البحث عن السعادة

ذاكرة الايام .. البحث عن السعادة
ليست كل الاحداث في حياتنا تستحق ان تذكر ، هناك احداث ادت الي منعطفات ، وكان لها تأثير فيما كان بعدها ، قد تكون هي البدايات لما بعدها ، تلك هي الاحداث التي تستحق ان تذكر وتسجل اولا ، ثم يكون التأمل فيها لكي يستفاد منها ، ويستمد منها قانون الحياة ، وكل حدث يذكر بالاسباب التي ادت اليه و كل العوامل التي سبقته ، واهمها اولا : العوامل النفسية التي تركت اثارها في الذاكرة في اطار الزمن الذي وقع فيه ذلك الحدث ، لا يمكن لاي ظاهرة ان تفهم الا في اطار اللحظة التي ادت اليها ، وهناك ثلاثة عوامل تحتاج الي بيان وتركيز عليها كمنطلقات لتكوين ملامح. ذلك الانسان. : اولا : الاستعداد النفسي والظروف التي رافقت تكوين ذلك الانسان ، واهمها الطفولة. ، الطفولة الاولي بما كانت عليه ، وما رافقها من معاناة. نفسية ، الفقر واليتم والمعاناة. ، والشعور بالظلم من اهم العوامل التي تسهم في تكوين الشخصية الانسانية ، انها البواعث والدوافع التي تفسر الظاهرة السلوكية ، وثانيا : الاسباب الخارجية التي اسهمت في تكوين تلك الاستعدادات ، العوامل التربوية. والتعليم والبيئة الخارجية ، وهناك ترابط حقيقي بين هذين العاملين العامل النفسي والعامل التربوي والتكويني ، وكل منهما يؤثر في الاخر ، ثالثا : الظروف الطارئة التي يفرضها زمانها في لحظة معينه ويقع الانفعال بها ، فتبرز الشخصية بما هي علية من تلك الاستعدادات التكوينية الاولي ، ذلك. المزيج بين الماضي كما كان. والحاضر كما هو تكون رؤية الاشياء وتتبلور المواقف ويكون الفكر هو وليد تلك اللحظة الزمنية المعبرة. عن الحقيقة كما ترجحت ، لا يعني ان ما يراه الانسان في تلك اللحظة من الانفعال هو الافضل والاكمل ، كم من كوارث وقعت نتيجة سوء التقدير بسبب ذلك الانفعال العاطفي في لحظة يقف العقل عاجزا ويجد نفسه اسير تلك العاطفة. ، تلك اللحظة تمثل المنعطف الحاسم في حياة صاحبه ، قد يدفعهً نحو الاعلي ويكون به التغيير ، وفد. يكون هو الفصل الاخير في رواية الحياة وتسدل به الستارة علي حادث مالم ، كنت انأمل كل ذلك ، وكنت أجد فيه روعة الحياة وكمالها ، ولا يمكن للحياة ان تكون غير ما هي عليه ، كنت استمتع بما كنت اتابعة عندما اقرأ. قصة الحياة من الحياة نفسها ، كم هي مثيرة تلك الحياة باحداثها كما هي في الواقع ، كل فرد يؤدي المشهد المرسوم له. من الازل كما اراده الله له باتقان والتزام. ، فقد يجد التشجيع والتصفيق لانه اداه باتقان ، وكم من. افراد وجدوا انفسهم يؤدون مشهدا مكلفا وحزينا ويدفعون الثمن غاليا ، الرواية لا تكتمل الا بكل فصولها. ، وتلك هي قصة الحياة كما ارادها الله لكي تكون بكل ذلك الحياة ، كم هي صغيرة تلك الحياة عندما نتأمل فيها ، الكبار فيها يؤدون الدور المطلوب منهمً كما يؤديه الصغار وهم يلعبون. ، كم كنا نفرح ونحن نتابع الصغار وهم يلعبون يتنافسون ويتغالبون ، ، وفِي النهاية يعود كل طفل الي سريره لكي يرتاح بعد يوم طويل من المغالبات الطفولية علي ما يملكون من تلك الالعاب ، وكنت اقول بعد ذلك وماذا بعد ، واتساءل ما الذي يريده ذلك الانسان ، واستعيد بعض ذكريات الطفولة التي. ما زالت في الذاكرة في تلك القرية الصغيرة قرية الجابرية القريبة من حلب ، والتي كنت اقضي فيها اجازتي الصيفية ، كنت. اقف كل صباح خلف نافذة صغيرة تطل علي ارض زراعية ممتدة وكنت اجد ذلك الرجل القوي العضلات يحرث تلك الارض ويزرعها. ويسقيها ويفعل ذلك. كل صباح لا يأبه بحرارة الصيف ولا ببرد الشتاء يعمل بكل نشاط وهمة. ، وسألته مرة لما تفعل كل ذلك : قال لي : افعل كل ذلك لكي اطعم اطفالي ، وفِي المساء كنت اراه سعيدا. بما فعله وهو يستعد ليوم جديد يبحث فيه عن سعادته كما يراها ، كان اكثر سعادة من كل الاخرين ..
 

التعليقات

 
 
 
 
 
( الزيارات : 389 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *