البر بالابوين

 

 البر بالأبوين

من كان عاقاً لأبويه فلا بدّ إلا أن يعاني من عقوق أولاده , وهذا من سنن الله في الكون , عدالةٌ مطلقةٌ , وكما تدين تُدَان , ولا شيء أسوأ من العقوق , والعاقّ مغضوب ومبعد عن الله , وهو غير موفّق , ولا يوفّق في الدنيا , والعقوق مؤشرٌ على وجود جرثومة الشّر في باطنه , ولا يصدق العاقّ في ادعاء الورع والتقى والدين , فإنّ من أصدق دعاوى الدين والتقى هو البرّ بالوالدين والطاعة لهما فيما لا يتعارض مع ما أمر الله , مما ينعكس على حياتهما , فمن ألحق الضّرر بسمعة والده قاصداً فهذا من العقوق , ومن أساء لمشاعر والده فيما يكره فهذا من العقوق , ولا يُوفَّق العاق أبداً , وسوف يسلّط الله عليه من ينغّص عليه حياته , والبرّ بالأبوين تجارةٌ رابحةٌ ومضمونةٌ , ومن ضحّى لأجل والديه بمصلحة ماديّة عوّضه الله عن تضحيته بأحسن منها , فالبرور يحتاج إلى تضحية , ولا برور بلا تضحية , فالبرور يتجلى في الخدمة والإنفاق والاحترام ومراعاة المشاعر وعدم الإحراج والأدب في الخطاب والتضحية بالوقت والرغبة في الإسعاد , والله تعالى يعوض البررة من الأولاد عن برورهم توفيقاً في الدنيا وأجراً في الآخرة …

( الزيارات : 834 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *