التراث وفاء لا قداسة

كلمات مضيئة..التراث :وفاء لا قداسة

كلمة التراث ذات دلالة واسعة ، وهي تشمل كل الاثار. الناتجة عن جهد الاجبال الماضية في كل مجالات المعرفة الانسانية من افكار واثار واداب واعراف ونظم ومنجزات وكتب ، كلمة التراث كلمة واسعة الدلالة. ، وكل جيل ترك اثاره المعبرة عنه من كل ذلك لمن جاء بعده  ، وكلمة تحقيق التراث هي خدمته والتعريف به والعناية بكتبه كتراث يسهم في اغناء الحياة بجهد الاجيال المتعاقبة ، التراث يحترمً كتراث من غير قداسة او مبالغة فيه تخرجه عن بعده الانسياني , ويخضع للدراسة وفق المناهج النقدية السليمة لكي يستفاد منه كمدرسة تساعد كل جيل علي اكتساب مزيد من الخبرة والمعرفة بالحياة ،وتطور تلك المعرفة عن طريق العلم والتجربة ، وعلاقة كل جيل بالتراث تخضع لقاعدتين  , اولا : احترام كل جيل لجهد الاجيال السابقة من منطلق الوفاء من غير قداسة له ، ولا مبرر لتلك القداسة ، فجهد العقول يحتمل الصواب والخطأ , ويعبرعن مجتمعه كما كان عليه ،

وثانيا : اخضاع ذلك الجهد لمنهج. التقييم الموضوعي له من حيث اسهامه في خدمة مجتمعه والمجتمعات اللاحقة ، هناك ما يفتخربه من جهد الاجيال نظرا لاهميته كانجاز حضاري وانساني ، وهناك افكار واراء ونظم ومواقف واحداث وحروب. وفتن ليست محمودة او مبررة فى نظر الدين والاخلاق  والعدالة وتدل علي مجتمعها كما كان عليه ، لا يملك اي جيل الحق في الوصاية علي جيل سابق فيما اختاره لنفسه ، كل جيل مؤتمن علي عصره ان يحافظ عليه وان ينصرف لقضاياه وان يسهم في رقي تجربته الانسانية من خلال افكاره ونظمه ، الاسلام ليس تراثا ، لانه خطاب متجدد من الله. تعالي لكل الاجيال ما كان منها وما سيكون ، كل جيل مخاطب بما خوطب به الجيل السابق ، وعليه ان يفهم ما خوطب به بالطريقة التي تتحقق به الاغراض المرجوة من ذلك الخطاب لان الانسان هو المكلف بفهم ذلك الخطاب بما يراه صالحا له ، ومحققا لمصالحه المشروعة ، ومن هذا المنطلق. فالفهم متجدد والعقل مخاطب ومكلف ، الخطاب الالهي ليس تراثا ولا يخضع لمعايير التراث ، وجهد الاجيال في تفسيرها وفهمها لذلك الخطاب   هو التراث الذي بنسب لجهد العقول المعبر عن ذاتيته  ، القران والسنة اصول ثابته وليست من التراث لان من الله تعالى ، وجهد الاجيال في خدمة تلك الاصول يدخل ضمن التراث ، وهًو جهد متجدد لا يتوقف وينمو باستمرار لكي يعبر عن عصره ، الفقه الاسلامي هو جهد الاجيال في فهم النصوص واستنباط الاحكام ولكل عصر فقهه واضافاته التي تنسب الي ذلك الجيل ، وكنت اتمني ان. يدرس اسهام كل جيل. في خدمة الاصول الاسلامية ، واهمها في نشأة العلوم الاسلامية وتطورها ، التراث اداة لمعرفة  وليس هو المراد بذاته لانه جهد الاجيال ولا يمكن ان يكون مصدرا للمعرفة الكلية  ، المعرفة. مسؤولية العقول في كل عصر ان تسهو فى الاضافة اليها  بما يجعلها حية ومتجددة ، الاحكام الفقهية تستمد من الاصول وليس من الفروع ،. ومن. الخطاب الالهي وليس من جهد العقول ، ما. يضيفه كل جيل يضم الي التراث ويستأنس به ويستفاد مما هو جيد منه ويستحق الاهتمام ، وما لا فائدة منه. فيحتفظ به كتراث للاجيال الماضية ، عندما ننظر الي التراث نظرة القداسة نجد انفسنا اما م ظاهرتين حتميتين :

 الاولي : تعطيل الخطاب الالهي التكليفي الموجه للانسان ،وتعطيل دور العقل في فهم ذلك الخطاب ،

 والثانية : ترسيخ الجمود والتوقف في مجال الفكر والاجتهاد ، وهذه الظاهرة هي التي يعاني منها المجتمع الاسلامي المعاصر ، واصبحت الموسسات العلمية الاسلامية مجرد مؤسسات تراثية ، تعكف علي دراسة التراث كما هو ، من غير اضافة اليه ، ولا بد من تصحبح علاقتنا بالتراث بحيث تكون علاقة تكامل واستفادة لا علاقة تبعية وقداسة للبحث عن الحق الذي ينهض بمجتمعنا نحو الافضل والاكمل ، اعداء التراث هو اعداء المعرفة. ، وهم جهلة عصرهم. ، فلا يمكن الاستغناء عن تجربة الاجيال لبناء المستقبل ، ودعاة قداسة التراث الناتج عن جهد الاجبال هم المعطلون لمنهجية التكليف من منطلق الخطاب الالهي ، التراث هو احد مصادر المعرفة الناتجة عن الانسان  والتي تسهم في مساعدة العقل علي فهم ما خوطب به من الله تعالي ، ومن هذا المنطلق فلابد من تصحيح كثير من الافكار التي تجعل التراث هو الغاية , والذي يمثل نهاية رحلة البحث عن الحقيقة التي ارادها الله لكي تستقيم الحياة بجهد ذلك الانسان المستخلف علي الارض، وكنت اضيق بمن يريد للاسلام ان يكون مجرد مرحلة تاريخية يجب ان تتكرر. كما هي في كتب التاريخ ، الاسلام منهج حياة متكاملة تعتمد علي الانسان وتخاطب الانسان وتثق بذلك الانسان ان يكون كما ار اده الله المؤتمن علي الحياة ، خدمة التراث. مسؤولية. كل جيل لتحقيق غايتين ، الاستفادة اولا والوفاء ثانيا ، ولا بد لجيلنا ان يتجاوز ذلك المنعطف الذي توقفت فيه المسيرة الفكرية ، ودخلً. جيلنا في نفق التقليد والتكرار الذي. ادي الي ذلك التعصب الناتج. عن ضيق الافق الذي نعيش فيه اليوم ، والذي ادي بطريقة حتمية الي التصادم. بين المجتمعات والطوائف والمطاهب ، واصبح كل فريق يتصدي للاخر وكانه هو الاخر الذي يجب ان توجه له السهام ، المنطلقات هي البدايات التي يجب الاهتمام بها لبناء مجتمع. اكثر تماسكا وصلابة في التعبير عن ذاتيته لكي يأخذ موقعه في رحلة الحياة ذات البعد الانساني بمفهومها التكافلي ومنهجيتها الاخلاقية المؤهلة   للدفاع عن الحياة   , والمؤتمنة عليها ..

 



  •  
  • · ·  

 

 

 

( الزيارات : 430 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *