الاهتمام بالانسان عقلا وثقافة وكرامة

كلمات مضيئة..الاهتمام بالانسان عقلا وثقافة وكرامة

قرأت بعض  كتب الفلسفة او قرأت عنها وتابعت افكار اصحابها واعترف اننى لم اجد ماكنت ابحث عنه فيما قراته من قناعات , لا اتهم الفلاسفة  فيما كتبوا فقد اكون ابحث عن شيء اخر ليس هو تلك الفلسفة , لم يكن يعنينى ما كانوا يبحثون عنه , بعض ما كتبوا قد يكون ممتعا ويستدعى التامل فيه , هي رحلة ممتعة فى عالم من الافتراضات التى لا نهاية لها ولا يمكن لمن يخوض في بحارها ان يعرف اين موقعه , هل هو فى هدى او ضلال , مما لفت نظرى هو ذلك التناقض الغريب والعجيب بين الفلاسفة فيما ذهبوا اليه , كنت احترم العلم فى كل ما توصل اليه , وكنت مع العلم الذى يقود الى مزيد من اكتشاف قوانين الطبيعة , وهذا علم منهجه التجربة والمنهج العقلى , ويجب ان يحترم العلم في كل ما يصل اليه , ولا حدود لحرية العلم ولكرامة العلماء , والعلم يحترم مهما كانت نتائجه , ولا مجال لافتراض التناقض بين الدين والعلم , فالدين له منهجه وله اصوله وثوابته , ويجب ان تحترم , والعلم يجب ان يحترم لانه يكشف عن عظمة الكون واسرار الطبيعة والانسان , ما يهمنى هو الانسان , وهو المخاطب والمكلف , لقد قدم الدين تصورا متكاملا للحياة ولخلق الانسان ويجب التسليم بها كما هي , مهمتنا ان نبحث فى ذلك الانسان , فى حقوقه وكرامته وحريته وماهي الحقوق الانسانية التى اكرمه الله بها و تلك هي القضية الاولى , كنت اتطلع الى اكتشاف قوانين النفس الانسانية وطبيعتها واسباب ازمات الانسان الناتجة عن تجاهل ما اراده الله من كرامة وما اقره من حقوق لكمال انس انسانيته  , كنت احترم كل الدراسات التى تهتم بكرامة الانسان , وبالنظام الاجتماعى الذى يحقق لذلك الانسان كرامته الانسانية فى توزيع عادل للثروات وفى تكوين نظام سياسي يراقب ذلك النظام ويحقق العدالة فيه بين الانسان واخيه الانسان بعيدا عن التعصب والكراهية والانانية والظلم فى الحقوق والاموال والتفاوت فى المكانة الانسانية ,  و تلك مهمة الاجيال المتعاقبة فى اختيار نظامها العادل والسلام فى ظل تصور للحياة الانسانية اكثر رقيا وانسانية , لا يعنينى الاهتمام بكيفية خلق الكون فذلك امر قد جاء فى القران الكريم وهو كلام الله والمسلم لا يمكنه ان يبحث عن تصور مخالف لذلك , ولا يقبله , ولا سلطان للانسان على الغيب ولا يمكنه ان يعرف اسرار ذلك الغيب ,

 كنت اريد ان تهتم الفلسفة والفكر بما هو خاص بالانسان من منطلق حقوقي وانسانى واخلاقي , الكرامة الانسانية لا تتحقق الا بكمال التمتع بكمال الحقوق و التغيير فى الحياة حتمي الى الافضل , كل جيل يختار نظامه الذى يعبر عن تطلعاته للكمال , الصراع بين الانسان والانسان امر طبيعى والاختلاف ظاهرة تعبر عن التعدد للبحث عن الافضل , والمصالح متضاربة ومن حق المستضعفين فى الارض ان يدافعوا عن وجودهم وحقوقهم دفاعا عن انسانيتهم وذلك حق طبيعى لهم , التغيير نحو الاعدل امر مشروع , من حق كل جيل ان يختار نظامه الاجتماعى بالشكل الذى يراه الافضل , الانظمة وليدة عصرها ومجتمعها ,  ويجب عليها ان تحترم الثوابت الاسلامية فى العقيدة اولا وفى اقرار العدالة الاجتماعية فى الانظمة التى تضعها لنفسها , لا يتحمل الاسلام مسؤولية الاخطاء التى يرتكبها المجتمع من انواع الممارسات الظالمة ذلك امر من صنع مجتمعه  , ماليس عدلا فليس من الاسلام , كل مجتمع يحسن ويسيء فيما يختار لنفسه , من احسن فله اجره ومن اساء فعليه وزره , وكل انسان مسؤول عن افعاله . تلك تصورات مبسطة قد تكون مفيدة , لا احد يمكن ان يحمل الاسلام مسؤولية ما نحن فيه من تخلف وجهل , التخلف له اسبابه المادية الظاهرة التى يمكن ادركها بيس ومن اهم اسبابه هو ذلك الجهل بثوابت الاسلام والاهتمام بما ليس من الاسلام مما ينسب الى الاسلام من الافكار والمصالح , واؤكد من جديد على اهمية تكوين الانسان عقلا راقيا وثقافة منفتحة واستقامة مستمدة من تربيتنا الاسلامية ..

( الزيارات : 825 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *