00
علمتني الحياة
أنّ جمال الحياة هو في ذلك الدفء الإنساني الذي يشعر به الإنسان من خلال التواصل بالآخرين ، والصداقة الصادقة فأنت تعيش لوحدك وتحمل همومك منفرداً ، ولا تحسّ بدفء التواصل مع الآخر ، فلا حياة إلا بذلك الدفء الإنسانيّ ، ولو في ظل المخاصمات والمنازعات ، فهذا أمرٌ طبيعيٌ وهو نوع من التعبير عن الذات ، بشرط ألا يولد ذلك التباعد والأحقاد ، فلا استقرار لنفس في ظل الأحقاد الدفينة ، والنّفس الحاقدة قلّما تشعر بذلك الدفء ، فالدفء يميت العواطف النابضة بحبّ الحياة ، ولا أجمل من المحبة الصادقة ، فالمحبّ يرى الحياة جميلة ، ويشعر بالجمال في كلّ شيء ويأنس بالليل كما يأنس بالنّهار ، ويتغزّل بالقمر في ظلام الليل ويخاطبه ويسمع صوت الطيور وهي تغرد وكأنّها تخاطبه وتغني له ، ولا حياة بغير الحبّ ، والذي لا يحبّ لا يعرف معنى الحياة ، ولو زرعنا في الكون ثقافة الحبّ وراية الحبّ الإنساني لما كانت الحروب والدماء والأحقاد ، والرحمة هي وليدة الحبّ ، والكراهية هي مصدر القسوة وسبب العدوان ، ولا أجمل من الشعور بالأخوّة الإنسانيّة ، ولماذا الخوف من تلك التعديات الثقافية والقومية العرقية ، أليس هذا مما يجعل الحياة أكثر جمالاً ؟ كالحدائق المتعددة الأزهار والورود ، ولا تضيق الزهور بأشواكها فهذا من كمالها لتدافع بها عمن يريد أن يعتدي عليها ، ولا يتحقق السلام في الأرض إلا إذا كانت ثقافة الحبّ هي شعار البشرية .
والذي يجمع بين الرجل والمرأة هو الحب ،ولا إنجاب إلا في ظلّ علاقة الحبّ بين الطرفين ، ولا تتقدم البشرية نحو القمم العالية إلا بالتواصل الإنسانيّ ، بعيداً عن الأنانية والسيطرة والهيمنة وسياسة المغالبات الوهمية ، التي تغري الأقوياء بالظلم وتدفعهم للعدوان ، وتدفع الضعفاء للمقاومة والدفاع عن الحقوق الإنسانية .
إنّ المجتمع الإنساني اليوم يتطلع إلى التغيير نحو الأفضل ، في ظلّ مفهومٍ جديدٍ يعتمد على قيم الرحمة والتكافل الإنساني ، وإلغاء هذه الجغرافية الظالمة بين الشمال والجنوب والعنصرية الجغرافية ، ونريد جغرافيا تلغي هذه التقسيمات القائمة على أساس القوة والضعف ، والتقدم والتخلف ، ألا نتطلع إلى كون جديد أكثر جمالاً من كوننا الذي نعيشه وأكثر استقراراً وسلاما
اترك تعليقاً