التعدد والتنوع فى الحياة

.

كلمات مضيئة .. التعدد والتنوع فى الحياة

منذ طفولتي الاولي كنت اميل الي التأمل الذاتي لكي افهم الحياة كما اراها ووفقا لقناعتي بما اراه من مظاهرها ،وكانت الحياة بالنسبة لى هي المدرسة الحقيقية المتجددة ,   لم اكن ابدا اقبل فكرة الوصاية علي العقل فيما يترجح له ، كنت اشعر بارادتي وانا المخاطب بالحياة والمكلف بها من الله تعالى ، ما كنت اقتنع به كنت افعله من منطلق القناعة به ، لم اقل قط انني علي حق دائما ، ولَم يكن ذلك يعنيني ، ما ترجح لي انه الحق فهو حق بالنسبة لي وهذا كاف ، قد اتنازل عن قناعتي لا من منطلق التبعية ، ولكن. من منطلق القناعة ان الحياة ليست لي وحدي , وانما هي لكل الاخرين ، ولا بد من التوافق لاجل الحياة تعبيرا عن احترامي لكل الاخرين ، ولا بد من التوافق من منطلق التكافل لاجل استمرار الحياة ، وهذا امر لا بد منه ، وكانت قناعتي ان كل ما خوطبت به فيجب ان افهمه بنفسي وانا المكلف به ويجب ان اتحمل مسؤوليتى كاملة ، تلك طبيعة مكلفة لانها تشعرك بالوحدة والغربة حينا وتمدك بالقوة والشجاعة والشعور بالمسؤولية حينا اخر ، وتجعلك تعكف علي التإمل بطريقة اعمق في الظاهرة الاجتماعية ، وفِي الحياة نفسها. وفِي ذلك الانسان المتعدد والمتنوع ، لا بدمن ذلك لتحقيق الكمال ، ويجب احترام ذلك التنوع لانه من الله تعالي لاجل فهم معنى  كمال  ، كنت قريبا من كل الاخرين بعواطفي وفهمي لهم والتماسي العذر لكل فرد فيما يختاره لنفسه ، ما ضقت يوما بمخالف لى فى الرأى ، لانني كنت افهمه جيدا ، كنت قريبا من كل الاخرين ولو كانوا اعدائي في المواقف ، وكنت ادافع عنهم لانهم يستخدمون حقهم في المخالفة للبحث عن ذاتيهم ، كنت قريبا من كل المخالفين لي فى الراي ، كان بعض اصدقائي يعجب من ذلك ، لم اكن متناقضا مع نفسي . كان احترامي للانسان يفرض علي ان اقبله كما هو بكل قناعاته الخاصة به ، وبكل ما ترجح له انه الصواب ، صنفان من الناس كنت اضيق بهما  ولا احب مخالطتهم والاقتراب منهم  ولَو كانوا قريبين مني ، هما المنافق اولا والسفيه ثانيا : النفاق والسفه وصفان في الانسان لا تليقان به ، المنافق يفعل اي شيئ لاجل الوصول الي ما يريد ولا يمكن الثقة به ولو ادعي الحب والصداقة والاخلاص وتظاهر بالتقوي والدين وكلمة النفاق مستمدة من النفق المظلم الذى يخفى الحقيقة ويظهر غيرها ، اما الوصف الثاني فهو السفه المقترن بقلة الادب والوقاحة ، وهذا صنف كنت اضيق به ولا احتمله ، ولا حدود للسفه فيما بفعله في صاحبه ، انه خارج اسوار الانسانية فى افكاره وسلوكه ، لم اكن اثق بهذين الصنفين. ولا احبهما ، ولَم أصادق اي شخص من هذين الصنفين ، كنت أحترم الانسان المحب للكمال ، والفخور بما يفعله من اوجه الكمال ، لم يكن يعنيني ان اراقب حياة الاخرين ، فحياتهم حق لهم وهمً اعلم بما يختارون لانفسهم من المواقف وما يؤمنون به من الافكار ، عندما نحترم الحياة نحترم كل انسان فيما يختاره لنفسه بشرط الا يفرض ذلك علي الاخرين ولا يعتبر نفسه هو الوصي علي الحق وهو الاحق به ، ، كل ذلك كان يدفعني للتأمل في المنهج الافضل للبحث عن المصالح المشروعة التي هي من حقوق الانسان التي اقرها الله لكل عباده عندما خلقهم واستخلفهم علي الارض ، الحياة كما افهمها مسؤولية كونية مشتركة لاجل الحفاظ عليها ويجب ان تتوفر فيها امور ثلاثة :

اولا : ان تكون عادلة في مجال الحقوق ، وتلك هي رسالة الشريعة الالهية ان تبين للناس تلك الحقوق ،

وثانيا : ان تحترم فيها الحياة , واهم ما في الحياة هو الانسان ، فلا احد يملك في الحياةً مالا يملكه غيره من الحقوق ،

وثالثا : ان يكون العقل هو المنارة التي تهدي الانسان الي الطريق الصحيح ، والا يستغني عنه او يستخف به ، فالعقل هو المدرك من الحياة وهو البصيرة الهادية المرشدة ، وهواهم ما في الانسان الذي لا يشاركه فيه غيره بشرط ان يتحرر من قبضة تلك القوة الغريزية البهيمية. فيستمد نوره من تلك. الهداية الربانية التي علمت الانسان مالا يعلم من امر الحياة وسبل الرشاد فيها عن طريق. انبياء  الله كرسل هداية وارشاد ، والاسلام الحق كما جاء به رسول الله صلي الله عليه وسلم يعبر عن ذلك المنهج الالهي في اصوله وكلياته ومقاصده من خلال فهم تلك الروحية الايمانية التي تشعر الانسان بذلك التكريم عن طريق الاستخلاف في الارض ، الاسلام ليس مجرد تجربة تاريحية مرت في التاريخ وانتهت ونسجلها كتاريخ  ، وانما هو منهج حياةً متجددة قادرةعلى  مواكبة الحياة في البحث عن الكمال ، ولا كمال الا في كمال الحياة بكل اسبابها كما هي عليه من فهم لطبيعة التغيرات الحتمية التى توجب فهمها  والتحكم فيها  لمنع الانزلاق عن مرتبة الانسانية ، واهم كمال لها هو احترام. الانسان بصفته الانسانية كاهم ركن في هذه الحياة بكل ما يتطلب ذلك من وضع انظمة عادلة تضمن الحقوق وتمنع الطغيان فى الارض ..

 

 

( الزيارات : 467 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *