الحرية فى الغرب..فى الميزان

علمتني الحياة

ألا أصدّق هذه الحرية التي يدعيها الغرب ويرفع شعارها , ويقدمها كنموذج مثاليٍّ للتعبير عن الرأي واحترام حقوق الإنسان , ولم أجد هذه الحرية فيما رأيت من النماذج والممارسات , ولم أجد الإنسان , بل وجدت استخفافاً بالمواطن , وسخرية منه واحتقاراً لإرادته , فالإعلام يتحكم في اختيارات المواطن ويمارس دور الخداع والتزوير والتضليل , ويشوّه المواقف , ويسيء الى سمعة الآخرين بالتشهير والتزييف , وتمارس الصحافة دوراًَ سيئاً في خداع المواطن , ولا أحدَ يعرف لمصلحةِ مَنْ تمارسُ الصحافةُ هذا الدور , أحياناً تتحكم في اختيارات المواطن في الانتخابات لمصلحة أجهزة داخليّة أو خارجيّة , تريد التحكم في إرادة المواطن , وأحياناً تُسهم الصحافة المأجورة في خداع المواطن لمصلحة جهة خارجيّة , ومن المخجل أن تُشترَى الضمائر بالأموال والمصالح , وأن تسهم الصحافة في تغيير الألوان والملامح , للأفراد والشخصيّات والأفكار , وهذا منافٍ لفكرة الحريّة وحريّة الرأيّ والتعبير والاختيار , فالحرية مبدأٌ مقدسٌ , ويجب أن يمارسِ الإنسانُ هذه الحرية بإرادته واختياره , وألا يسمح لأحدٍ بالتأثير عليه عن طريق الإعلام , فمهمة الإعلام هو نشرُ الأخبار , وليس تزييف الأخبار , ونشر الصورة وليس تشويهُ الصورة , وحريّة الرأيّ لا تعني الشتم والقدح والإساءة للآخرين , ولا يجوز أن يُسمح للأقوياء من ذوي الأموال شراء الضمائر وتشويه سمعة الآخرين وهذا ليس من الديمقراطيّة النظيفة , وإنمّا هي ديمقراطية الخداع  والتزوير ويجب أن تُحترَم إرادة المواطن وأن تترك له الحريّة في الاختيار وأيّ محاولة للتأثير عليه هو نوع من التضليل والصحافة المأجورة ظاهرة سيئةٌ وهي مظهر من مظاهر الفساد والمجتمع النظيف يسقط إلى صحافة مأجورة ويقاطعها ويجب أن يحاكم أيّ إعلام يقوم بدور التضليل والترويج للأفكار الفاسدة وهو  كالإعلانات للترويج للبضائع الفاسدة والأغذية الملوثة والدولة الوطنية المعتزة بثوابتها لا تسمح للحريّة أن تؤدي دور الفساد والفتنة ومن المؤسف أنّ الانتخابات في بعض الدول التي ترفع شعار الديمقراطية هي مهزلة وأحياناً تكون مضحكة ومسلية لأنّها تسخر من المواطن وتفترض فيه الغباء والجهل والسطحية وتعتقد أنّ من السهل خداعه وتضليله, وهذه الصورة تشابه إلى درجةٍ كبيرةٍ صورةَ الانتخابات المزيّفة والمزوّرة والمجتمع يريد ديمقراطية نظيفة وحقيقية وتُترَك فيها الحريّة للمواطن لكي يختار ما يريد والمواطن يريد إعلاماً نظيفاً هادفاً إلى تنمية وعي المواطن  والنهوض به وبيان الحقيقة كما هي وأن تكون للصحافة مصداقية في التعامل مع المجتمع ولا مصداقية لصحافة التضليل وقد انتهى عصر شعراء المدح والهجاء ويجب أن ينتهي عهد صحافة التضليل  المأجورة ..

( الزيارات : 736 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *