الانسان والكون

كلمات مضيئة.. الانسان والكمال

يتميز الانسان عن غيره من المخلوقات بقدرته علي فهم ما خوطب به من ربه عن طريق عقله الذي يعتبر الأداة التي يفهم بها والميزان الذي يعتمد عليه ، النشاط الانساني يجب ان يتجه لما هو مفيد للانسان وللحياة ، لا عبث في الحياة في ظل الايمان بالله ، ولكل حكم غايته ومراده ، والمراد منه هو المراد به ، ومعرفة المراد هو مضمون الخطاب ويدرك  العقل ما يجب ان يدركه الانسان. من ذلك الخطاب ، هناك ما تدركه العقول , ويشمل كل الامور المادية ، وهناك مالا تدركه العقول من المعاني الروحية التي تحقق التوازن النفسي ، ويجب ان تفهم الغايات والمقاصد اولا لكي تقترب الاحكام من مقاصدها ، لان ذلك هو المراد ، الفعل لا يراد لذاته ، وانما يراد به ان يحقق الهدف منه ، وتلك هي مهمة اهل العلم التي تتعدد اجتهاداتهم للبحث عن المقاصد المرجوة ، من ادرك المقاصد اتّسع فهمه لما خوطب به من الاحكام. ، ومن غفل عن المقاصد ضاق فكره وابتعد عن الواقع وانشغل بالفروع واغفل الاصول ، وتلك هي محنة الغفلة عن . الله عندما يتمكن الجهل من قلب الغافلين  ، وهذا سيؤدي لامحالة الي التناقض في المواقف ،فما يراد  هو المقاصد والعلل ، لكل حكم مراد به ، وهو المقصود من ذلك الحكم ، الظلم مبدأ ويجب ان يقاوم في كل موقف ، وتتسع الاحكام لكي. تواجه الظلم في كل مكان يتوقع ان يكون فيه في الحقوق.الانسانية. خارج حكمه ولو افتي به المفتون جهلا به او تبريرا ، ويتسع المفهوم لكي يلاحق كل الحقوق ويطبق عليها ، وتلك هي مسؤولية اهل العلم في كل عصر ومجتمع ان يطبقوا هذا المبدأ في كل سلوك انساني ، الظلم كالمرض يلاحَق في كل مكان في البدن ، ويمكن ان يكون في القلب او الصدر او الأعصاب او في حاسة من الحواس في البصر او السمع ، مهمة الطبيب ان يكتشف المرض في كل مكان لكي يمنع الخلل في عمل الابدان ، الظلم يحدث خللا في المجتمع ويفسد الحياة ، مهمة الدين ان يضع القواعد الاساسية الذي يجب الالتزام بها ، وان يعاقب من يخالفها ، لكي تتحقق بذلك العدالةً في الحقوق ، اهم مصدر للظلم هو اكل اموال الناس بالباطل ، والطرق الي ذلك كثيرة ، وكلها تأخذ نفس الحكم ، كل معاملة مالية تضمنت الاستغلال ما كان من قبل وما سيكون من بعد  تعتبر  محرمة ، والاستغلال له صور كثيرة ، لانه يتضمن استغلال القوي للضعيف في حق من حقوقه ، عن طريق اغتصاب الحقوق والاستيلاء عليها ، ومن ابرز صور الاستغلال المعاملات الربوية التي تتضمن سرقة قيمة جهد الاخرين واستغلال ضعفهم للاستيلاء علي حقوقهم ، ومن صورها المتجددة انتقاص قيمة الأجور ، وهي سرقة لا خفاء فيها ، لانها  تنتقص قيمة الجهد ، بسبب  جهل الاخر او ضعفه او حاجته ، هناك من يسرق مال الاخر خلسة ، وهناك من يغتصبه عن طريق القوة ، وهناك من يفرض عليه عقدا وينتزع ارادته في اجر يقل عن قيمة جهده ، ويبرر لنفسه ذلك باسم الارادة العقدية , ويجب ان تتوسع الاحكام الفقهية لكي تشمل كل صور المعاملات. وهذا هو المنهج الذي تتحقق به المقاصد المرجوة ، المقاصد هي المرجوة وهي المرادة وهي التي يجب احترامها ، اكل اموال الناس بالباطل مبدأ يجب ان يحترم في كل عصر وفِي كل الحقوق ، اما التطبيقات فهي مهمة اهل العلم في كل عصر ، وهذه هي مهمة الفقهاء المتجددة ، ولكل عصر فقهه الذي يعبر عن مدي فهم المخاطب لما خوطب به من تلك الاصول ، ليست مهمة اَي جيل ان يدرس التطبيقات الفرعية التي قال بها الجيل السابق ذلك عبث لامبرر له الا للاستئناس والفائدة وتكوين منهجية للفهم ، ويجب ان ينطلق من الاصول لكي يطبقها علي الفروع كما يراها من خلآل معايير عصره ومجتمعه ، الاحتكار واحد ، وصوره متجددة ، كل ما ارتبطت الحاجة به فلا يحتكر , ولا يستغل صاحب الحاجة منعا لأكل ماله بالباطل ، وكنت اجد الاحتكار فى  كل ما كان ضروريا للحياة من طعام ولباس ودواء وكهرباء وماء وسكن وتعليم. وتطبيب ومطالب ضرورية لكمال الحياة كالنقل والوقود ، ليس عدلا ان يكبُر الكباربما يملكونً من الاسباب الناتجة عن الامتيازات والفساد ويصغر الصغار لانهم مستضعفون لا يملكون الحق في العدالة ولا في المنافسة العادلة التي هي حق مشروع , ومن العدالة الا ينافس القوي الضعيف ولا الكبير الصغير ولا الصحيح المريض. ولا الغني الفقير لكي يتمكن المستضعفون من الصمود ‏، العدالة اما انً تكون كاملة في كل شيئ او لا تكون ، كما هو الشأن في الحياة والموت ، قوانين الطبيعة التي جاءت من عند الله لاتفرق بين عباد الله ولا تستثني احدا من العدالة فى الحقوق  ، عندما تحترم المقاصد يتسع فهمنا للأحكام وتكون أكثر . تعبيرا عما يريده الله من عباده ، لكل حكم غاية مرادة منه ، ويجب احترام الحياة واحترام الانسان عن طريق تحرير ارادته من الاستغلال لكي تتحقق العدالة بالعدالة ، مهمة النظم ان تحقق العدالة بالكيفية التي تتحقق بها العدالة ، في العلاقات الاسرية وفِي المعاملات وفِي الحكم وفِي العقوبات ، مهمة العقل ان يميز بين الخير والشر كقاعدة في الحياة ، ومهمة الدين ان ينمي قيم الخير من حلال العبادة والشعور. بالمسؤلية. امام الله ، ومهمة الشريعة ان تبين الاحكام وما يجب ان تكون عليه لكي تتحقق بها العدالة وتكون بها الهداية ، ومهمة التربية ان توجه الغرائز الفطرية لكي تكون في خدمة الانسانية لا ان يكون الانسان منقادا لها تتحكم فيه طمعا فيما يريد الوصول اليه وحقدا علي من يعاديه او يقف في طريقه ، الفكر الانساني يتطور باستمرار لكي يواكب حركة مجتمعه من النقص الي الكمال ومن البهيمية الي الانسانية ومن الانانية الفردية  الي الرؤية التكافلية التي تعبر عن وحدة الاسرة الكونية في ظل الايمان. بالعبدية لله تعالي والخضوع له خضوع طاعة وعبادة ، ويجب ان يتحمل كل جيل مسؤوليته كمخاطب من الله ومؤتمن علي الحياة وان يقيم النظام الاجتماعي الذي يراه الافضل والأكمل الذي تتحقق به العدالة في الحقوق والسلام بين الشعوب والمحبة التي تعبر عن سمو الانسانية ، لا اجد الانسانية خارج التصور الايماني الذي يحقق تلك الوحدة الوجودية في ظل التعلق بالله ، وهذا المنهج. هو الذي يمنح الحياة معني الحياة المتجهة نحو السماء طاعة لله تعالى ، لا أجد العبثية في ظل النظرة الايمانية للوجود ، مرتبة الانسانية لا يصل اليها الانسان الا عندما يتحرر من تلك البهيمية التي تقودها الغرائز. لكي تجد كمالها في وجودها المادي ، مكتفية به باحثة عن اسبابه ، عندما. كنت ابتعد عن الله كنت. اري العبثية في تلك الحياة ، ولا يوقظني من تلك الغفوة الا عندما اقترب من الله ، واجد في ذلك تفسيرا لذلك الوجود من منطلق ايماني وروحي يغذى الحياة ويجعلها احدى اهم التجليات الالهية المعبرة عن الوحدة الكونية التى ارادها الله ان تكون كما هي عليه من التكامل والانسجام ..

التعليقات

 

( الزيارات : 410 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *