الانسان هو محور الوجود

كلمات مضيئة..محور الوجود هو الانسان .

كنت الاحظ ان معظم الفلاسفة قديما وحديثا قد تاثروا بالفلسفة القديمة , فى اهتماماتها وفى رؤيتها للقضايا التى تهم المفكرين , تلك هي عقدة الفلاسفة , لم تكن تهمنى قضايا ما وراء الطبيعة , ذلك عالم لا يمكن للعقل ان يدركه  ولا يعنيه  ولا تترتب عليه فائدة , الموضوع الاهم هو الانسان , والعقل هو اداة ذلك الانسان لفهم الوجود , اذا زال الانسان فلا شيء فى الوجود يستحق التامل والاهتمام , لا اقول بان الانسان هو كل ما فى الكون , وانما اقول بان الكون من زاوية الرؤية الانسانية هو الوجود الحق , ويمكننا ان نركز اهتمامنا بذلك الانسان خلقا وجسدا وعقلا ونفسا وحرية وكرامة وحقوقا , ما يهمنا هو ذلك الانسان , لا يعنينا من هو ذلك الانسان , الناس متساوون فى كل حقوقهم , كنت اهتم بالنظام الاجتماعى لذلك الانسان , لكي نرتقى بذلك الانسان الى الافضل , كل ما فى الوجود يكمن فى ذلك الانسان , ما قيمة الوجود بدون الانسان , كل شيء لاجل الانسان , العلم هو اداة العقل لكي يحسن الفهم , المشاعر والاحاسيس هي جند يؤدى وظيفته لكي ينتقل الانسان الى ذلك الكمال الكلى الذى هو الله خالق الكون , الانجذاب الايمانى والفطرى الى الله هو اليقين الذى يعطى للحياة قيمة انسانية , كنت احترم الفكر الواقعى الذى ينطلق من الحياة نفسها كما هي عليه وكما يمكن ان تكون عليه , رسالة الدين موجهة للانسان المكلف , اداة التكليف هو العقل لانه مظنة للفهم , التكليف مسؤولية انسانية لكمال الحياة , قضايا الانسان هي ما يجب ان تهتم به الفلسفة , الانسان بوجوده المادى الظاهر , اما الوجود الروحي فهو من مهمة الدين ان ينمى ذلك البعد الايمانى والروحي للوصول الى الله اولا والى محبة الخير ثانيا , مهمة الاخلاق هي تنمية الرقابة الذاتية لمحبة الكمال والوصول اليه , اما الحقوق فهي معايير وضوابط وهي كا شارات المرور لمعرفة الطريق , الدولة امر ضرورى للاجتماع الانسانى لتحقيق امرين الامن العام وتوفير الخدمات الضرورية لذلك الانسان , والدولة هي اختيار تعاقدى ناتج عن الارادة لتحقيق اهداف مشروعة وتتجدد الدولة بتجدد مجتمعها لكي تؤدى مهمتها , اما المال فهو ثمرة للكسب والعمل , ويمثل العدالة فى توزيع ذلك المال لتبرير التفاوت , بشرط ان يكون ناتجا عن ذلك الكسب , ولا تجاوز فيه , الفردية المطلقة تنمي الانانية وتؤدى الى الصراع والحقد بسبب التفاوت والانظمة الفردية سوف تتهافت بسبب صراع الطبقات فيها وهو امر حتمي , عندما تكون العدالة فلا مجال للتفاوت الظالم والمستفز للمشاعر , قيمة الجهد لصاحبه كاملا ولا ينتقص منه الا  للمجتمع , والناس شركاء فيما كان ضروريا لكمال الحياة و وما كان فى الطبيعة فهو من الله لعباده , لا احد يستبد به دون الاخرين وقيمته هي قيمة الجهد فيه , لا يمنع ولا يحتكر , لا احد ينفرد بحق  يدعى ملكيته وهو ليس  له ,  والاموال تؤدى دورها فى مجتمعها , ولا تمنع عمن يستحقها , الانسان يملك الحق فى الحياة وفى كل ما يضمن له تلك الحياة من الامور الضرورية , المطالب الضرورية حق للانسان , والاقوياء يحملون الضعفاء و والاغنياء يتكفلون بالفقراء بما يضمن لهم الكفاية والكرامة ,  الفكر هو ثمرة من ثمرات العقول وهو اداة الفهم وهو كالنور الذى اكرم الله به الانسان لكي يتميز به , والفكر هو وليد جهد  العقول وتجليات النفوس  وصفاء القلوب , وهي تعمل معا ويتأثر احدها بالاخر , وتنتج تصورا للحياة والمعرفة اقرب الى الكمال , وبهذه القوى المتكافلة تتكون المعرفة الانسانية .. الانسان هو المخاطب والمكلف وهو المسؤول امام الله عن اعماله , وبالانسان تكون الحياة حياة وبغير الانسان فلا شيء فى الوجود يستحق الاهتمام .

( الزيارات : 747 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *