الايمان والعدالة

كلمات مضيئة..الايمان والعدالة

الحياة لا تستمر الا بكل ما فيها من ذلك الوجود وبكل  من فيها من الخلق ، وبكل ما يجسد الحياة من المظاهر والبواعث والرغبات التي تعبر عن كمال الحياة كما ارادها الله لكي تتحقق بكل ذلك ارادة الله في الارض ، الحياة هي ما يدرك منها ، ومالا يدرك فلاوجود له في العقل لان الحقل لا يعمل خارج الحواس المادية ,  ولو كان موجودا في الفعل ، ولذلك كان الايمان بالغيب من اوصاف المؤمنين الذين يؤمنون بالغيب  كما جاء من عند الله , ويشمل الغيب كل مالا يدرك او يشاهد بالحواس المادية ، ولا يكلف الانسان بما لا يحيط به وليس معنيا به لانه خارج التكليف المختص بالحياة ، الانسان هو المخاطب من الله. وهو المكلف وهو المؤتمن علي تلك الحياة ان يضع لها نظامها الذي يضمن استمرارها بطريقة عادلة لا ظلم فيها ولا تجاوز ولا طغيان ولا فساد في الارض ، تلك هي رسالة الدين في الحياة , وهي رسالة الله التي خاطب بها الانسان عن طريق انبياء الله ورسله ، وتجمعهم رسالة واحدة وهي الايمان بالله والعمل الصالح  الذي لاظلم فيه في مجال الحقوق ولا شرك فيه في مجال الايمان ، وتلك هي حقيقة رسالة الاسلام التي جاءت من عند الله لكل الانسانية لكي يأخذوا بها ويلتزموا باصولها في الايمان بالله اولا واحترام الحقوق بطريقة عادلة ثانيا ويدخل ضمن هذا الاصل محبة الخير واحترام الحياة بكل اسبابها لكل عباد الله عن طريق التكافل في الحقوق لضمان اسباب الحياة لكل الخلق ، ولا احد من العباد خارج العدالة في الحقوق والرحمة الالهية. ، تلك هي الاصول والاركان ، ثم يكون الخطاب والتكليف. بالاحكام لبيان حكم الله لتحقيق العدالة بين خلقه ، هناك اسلام كرسالة الهية  مستمدة. من الله عن طريق الوحي علي رسوله ، وهناك اسلام كما فهمه الانسان ، وهو اسلام التاريخ. ، كما فهمته الاجيال , وهذا الاسلام. يرتقي برقي مجتمعه فيكون صافيا وعادلا. وينحدر بانحدار مجتمعه فيعبر عن امراض ذلك المجتمع ، وكل مجتمع يتوهم ان هذا هو الاسلام ، الاسلام الحق هو الذي يجسد احترام. الحياة كما ارادها الله ، واحترام الانسان. في ظل تصور ايماني. للحياة ، واهم. ملامح هذا التصور ان الله تعالي هو خالق الكون بارادته ومدبر امره بحكمته ، والا شيء في هذا الوجود الا بامر الله ، والانسان مستخلف علي هذه الحياة ان يضع لها نظامها بطريقة تضمن تسنمرارها عن طريق التكافل لاجل الدفاع عن الحياة ، ولا احد من خلق الله خارج الحق في الحياة بكل اسبابها ، ولا احد يحرم من هذا الحق ولو كان صغيرا او ضعيفا او عاجزا او عاصيا  ، القوي يحمل الضعيف فيما هو قادر عليه , والكبير يتكفل بالصغير رعاية. وتربية وتكوينا ، وليس هناك طبقية اجتماعية ولا ثفاضل في الحقوق الانسانية ولا عنصرية في مجال الحقوق التي اقرها الله لكل عباده ، وليس هناك حاكم ومحكوم بمفهوم الطاعة والانقياد لان الطاعة لله وحده. ، اما نشاة  الدول والنظم والقوانين فهي امر دنيوي يختص بالانسان وطريقه العقل اولا وغايته تحقيق المصالح المشروعة ثانيا ، واداته هو المجتمع فيما بختاره لنفسه ، وشرعية السلطة هو التفويض الارادي المقيد والمشروط والمراقب. ، ولا سلطة خارج التفويض ، ولا تفاضل في الحقوق لاي سبب ، والعقل هو طريق الانسان لمعرفة الصواب والخطإ في المواقف والحقوق ، ًالدين يدرك. بالفطرة الايمانية اولا ويترسخ بالتربية الروحية ثانيا ، وتوظيف الدين لغير رسالة الدين.جهل في البدايات ويقود الي الضلال في النهايات ، التعدد امر طبيعي ويعبر عن التنوع الضروري للحياة بشرط الا يفضي الي التصادم والتحاقد بسبب الاطماع الدنيوية الباحثة عن الانانية البغيضة المعبرة عن غفلة الانسان عن ربه. وجهله بحقيقة انسانيته ، وما نراه اليَوْمَ من الصراعات والحروب ليس مصدرها الدين ولا الدفاع عنه , وانما سببها الجهل بحقيقة رسالة الدين كرسالة الهية وتسخير الدين كمطية. للحصول علي مكاسب ومطامع دنيوية ، من اراد الدين مطيته لدنياه اذله الله بما طمع فيه واشقاه به ، وسلط عليه السفهاء والاشرار ، من عرف حقيقة الاسلام استقام فهمه لاحكامه وارتقت معايير الخير لديه ، وكان اكثر رحمة بالعباد ، ومن جهل حقيقة الدين سخره لمصالحه وادعاه لنفسه وجعله مهنة له كبقية المهن المعاشية ، وتلك ظاهرة تعبر عن تخلف في فهم رسالة الدين ، ومحنة الدين فيمن يوظفه لدنياه من الجهلة والطامعين ، اما لسلطة يسعون  اليها او لكسب يحرصون عليه او لشهرة يريدونها  لانفسهم. ، وتلك هي ثمرة الجهل بحقيقة الدين   التي اساءت وشوهت. وابعدت الدين عن صورته عن طريق ذلك التوظيف الذي. تكثر فيه المبالغات لا سترضاء العامة. بما يحبون ، وكنت اجد ان كل جيل مؤتمن علي رسالة الدين الحق , وهو تكليف متجدد وامانة من الله وعلي كل مخاطب ان يحمل مسوولية الحفاظ علي ذلك الدين كما جاء به رسولنا الكريم من خلال هديه وسنته وكما كان في مجتمع النبوة ، وطريق ذلك.ما يلي :

 اولا : احياء المفاهيم الحقيقية لرسالة الاسلام في امرين : القيم الايمانية والروحية كما جاءت عن طريق النبوة كمنهج لتنمية مشاعر الرحمة والشعور بالتكافل في الحقوق الانسانية ،

وثانيا : حسُن فهم الاسلام كمنهج للحياة متجدد العطاء. من منطلق الثقة بالانسان في كل عصر كمؤتمن علي الحياة ، والاحتكام للعقل كمعيار لمعرفة الخير والشر ، والمصالح والمفاسد ،

وثالثا : تحرير الاسلام. من كل توظيف له لخدمة الطموحات. والرغبات ، وفي عصر التخلف والجهل تكثر هذه الظاهرة وتكبر وتعبث وتسئ ، وهذه طاهرة قديمة وتتجدد في كل عصر بما يعبر عن ذلك العصر ، ولا اجد الاسلام الحق لدي هؤلاء الا بالشكل الذي يخدم مصالحهم ، وتلك مهمة تحتاج للصالحين ممن شرح الله قلوبهم لمحبته فكانوا. بذلك ممن انار الله قلوبهم بحسن الفهم عن الله تعالى ..

 

( الزيارات : 484 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *