التقارب لاجل الحياة

كلمات مضيئة . التقارب لاجل الحياة

عندما كنت اجد الاختلاف بين الطوائف والمذاهب يتسع ويكبر الى ان يصبح عصيا  وتتولد عه الاحقاد والعداوات , وتنقطع كل الامال فى  التوافق والتقارب , الخلافات تكبر وتكبر اثارها , كنت اريد من كل فريق ان يقترب من الاخر. لكي يتحقق بذلك التكامل والتوازن ويتعاون كل طرف مع الاخر في رحلة البحث عن الحق. الجامع لما تفرق من المذاهب والمناهج والطوائف. وبخاصة فى المجتمعات الاسلامية ، لم اكن. أجد الكمال المطلق في اي فريق اوًمذهب او منهج او طائفة ولو ادعي كل فريق انه يملك من الحق والدليل مالا يملكه الاخر , لا يمكن لاحد ان يدعي لنفسه انه  يملك وحده الحق وكل الاخرين علي باطل ، كنت الاحظ ان كل طرف لديه ما يؤخذ عليه من الغلو. والتعصب. لما هو فيه ، ولو اصلح ما هو عليه لاقترب من الاخر ولو بالحوار والفهم المتبادل. الذي يخفف من ذلك الاحتقان المكبوت الذي نراه في سلوكيات العامة الذين يتبادلون سوء الفهم فيما بينهم. ويتوارثون المشاعر السلبية التي لا تليق بمنهج اهل العلم والحكمة المؤ تمنين علي حسُن التواصل والابتعاد عن الاحقاد التي تنمو. بقوة لدي العامة في مجتمعات. الجهل والامية. ، ذلك امل. قد يكون يسيرا ولكنه لا يمكن ان يتحقق لانه يفقد اي طرف ما يمكن ان يبرر له ما هو فيه من اسباب التباعد ، وكنت الاحظ ان التباعد يزداد قوةًً ورسوخا كلما تمكن الجهل من المجتمع ممن اعتبروا التطرف تميزا والتزاما. في الدين يفتخرون به. ، هناك من. يشجع ذلك التباعد. والتباغض. لخدمة اهداف اخري ولتبرير. سلوكيات ومواقف. معينة. تجد التشجيع ممن يستفيد منها ويجعلها مطية لما يخفيه من اسباب. ، الخلافاتً. و الصراعات قد تخفي اسبابها الحقيقية وهي اما المصالح الخفية او الاهواء الشخصية في مجتمع يحكمه الجهل، وقد تجد من يجعلها مطية له. للتعبير عن الانانية والرغبة فى التميز ، وأهم الخلافات في تاريخ المجتمعات الاسلامية ثلاثة. : الاول الخلاف السني الشيعي ، والثاني الخلاف بين مدرستين مدرسة اهل الحديث ومدرسة اهل الرأي ، وهو. خلاف رأي ومنهج  بشرط الا يؤدي الي التعصب المذهبى  , والثالث: الخلاف بين الصوفية والسلفية ، وهو خلاف. غير مبرر وله دوافعه الخفية واهمها التعصب الجاهل ،المعبر عن  الشطط فى المفاهيم . وضيق الافق ولو استقام اي منهما لجمعهم الحق ، وكل خلاف يمكنه ان يكون مطية لتحقيق اهداف غير معلنة ، ولو اقترب اي فريق من الاخر ولو خطوة واحدة لزال ذلك الخلاف ، لا احد مع الانحراف في المفاهيم والسلوكيات ، وهناك من الموازين العلمية ما يمكن ان يحتكم اليه لمنع الغلو والتطرف والشطط ، هناك ما يحتاج الي تصحيح من كل الاطراف عن طريق الحوار البناء الصادق الباحث عن الحق ، عندما يكون الخلاف مطية. لاهداف سياسية فمن الصعب التحكم فيه لوجود. اسبابه التي تشجعه. ، كما هو الشأن في الخلاف بين السنة والشيعة ، وهو حلاف سياسي وقومي يشجع الغلو فيه لكي يعمق التباعد والتباغض والانقسام ، هناك الكثير مما يجب اصلاحه في فكرنا وثقافتنا , وابرزها الغلو والتعصب. الناتج عن الجهل ، ويجب ان نحتكم الي الدليل والحجة كمنهج للتصحيح. ، وتلك مهمة اهل العلم في كل عصر ان يكونوا رمورا للاعتدال والحكمة. والكلمة الطيبة. ،. الخلاف السني الشيعي خلاف تاريخي سياسي. ، ولا سبيل الي التغلب عليه الا بقبول المنهجين كمنهج  اسلامى متعدد فى ظل صيغة  عادلة للتعايش. الضروري. بين الطرفين ،. ويجب التفريق بين التشيع العربي الناتج عن عاطفة ايمانية ومحبة لا ل البيت  وهذا تشيخ اقل  تطرفا  ويمكن فهم اسبابه  , وبين التشبع الفارسي الموجه ضد العرب والحاقد علي العرب كامة لاسباب سياسية ، اما الخلاف الصوفي السلفي. فهو خلاف. بين الصوفية كمنهج طرقي يتضمن الكثير من الانحرافات الناتجة عن الجهل. في فهم رسالة التربية الروحية ، وبين السلفية. السياسية. المتوترة التي تخفي. اهدافا سياسية.للتحكم في الرأي العام واشغاله بالامور الصغيرة ، ومن المؤسف ان يستخدم الدين. كمطية للطامعين في استمالة العوام من خلال تشجيع تلك الخلافات ، ومن المؤسف انً. تصبح الدعوةً مهنة معاشية كسبية يقع التنافس فيها للحصول علي منافعها وان يكون الدين مطية للطامعين في الدنيا الباحثين عن مصالحهم ، اما الخلاف بين اصحاب الحديث ومدرسة الرأي فلا اجد اي خطر فيه بشرط ان يكون خلافا منهجيا وضروريا واخلاقيا. في اسلوبه. ، والا يدعي اهل الحديث انهم الاولي بالحق فيما يقولون ، فلا احد يرفض ما هو ثابت من الادلة ، والخلاف في امرين. : فيما لم يصح من الروايات ، وفِي مدي الثقة في العقل في. فهم تلك الادلة ، التعصب الناتج عن الجهل عقبة اساسية امام التقارب بين تلك المذاهب والمناهج ، وهذه قضية ثقافية وتحتاج الي وعي ثقافي واعادةً تكوين ذلك العقل لانتاج المعرفة الانسانية الناتجة عن رؤية الدين للحياة وبخاصة الفهم العميق لرسالة الاسلام في مجتمعه كمنهجية ايمانية اصلاحية تؤمن بالانسان كمستخلف من الله علي الارض ، لا أ توقع التقارب الا من منطلق التعايش الضروري. لاجل الدفاع عن. المجتمعات الاسلامية التي تواجه خطرا وجوديا ، وبالاخص منها المجتمعات العربية الممزقة المختلفة المتصارعة لا لاجل هدف ،ولا اجد ذلك الهدف سوي للتعبير عن الجهل. والسفه في مجتمع اكتشف النفط فيه واصبح. مصدرا للخلافات فيه والصراعات عليه بسبب طمع دول الغرب بالسيطرةً عليه وتخويف الاخ من اخيه والجار من جاره .. وقد استثمرت الخلافات التاريخية في تلك الصراعات علي المصالح. والتنافس علي الحكم بطريقة تعمق ذلك التباعد والتباغض وطمع الاقوي في الاضعف ، لم تعد الخلافات كما كانت ذات خلفية فكرية ، وانما اصبحت سياسية شديدة البأس ، الكل مستهدف والكل سيدفع ثمن هذه الصراعات. عندما يجدون انفسهم هم الاضعف في ارضهم وغرباء في اوطانهم ومستضعفين. ، والكل يطمع فيهم ، هذا امر لا يمكنه ان يدوم ، لا بد من صحوة حقيقية تعيد بناء ما تهدم من البنيان ،. هذه المِحنة ليست هي الاقسي في تاريخ هذه الامة ، لا بد من فجر جديد. بعد ليلة طال ليلها واشتد ظلامها وبلغت القلوب فيها الحناجر ، لا بد من الامل ويجب ان نعمل له لكي لا يتمكن الياس من القلوب , لا بد من جهد صادق بعيد عن التعصب والتوهم لبناء مجتمع جديد يكون اقدر على فهم ما يريده الله من عباده .

( الزيارات : 446 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *