعمق واشد اثرا , والخلاف مهما اشتد فلا يمكن ان يفرق بين افرادها  , ما اجمل الاسرة المتحابة المتماسكة التى يلتقى افرادها فى كل مناسبة ليفرحوا معا وليحزنوا معا , لا احد يمكنه ان يعيش وحيدا , فالاجتماع الانسانى حاجة ضرورية لكمال الحياة واستمرارها , فى المحن والازمات تتلقى الاسرة لكي تواجه ما يعترضها من احطار , الأنانية صفة  ليست مستحبة فى نطاق الاسرة الواحدة , المحبة وليست الكراهية , والحوار وليس التصادم , والسلام وليس الحرب , قد يتفاوت البعض عن البعض وقد يملك البعض مالا يملكه البعض الاخر ولكن هذا لايبرر التفرقة ولا التنافر ولا البغضاء  , الحياة لا تستقيم فى الاسرة الواحدة الا بتكافلها وتعاونها للتخفيف من اعباء الحياة , لقد خلق الله  الناس جميعا كبيرهم وصغيرهم وقويهم وضعيفهم وجعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا ويتعاونوا على عمارة الارض وضمن للجميع ارزاقهم من مال الله فى الارض والبحر وفيما هو من الثروات الكونية فى الطبيعة  , وضمن كل الاسباب لكي يوفر لكل خلقه اسباب حياتهم , لا احد احب الى الله الا بعمله الصالح , لا انساب عند الله ولا احد يملك ما لا يملكه غيره الا بجهده العادل , ولكل قيمة عمله وكسبه , فمن عمل فله قيمة عمله , لا احد يحرم من رزق الله , الكبير والصغير والقوي والضعيف , ما ارتبط بالحياة فلا احد يحرم منه ولو كان عاجزا اوصغيرا وحقه ثابت فى الرزق الذى كفله الله لكل خلقه , القوي يحمل الضعيف والغني يكفى الفقير , والتكافل الانسانى واجب دينى واخلاقى وانسانى ولا تستقيم الحياة الا به , الثروة الكونية لا يستبد بها احد دون اخر الا بجهده المشروع , فمن عمل فله قيمة ما عمل فى فلاحة ارض او تجارة او صناعة , لا احد يملك حقا ليس له عن طريق القوة والغلبة , لا شرعية للقوة فى الحقوق , ولا بد من احترام الارادة الانسانية فى ثبوت الحقوق وانتقالها, ولا تثبت ملكية شيء الا بسبب مشروع ولا ينفرد احد بحق يملكه غيره , الناس شركاء فى اسباب الحياة ولا احتكار لما كانت الحاجة اليه ضرورية لحياة الاخرين , ولا شرعية لما اغتصب من الحقوق , وعندما يكون التوزيع عادلا فلا مبرر للخلاف فيه , ما اغتصب من الحقوق يسترد , السلطة مؤتمنة على تحقيق العدالة ومنع التجاوز , لا احد ينفرد بشيء الا اذا كان ثمرة جهده وقيمة عمله , وقيمة الجهد حق مشروع لصاحبه بشرط ان يكون عادلا لا ظلم فيه ولا تجاوز ولا استغلال  , الكسب المشروع حق لصاحبه ويور ث عنه , وما اغتصب من الحقوق فلا يورث ولو ادعى صاحبه ملكيته ولا تقادم فى الحقوق  , ويعاد لاهله ومجتمعه  , والمجتمع هو الاساس وهو مالك للثروة الكونية , قيمة العمل كسب مشروع وبه يكون التفاضل بين الاغنياء والفقراء , والكسب الذى لا جهد فيه هو للمجتمع وهو اولى به , وفى ظل نظام للعمل والكسب اكثر عدالة لا يمكن للثروات ان تكبر وتتضخم متجاهلة معاناة المستضعفين والمحرومين , النظام العادل لا يمكن للاموا ل  ان تكون دولة بين الاغنياء لان ذلك يؤدى الى حرمان المستضعفين من حقوقهم فى الكرامة والحياة , مهمة الدين ان يكون حليف المستضعفين للمطالبة بحقوقهم التى اقرها الله لهم فى اجور عادلة وضمانات للكرامة لا ظلم فيها , عندما تكون البدايات عادلة تكون النهايات عادلة ومريحة ,وعندما تكون البدايات ليست عادلة فلا يمكن للنهايات ان تكون عادلة ,  لا احد يحرم من اسباب الحياة لان الحياة حق للانسان , ظاهرة الترف فى المجتمع ظاهرة سلبية خطيرة الاثار على السلام الاجتماعى , التفاوت فى قيمة الاعمال عدل اذا كانت قيمة العمل عادلة لا تجاوز فيها لمعايير العدالة ,  لكل انسان حق الحياة والحق فى اسباب الحياة , وقد حرم الله المعاملات الربوية وهي الارباح الناتجة عن استغلال حاجة المستضعفين سواء كانوا افرادا او دولا او شعوبا , الدول المستضعفة تملك الحق فى الحياة وهي تملك ما يملكه غيرها ويجب ان تعان على امرها , وللفقراء حق فى اموال الاغنياء , المديونيات المذلة ليست عادلة سواء للافراد اوللدول الفقيرة اذا كانت ثمرة استغلال ضعف تلك الدول او فقرها  , ليس هناك عند الله دول الشمال ودول الجنوب , ليس من حق الاقوياء ان يستغلوا ضعف المستضعفين  لاذلا لهم بالوصاية عليهم فيما يختارون لانفسهم من السياسات والقرارات التى تخص شعوبهم , عندما تكون الاسرة الكونية متحابة وتشعر بعدالة فسوف تتجه بكل طاقتها لتحقيق السلام وتدين الحروب والمواجهات وكل سياسات العنف والعدوان ..

 رسالة الدين ان يكون المجتمع الانسانى اكثر امنا ورقيا واقل انانية وقسوة وظلما , عندما نحب الله فسوف نطيعه فيما امرنا به وكنا بذلك اكثر رحمة بالخلق واكثر محبة لهم واحتراما لصفتهم الانسانية ..  

( الزيارات : 740 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *