التاريخ وجهد الاجيال

كلمات مضيئة ..التاريخ وجهد الاجيال

التاريخ ليس مقدسا ولا ينبغي ان يكون كذلك ، هو تاريخ الانسان في مرحلة من مراحل الماضي ، الوفاء للتاريخ ظاهرة اخلاقية تعبر عن احترام كل جيل للجيل السابق  له فيما اضافه من جهده الي تراث مجتمعه ، كل مجتمع يختار منهجه في الحياة ويعبر عن ذاتيته من خلال بحثه عن مصالحه المشروعة للدفاع عن الحياة. ، هناك الكثير مما يجب الاعتزاز به من جهد الاحيال وقد يكون مهما ويسهم فى اغناء مجتمعه بما يحتاجه ، وهناك الكثير مما يجب ان يلام ذلك الجيل عليه فيما فرط فيه من القيام بتلك الامانة ، ما كان في الماضي هو نفس الشيئ الذي نراه في الحاضر والماضى يتجدد بشخصيات جديدة  من المواقف والاعلام , وذلك  التدافع الاخلاقي وغير الاخلاقي للدفاع عن المصالح المشروعة , واكثره اهمية تضحيات  المستضعفين لاجل  دفاعهم عن اسباب الحياة ضد المصالح غير المشروعة لطغاة الارض ممن اعتدوا وظلموا وتجاوزوا واستكبروا فى  ، ونجد هذا التدافع والتغالب في كل عصر. ومجتمع ولا يتوقف  لوجود اسبابه التى تشجعه ، قد يختلف.اثره . ومدي استجابة كل مجتمع له ، ونجد ذلك في كل الحقوق ، الصراع بين الخير والشر ، وبين الحق والباطل ، وبين الصالحين من عباد الله وبين الفاسدين من سفهاء الارض الذي استكبروا ، موقف الدين. ان يكون مع المستضعفين في الارض الذين يدافعون عن الحقوق التي اقرها الله لهم واهمها الحق فى الحياة بكل اسبابها ، ، ولا احد يملك مالا يملكه غيره من حق الحياة وحق الكرامة ، وكنت اتتبع ذلك التدافع من خلال تلك النافذة العقلية التي اطل منها علي الحياة ، وكنت اجد الاسلام الحق في معسكر المستضعفين في الارض , ولا يمكنه ان يكون في المعسكر الاخر لانه رسالة الله لكل عياده ولا احد احق بالحياة من احد ، معسكر الشر هو الاقوي رسوخا لان الطمع يضعف النفوس ويجعلها تنحاز لمصالحها ، ولهذا المعسكر جنده الذي يدافع عنه ، هناك من يدافع عنه بسيفه , وهناك من يدافع عنه بقلمه ولسانه  وما اكثر الشعراء وقد انضم اليهم الكثير من حملة الاقلام  , وهناك من يبررللطغاة طغيانهم  باسم الدين والاخلاق , وهؤلاء هم الاشد شرا والابعد عن الله ، مجتمع النفاق كبير وهو الذي يحمي مجتمع الطغيان ويدافع عنه. ، رسالة الدين. ان بهدي الانسان الي الطريق ويحررذلك  الانسان من العبودية والظلم الاجتماعي ويرتقي بمفهوم العدالة. لكي تكون عدالة عادلة لا ظلم فيها. ، وأسوأ ما كنت الاحظه ان يسخر الدين. كمطية للطغيان يبرره. ويدافع عنه. ، وبخاصة في مجتمع الجهل والتخلف الذي يكثر فيه النفاق الاجتماعي من منطلق البحث عن المصالح ، لا بد من التصحيح. من منطلق المسؤولية وحمل الامانة عن طريق   الفهم الصحيح لرسالة الاسلام كرسالة الهية. من الله لكل عياده ، غايتها الدعوة للايمان بالله والعدالة في الحقوق ومحبة الخير ، ولا يحتج بالتاريخ لفهم رسالة الاسلام ، احداث التاريخ. هي تجارب انسانية تعبر عن. عصورها ترتقي وتنحدر ، ولا يحتج بالتاريخ ولا قداسة له وتخضع احدا ثه لمعيار نقدي تكتشف به المواقف , ويكون كقاض بحكم بالعدل ، لا يتعاطف مع قوي ولا يظلم ضعيفا ولا يقر باطلا ، الاسلام ليس مجرد تجربة تاريخية. مرت ويجب تقليدها واعادة انتاجها كما كانت عليه ،  واحيائها من جديد بكل ما كان فيها من الاعراف. والمواقف. والنظم الاجتماعية والتقاليد والقيم ، ذلك تصور ساذج وغير ممكن. لان الماضي لا يعود.ابدا كما كان , وما كان ممكنا  فى عصر قد لا يكون ممكنا فى عصر اخر لاختلاف معايير العدالة والفضيلة والكمال   ، ولكل عصر خصوصيته. ولكل مجتمع. من هو مخاطب به من اهله ، الاسلام رسالة الهية وهي خطاب متجدد. ويخاطب كل الاجيال. بخطاب الله أن يؤمنوا به وحده والقيام بكل  حقوقه اولا ,  ويعدلوا فيما بينهم في الحقوق , والا يتظالموا ولا يعتدي قويهم علي ضعيفهم ، وان يكوتوا مستخلفين في الارض ، والمستخلف. يصلح ولا يفسد , ويعدل ولا يظلم , ويحترم الحياة لكل عباد الله كحق من الله ، تلك هي رسالة الاسلام الخالدة. ان يكون الانسانً مؤتمنا علي هذه الحياة ، ويجب ان تحترم. الحياة بكل اسبابها ، الوفاء للماضي لا يعني انه خارج المراقبة والمحاسبة النقدية لا لادانته ولكن لانصافه بما اسهم فيه من خير ،. والوفاء للتراث لا يعني انه يجب ان يكون  مصدرا لفكرنا  وملهما لاجيالنا  , ولا يمكن ان تكون مهمتنا  الاكتفاء باحياء ذلك التراث يجب ان. نعيد إحياءه  والاكتفاء بذلك , ونعتبر ذلك كافيا لنهضتنا , احياء التراث بالاضافة اليه بحيث يشمل كل صفحات الاجيال المتعاقبة من قبل ومن بعد ، التراث. هو تراث الاجيال ويستفاد منه كتجربة انسانية تستحق التأمل. لاغناء المعرفة المتجددة ، وليس هو الاسلام ، هو صفحة من تاريخ المسلمين سجلت احداث عصر ، وكل عصر له صفحته الخاصة به ، وكل جيل مخاطب بامره من الله تعالى ومؤتمن علي عصره ان يبحث في قضاياه بما يلائم ذلك العصر ، من منطلق مسؤوليته ، لا تبعية ولا تقليد ولاوصاية ، الاسلام رسالة الهية وخطاب متجدد ومنهج. حياة. باصوله وكلياته ، ولكل عصر حظه منه , وله اسهامه في اغناء. التجربة الانسانية ، العقل هو المخاطب وهو منارة الهداية ، ولا اقصد مجرد العقل الغريزي  ، وانما اقصد ذلك العقل النورانى المخاطب من الله بكل ما يملكه من قدرات فطرية وروحية علي الفهم ، تنمي في ذلك الانسان. قيمه. الانسانية وتشعره. بانه مؤتمن علي الحياة ، وكنت ابحث عن تلك الرموز. التي كانت. تحسن فهم ذلك. الاسلام الصافي. الذي جاء به رسول الله ، وارسي دعائمه. من خلال عصر النبوة. كمجتمع اسلامي متميز بخصوصياته  وهو خارج. العنصرية والتعصب والطبقية والقومية. وهو المجتمع الذي لا يجوع فيه جائع ولا يظلم فيه. مستضعف وتطبق العدالة فيه من غير تمييز ، والكل فيه سواء ، ولا احد خارج العدالة والمساءلة والحق في الحياة ، اعترف ان تلك هي تأملاتي التي كانت تشغلني ، وكانت تلك المشاعر تنمو في داخلي , ثم بدأت تولد افكارا. ، وهي التي كنت اسجلها كتاملات شخصية ، ولا ادعي ابدا انني علي حق فيها ، هي مجرد تأملات كانت تشغلني. الي درجة. اصبحت تمثل مشروعا فكريا متكاملا ، لم أتكلفه قط ، ولست حريصا علي نشره ، لانه خارج الاسوار المعتادة من الكتابات ، قلت يوما في مجلس الحسن الثاني رحمه الله : الثقافة كالسحب الماطرة ، لا تخرج ازهارها الا بعد فصل الربيع ، وربيع الثقافة قد يحتاج الي عدة اجيال لكي يبرز اثره وتتفتح ازهاره ، وذلك هو تاريخ الحضارات والثقافات التي اغنت التجربة الانسانية،..

 

( الزيارات : 443 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *