التأمل الذات وولادة الافكار

ذاكرة الايام..التامل الذات وولادة الافكار

كان من عادتي ان احسن الانصات في البداية,  وهي المرحلة الاولي لحسن الفهم ,  واعتبرها الخطوة الاولي للتوصل الي المعرفة  من خلال فهم ما يفكر فيه الاخر وبخاصة لمن كان يملك ما يقوله  ،  وكنت بعدها اتأمل فيما سمعته , واحاول ان اهضمه من خلال ذاتي.كما فهمته  لكي يكون مناسبا لي.,  فالفكرة كالثوب يجب ان تكون علي مقاس من يلبسه لكيلا يكون فضفاضا ، عندما تصدر الفكرة عن صاحبها تعبر عنه كما هو كمصدر لتلك الفكرة ، الفكرة لا بد لها من انتماء يمثل هويتها. كفرد في اسرة يحمل ملامح والديه ، افكارنا  كما نحن فيه  ,  وهي كملامحنا فى مرأة  صافية ، ويجب ان تكون. اصيلة. وذاتية ومعبرة وواضحة الملامح ، كونوا مصدر افكاركم عن طريق النأمل الذاتي ، الفهم الناتج عن التأمل اولا ، ، وبعدها تكون الفكرة ثم السلوك المعبر عن تلك الفكرة وهوكثمرة شجرة لا تنفصل عن جذورها  ، واهم مصدر لافكارنا  هو ذلك التأمل الذاتي من خلال مصادر ثلاثة : كلام الله وهو القرأن الكريم ، وهو اجمل مصدر للمعرفة الانسانية  لفهم  مكانة الانسان فى الحياة ولما ذا كان الانسان كمؤتمن على تلك الحياة  , وكنت اشعر ان القران الكريم  يشعرني بمعني الحياة. ورسالة الانسان فيها ، وكنت احب الانصات والسماع والتامل وقد استغرق طويلا فى ذلك ، كانت هي اللحظة التي تشعرني بتلك الافاق الواسعة لمعني الحياة. ، انه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل ، انه الخطاب المعجز. والهادي الي الفهم ، تلك هي البداية الاولى  لفهم الحياة ، وبعدها يكون الانسان ، المخاطب والمؤتمن. ، وينتقل الانسان من الانسان كنوع من الخلق من الانسانية البهيمية. الي مرتبة الانسانية المستخلفة علي الارض ، وهي المخاطبة بامر الله ، الانسان بكل قدراته ، الفطرة والعقل والقلب ، قدرات. متعددة ومتعاونة ومنسجمة لتكوين ذلك التصور الاول عن الحياة ، وثاني المصادر هو التإمل الذاتي من خلال الملاحظة ، وهو المصدر الذي اداته  العقل ، والعقل يعمل معتمدا علي جنده من الحواس الظاهرة والحس الذاتي الذي لا يدرك , وليس له وجود مادي يعرف به,  وتدرك آثاره فى الانسان ، العقل يعمل وفق منهجية واحدة من خلال تلك الملاحظة المادية ، وهناك الخطوة الثالثة , وهي ولادة الفكرة ، والفكرة هي وليدة اسرة ، وتحمل نفس الملامح ، وافكارنا هي جزء من ذاتيتنا. ، ترتقي برقي تجربتنا في الحياة وتنحدر بانحدارها ، والتجربة لا تتكرر ، وهناك علاقة مباشرة بين الافكار والمجتمع الذي ينتج تلك الافكار ، لا يمكن للازهار ان تنمو في ارض قاحلة ابدا ، ولا احد يتوقع ان. تنمو الغابات في الارض الصحراوية ، وكنت أجد ذلك  الترابط بين الافكار والمحيط المنشئ لها  ، وكنت احاول ان ابحث عن مصدر افكاري من خلال تلك الطفولة المبكرة اولا. وما هو مستودع في تلك الذاكرة من المشاعر والعواطف المؤثرة في فهمنا للحياة ، التاريخ لا يعيد نفسه ، الاحداث التي مرت لا تعود، ولكنها تترك ما خلقته في الذاكرة من آثار تسهم في ولادة الافكار التى تصدر عنا ، وكنت اجد الانسان. المستخلف هو موطن الادراك. في الوجود ، ولا اجد الوجود المادي خارج ادراكه. في الذهن. ، لم اكن افهم الحياة خارج التصور الديني. كما ار اده الله من خلال المنهج القرأنى ، وكنت افهم الدين من خلال ادراكي. الذاتي الايماني. الروحي له بعيدا عن المقاييس العقلية التي هي خاضعة لمقاييس الحواس لخدمة الحياة وتمكين العقل منها  , وليس لفهم الحياة ، فهم الحياة هو المنطلق وهو البداية لادراك كل مطالب تلك الحياة ، النظم والقوانين والدول والقوانين. هي ثمرات لحاجة الانسان وهي تعبر عن تصوره لمفهوم الكمال الذي يبحث عنه ، والذي يحكمه. معيار واحد هو الخير والشر ، الخير بكل دلالاته. الكونية هو الطريق الذي يحبه الله من عباده ، والشر هو الطريق الاخر الذي لا يحبه الله ، ويشمل كل الافكار والسلوكيات التي تسهم في تهديد الحياة. ومعاناة الانسان ، واخطره هو الاستكبار في الارض عن طريق الظلم والعدوان وكل ما يدخل ضمن الفساد في الارض ..

 

 

( الزيارات : 421 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *