الا نعتبر بالماضي

 ذاكرة الايام…الا نعتبر ..

مازالت ذكريات الطفولة عالقة فى الذاكرة , انها جزء مما نفكر فيه , بعض ما فى الذاكرة مفرح ومبشر وبعضه محزن ومؤسف , ما زلت حتى اليوم استعيده لكي اتعلم منه , كنت متاملا وناقدا واحيانا منكرا , ما فى الذاكرة نبنى عليه مواقفنا , لا شيء مما كنت اراه لا يخضع للتامل العاقل من غير تعصب او انفعال  , كنت كثير الشرود وانا اتتبع ما اراه فى تلك الطفولة  , بعض ما ننكره نعبر عن انكارنا له , ومعظمه نهمس بالانكار الصامت , لان حصون الجهل اقوى واشد رسوخا , ما دام الجهل محصنا فلا مجال لاختراق اسواره العالية , ما ننكره من الاعراف والتقاليد والمفاهيم كثير , والسكوت عنه لا يعنى اقراره , التعصب والجهل والتقليد ثوابت فى ثقافتنا المعاصرة وفى تربيتنا ومناهجنا  , وهي امراض مستعصية , وهي سبب الخلل فى الابدان , مجتمعنا يعيش فى ازمة حقيقية , كلنا يسأل عن الطريق , وفى الظلام لا يعرف الطريق , المستفيدون من الجهل والتعصب والتخلف يقفون على الابواب يحرسون مصالحهم لتبرير الواقع كما هو  , وهم اقوى نفوذا من كل الاخرين , فى الظلام كل الاشباح تتحرك , والصادقون قلة وقلما يتقدمون او يتكلمون , كل المسيرات انطلقت ومسيرة المتغالبين المتنافسين من الشعوب  ما زالت لم تغادر موقعها , وقد لا تنطلق ابدا , المسيرة المخترقة لا تنطلق ابدا , وما يبنيه جيل سيهدمه جيل لاحق , كنا فى الطفولة نعانى من الجهل ونحلم بالافضل واليوم نعانى من الجهل المقدس باسم الدين والوطنية والمذهبية والولاءات  , ما استعانت امة بعدو لها الا اذلها الله وجعل باسها شديدا , وما انتفت الرحمة فى اسرة او مجتمع  او شعب الا سلط الله عليهم سفهاءهم , اين الدين والاخلاق فيما نحن فيه , لم نكن من قبل كما نحن اليوم , كان الجهل  ولم يكن السفه , وكان الجهل ولم تكن القسوة والانانية , كان التناصر والتكافل يقرب ما تباعد من المصالح والعواطف واليوم فقدنا الامل فى كل شيء , واصبحت كوابس الغد تخيف اطفالنا من الغد, اصبحنا فى عصر نتوقع كل شيء من الكوارث والنكبات , فى عصر السفه كل شيء ممكن الا الامل , اصبحت رايات الغزاة فى ارضنا اكثر من رايات الوطن وهي الرايات التى تدق لها الطبول فى ساحات الوطن , هذه الصراعات المذهبية والقومية والعصبيات القبلية ليست امرا مبشرا ولم نكن نعهد مثلها من قبل , الا نتعلم من التاريخ دروسا وعبرا , ما زالت كتب التاريخ تتحدث عن دول الطوائف فى الاندلس

( الزيارات : 877 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *