البحث عن المراد

كلمات مضيئة .. البحث  عن المراد
عندما كنت انصت للقارئ وهو يقرأ القران الكريم كنت استمتع بسماع التلاوة  وكنت اشعر اننى المخاطب  به  وفى كل مرة  كنت افهم الشيئ الجديد  والمفيد وكأنني لم اسمعه من قبل ، كل قراءة لها خصوصيتها , وتختلف تلك الخصوصية بحسب الحالة التى اكون فيها , لم اكن اقرا القران او اسمعه الا عندما اكون مستعدا لما اسمعه و اواختار ما انا بحاجة اليه فى تلك اللحظة  لكي يحدث الاثر المطلوب منه فهما وتدبرا وانفعالا ,   وكنت اتساءل عن سر ذلك :  في كل قراءة كنت افهمً الجديد الذى لم  أفهمته من قبل. الذى يعبر عن الحالة التي اكون عليها وكأنه يجيبني عن تساؤلات او يبين لي ماكان خافيا ، وبعد تأمل طويل لاحظت ان هناك علاقة تكامل وانسجام علي الدوام بين الخطاب والمخاطب ولا بد من ذلك الانسجام لكي يحدث الخطاب اثره ، الخطاب واحد ولكن المخاطب متجدد على الدوام، والشخص الواحد ليس واحدًا فى جميع الحالات ، فهو في كل مجلس يتأثر بما هو فيه ، هو واحد ولكنه متعدد الاستعدادات  ،. بحسب الحالة النفسية والروحية  التي هو فيها ، ولذلك يتعدد الفهم. وتفتح بذلك أبواب المعرفة  المتعددة الجوانب ، في كل يوم بل في كل لحظة هناكً الجديد فى داخلنا من الاستعدادات ، لا شيئ من الاحوال التى نمر بها تماثل ما قبلها في الزمان والمكان ، الانسان الواحد متعدد ولو لم يدرك ذلك  , وهو متأثر بما هو فيه في تلك اللحظة من انفعالات ومشاعر ، هناك لحظات نورانية  نحلق بها  عاليا  ونسمو بما نفكر فيه  ونرى ما حولنا مختلفا  ونتسع لكل الآخرين, هناك مؤيرات داخلية عميقة الجذور وهناك  مؤثرات خارجية  وبيئية توجه اهتمامنا ، الانسان ليس هو نفس الانسان دائما ،. هذا الانسان  مخاطب. من الله ولا يمكنه ان يفهم الا ما يناسبه و ما ترجح له و ليس مخطئا فيما يفهمه ,  اليس هو المخاطب وهو المؤتمن , ليس عدلا ان يطالب الانسان  ان  يرى ما يراه غيره الا اذا ترجح له ذلك  ،والحق فى نظره هو ما ترجح له انه المراد من ذلك الخطاب ، الانسان بصفته الفردية هو المخاطب وليس غيره وهو المكلف ، ولا يغني فهم عن فهم ابدا الا بقناعة ذاتية ، وما ترجح لك بفطرتك. الصافية البعيدة عن الاغراض والأهواء والمصالح ان ذلك هو المراد  ،.  لا احد اولى من احد بالحق والصواب  , ، الانسان هو المخاطب والمؤتمن ، لا احد اولي منك بفهم ما خوطبت به ، من واجب المخاطب ان يتخذ  كل الاسباب  التى تمكنه  من حسن الفهم واستقامته ،  افهم بنفسك ولاً تعطل عقلك. ولا تلغ ذاتك فلا احد يغنيك  ويجيب عنك , استعن بمن تراه افضل منك  ممن تثق به  ويترجح لك انه الاقدر  منك  والعلم ولا تقلد احدا فلا عذر لك  فى التقليد ، انت تملك اداة الفهم وهو العقل فلا تعطله جهلا او خوفا ، كل الاخرين هم مثلك يبحثون عن الحقيقة من خلال ما ترجح لهم  ، ما تملكه من أدوات الفهم يكفيك. ويغنيك ، إياك ان تقلد فلا احد خارج امكاناته الذاتية ، عوّد نفسك ان تفكر واجتهد في ذلك ، حاول ان تفهم ، لا احد يغني عن احد ، الحلال بيّن والحرام بين ، فلا تبحث عن المبررات لما فيه هواك ، استفت قلبك ، فهو اصدق من كل الاخرين ، انه لا يكذبك ابدا ، كل انسان مكلف والمكلف مخاطب ، والخطاب متجدد ولا يتوقف ، لانه يخاطبك بما انت فيه في الزمان والمكان وبما انت فيه من استعدادات ، كن متجدد الفهم باستمرار وراجع معرفتك باستمرار ، كل ما ورد في القران الكريم هوخطاب  من الله لكل عباده وكل مخاطب يفهم ما هو بحاجة اليه ، ما كان بينك وبين الله فهو امر يخصك  وحدك , لا احد اقرب الي الله منك فلا تغلق الابواب المفتوحة  لك جهلا منك ، هناك معيار واحد للتفاضل عند الله هو العمل الصالح وانت تملك هذا الحق  ان اردت ذلك  ، وكلمة الصلاح يراد بها  الخير والحق والاستقامة وما تتحقق به العدالة وتحترم فيه مصالح كل الاخرين ، كل عباد الله يملكون نفس الحقوق. عند ربهم ، لا احد خارج تلك العبدية المطلقة لله تعالي والرحمة. والمغفرة ، ما كان من الله فالله يختص به ، ولا سلطان لاحد من العباد فيما كانً من امر الله  ، ومن حسن الأدب مع الله ان ينصرف كل عبد من عباد الله لما هو من امره ، وان يكف عن التدخل باسم الدين لتصنيف العباد وفقا للأهواء الشخصية ، اما امر النظم والحقوق فهناك اصول يجب ان تحترم فيها العدالة كما امر الله بها ، وهي من اختصاص الانسان ان يتصرف فيها بما يرى الخير فيه وان يلتزم بما يحقق العدالة في الحقوق من غير تجاوز وعدوان ، لان التجاوز ظلم حرمه الله علي عباده ، كل مجتمع مخاطب بامر الله بما يترجح له انه الحق الذي امر الله به ، كل جيل مخاطب بما خوطب به الجيل السابق له ، ومن حقه ان يفهم ذلك الخطاب بالكيفية التي تلائم عصره وتحقق العدالة التي امر الله بها كل عباده ، كل جيل يملك ما يملكه غيره من الاجيال في امره ، فلا تقليد لسابق عليه ولاوصاية له على لاحق ، لا تقليد لان التقليد تعطيل للعقل عن اداء مهمته في فهم ما هو مكلف به من امر الله ، ما كان من امر الايمان فلا احد مع الله في خلق او تدبير ، لا احد من الخلق مع الله فيما كان من امر الله , و ذلك هو الشرك المبين ، قضايا الايمان  من ثوابت الدين ولا تقبل  العبث بها  ,اما العبادة فيجب الالتزام بكل احكامها الكلية والجزئية  كما جاءت عن رسول الله من غير زيادة او نقصان او تغيير او تبديل ، وتؤدي بالكيفية التي تحترم فيه مقاصدها وآدابها بحيث تقود  الي ما يراد بها من التحقق بتلك العبدية لله والخضوع له  ، اما الحقوق فلا بد الا ان تحترم فيها اصول العدالة وتصان الحقوق وتتحقق بها المصالح التي هي المراد ة من احكام الله في الشريعة التى امر الله بها عباده ، لكل جيل مسؤوليته وهو المخاطب. من الله ان يكون مؤتمنًا علي الحياة وان يحافظ عليها ، والا يعبث فيها ، لا وصاية علي الدين ،ولا توظيف له في امر من امور الدنيا من الحقوق والمغالبات علي الحكم والمال ، من اراد الدين مطيته الي دنياه خسر دينه ودنياه معًا , وهو موعود بسوء المصير ويمتحن فيما ادٌعاه ، النظم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. متجددة علي الدوام لتحقق مصالح مجتمعاتها ، اما مهمة القوانين الوضعية فالمراد  ان يضبط بها كل مجتمع الحقوق. التي يراها عادلة ، ترتقي تلك النظم والقوانين برقي مجتمعها وتنحدر بانحداره ، ليس كل ما ينسب الي الاسلام هو من الاسلام ، ما كان من جهد الاجيال فينسب لتلك الاجيال ، يؤخذ منه ما هو مفيد ويترك منه. مالا يفيد ، لا قداسة لجهد العقول لانه يعبر عن رؤية مجتمعه ، ولكل عصر اهله وهم المؤتمنون عليه ان يختاروا الافضل والاكمل ، وجهد العقول. متجدد علي الدوام لانه محكوم بالمصلحة المرادة منه ، ويحترم كجهد. انساني ، ما كان صالحا. منه يمدح به ويذكر لعصره ، وما كان غير صالح يترك لاهله ، فهم اعلم به ، ولعل لهم من الاسباب ما دفعهم اليه ، المهمً الا يكون هناك اَية وصاية لاي جيل او فرد او مجتمع علي غيره ، لان تلك الوصاية ليست عادلة ، وجيلنا اليوم هو احق بقضاياه وهو مخاطب من الله ان يحترم ما امر الله به من الاحكام ، ومصدر التفسير هو البيان النبوي كما جاء في السنة الصحيحة ، وما تجاوز ذلك فهو جهد يخضع لمعايير. الصحة والقبول والمصالح الاجتماعية المشروعة التي. هي الغاية من الاحكام الشرعية التي جاءت من عند الله ، ومن الجهل الناتج عن التخلف التاريخي هو. الخلط بين ماكان من الاصول التي امر الله بها وبين التطبيقات. الاجتهادية التي تختص بعصرها وتعبر. عن حاجة مجتمعها ، وهذا كثير في تراثنا الفقهي ، ولهذا كانت المدارس الفقهية والتي تأثرت بمجتمعها والتي هي ثمرة لما كان يراه ذلك المجتمع ملائما له ، وتلك ظاهرة تستحق التأمل ، لا شيئ ينفصل عن عصره ، الافكار هي وليدة حاجة مجتمعها ، وتشمل كل المذاهب والمناهج ، لا شيئ من الافكار والظواهر يفهم خارج. العصر الذي أدي اليه ، ما كان من الله تعالي فهو الثوابت والأصول التي لاتستقيم الحياة الا بها، وهي ذات نصوص مقدسة ، ومهمة الانسان وهو المخاطب بها ان يفهم المراد بها ، وان يسعي لتحقيق المقاصد منها. بالكيفية التي يراها ممكنة وملائمة وعادلة ومرجوة ، تلك هي مهمة العقل في كل عصر ان يؤدي مهمته في تحقيق ذلك التكامل بين النص والعقل بما يحقق الاغراض المرجوة من الاحكام الالهية. ، ويسهم في كمال الحياة بكل اسبابها لكل عباد الله من غير تفريق لاي سبب بين شخص واخر في مجال الحقوق الانسانية التي منحها الله بطريقة عادلة ، لا بد من الوحدة الكونية للدفاع عن الحياة ..

( الزيارات : 402 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *