الخير هو المعيار

كلمات مضيئة .. الخير هو المعيار
بعض الكلمات التي سمعناها في الطفولة قد تظل في الذاكرة حية لاتنسى وملهمة ومُعلّمة ، نستعيدها ونعيد التفكير فيها. ونتعلم منها ما نحتاج اليه ، في كل مرة. نكتشف الجديد من المعاني والدلالات لتلك الكلمات ، دلالة الكلمة تتسع كلما اتسعت رؤية الانسان وتعمقت ثقافته ، ولا حدود لطاقة الانسان علي الفهم المتجدد فى افاقه البعيدة ، الكلمة واحدة. ولها دلاتها اللغوية , اما الفهم  فمتجدد بين لحظة وأخري ويتسع باستمرار نحو لكي يعبر عن حاجة الانسان  نحو مزيد من السعة المعبرة عن الحياة  ، وكلما صعد الانسان درجة اكتشف ما كان خافيًا عليه مما يحيط به ، لا توقف في الحياة ولا في رحلة الانسان من الطبية الغريزية البهيمية ذات الصفة الانانية الضيقة نحو الانسانية العقلانية ذات القيم الروحية ذات الجذور  الايمانية التى تقوده الى الله تعالى ، الفكر وليد اللحظة التي يعيشها صاحبها المحكومة بالزمان والمكان ، ولكل لحظة زمانية فكرها الذي يعبر عنها كما هي. ، كنت أصحو كل صباح فاجد نفسي امام خاطرة جاهزة. تنتظرني وتخاطبني وتعبر عما انا فيه من انفعالات ذلك الصباح ، احيانا اجد. نفسي  في حالة روحية أعبر عنها كما اشعر بها , واحيانا اجد نفسي. في حالة انفعال. بفكرة مادية. تتعلق بالحقوق و النظم الاجتماعية , واحيانا ذكريات مواقف  ظلت عالقة فى الذهن ، وتلح تلك الفكرة علي ولا تغادرني الا اذا انصتّ اليها وسجلت تلك اللحظة التى  أعيش فيها  ، وهي كزائر يحمل اليك شيئًا في ذلك الصباح كغذاء  تحتاجه لكي يمنحك الارادة والحركة ، تلك هي قصة هذه الكلمات التي أسجلها كل صباح علي جهاز هاتف محمول اجد فيه متعة الكتابة السريعة ، واحيانا تغيب تلك الخاطرة عن الشاشة بغير ارادة  منى وكأنها لم تكن , وكنت اقول لنفسي لعل الخير في هذا ، هي مجرد خواطر زائرة متأثرة بزمانها  ، وتأتي مبعثرة متناثرة. لا جامع لها.; ،كشان كل الخواطر التى تمر بنا كالسحب ,  وما يوحدها هو وحدة المصدر وهو ذلك الانسان في رحلته المتجددة. ، ولا يعني اننا علي حق دائما فيما نراه في تلك اللحظات . ، هي مجرد خواطر شخصية  وتأملات عابرة  ، كنت احتفظ ببعضها ، و لو أعدت قراءتها لضقت بها ، ولَم تكن من عادتي ان أعيد قراءة ما كتبت ، لو أعدت القراءة لتراجعت عما كتبت ،
وتذكرت كلمة للسيد النبهان طيب الله ثراه وهو يقول لي كعادته فى كل مناسبة : : كل طريق يقودك الي الله تعالي فهو الطريق الصحيح وهو الحق بالنسبة لك ، الزمه. فهو الطريق الي ان تجد افضل منه ,  تلك مراتب ذوقبة ، كم هي جميلة تلك الكلمة ، وهي. ذات افق كبير ودلالة راقية ، ما زالت هذه الكلمة حية في ذاكرتي ، لكل فرد خصوصيته الذاتية وهو المخاطب والمؤتمن عليها ، اليست مهمة كل الانبياء وكل الصالحين هي الدعوة الي الله وتعبيد الطر يق اليه  ، اقرب الطرق الي الله تعالي واقصرها واحبها اليه  هو العمل الصالح ومحبة. كل الاخرين وتجريد القلب من كل العلائق الدنيوية التى تحجب القلب عن الله ،. لا احد يرد عن طريق الخير ابدا ولا شيء من الخير يذهب سدى  ، الخير مطلوب مع كل الاخرين بكل دلالاته و من فعل الخير فلا ينبغى له ان يبحث عن الثمن ، ما كان من الخير فهو الذي يقودك الي الله ، كل المذاهب والطوائف والمناهج تخضع لذلك المعيارمن التفاضل والتسابق فى عمل الخير  ، لا بمكن لاحد ان يدعى انه علي الحق دائما , ولا احد خارج معيار الخير الذي يحبه الله ، الخير هو طريقك الي الله وكل ما قادك الي الله فهو خير ، الإنسان هو الانسان وهو المؤتمن علي الحياة ، من عمل صالحا فهو علي حق وله اجره. ، ومن عمل سيئًا فعليه وزر ما فعل ، كل انسان يرى نفسه علي حق ، ولا احد هو اولي بالحق من الاخر الا بحجته وحسن عمله ، عندما كنت اتامل في الافكار والمذاهب كنت اقف علي مسافة واحدة من الجميع وابحث عن تلك الثمرة المرجوة ، ما يقود الي الله هو الخير وهذا ما يليق بالانسان ، وهذا هو الكمال ، كنت اخضع كل المذاهب والافكار من قبل ومن بعد  لمعيار الخير والشر ، والمصالح والمفاسد ولا بد منهما ، وبذلك يكون التفاضل والتمايز ، اعترف انني كنت اضيق بكل الاوصاف والانتماءات التي تصنف الناس وفقا لانتماءاتهم  ومذاهبهم  وليس لأفعالهم التى هي معيار التفاضل عند الله ، ويشمل ما يصدر عنهم ، لم اكن احب ذلك التصنيف بعيدًا عن العمل  وهو الثمرة المرجوة ، واجد في هذا التصنيف جهلا حقيقيا بما يريده الله ، وهذا هو الذي أدي الي التعصب والكراهية والتباغض ، كنت اري الاسلام جامعًا لما تفرق من القلوب التى يجمعها الخير الناتج عن  الايمان بالله والعمل فى سبيله .وهذا الايمان  ينفي كل القداسات التي. يضعها الانسان جهلا منه ، ولا احد الا الله ولا وسيط بين الله  وعباده ، وكل ما عدا الله هم عباد الله ولو تعددوا وتفاضلوا في معايير البشر ، في السلطة والمال والقوة ، وهم جميعا يستمدون المدد من الله وهو النور الالهي الواحد الذي يمد الجميع بأسباب الحياة ، لا امتيازات ولا طبقيات ولا قداسات خارج معيار الخير والشر والصلاح والفساد ، الانسان. هو المخاطب ، وعليه ان يختار وهو ممتحن بما اختار ، كل طريق يقود الي الله هو الحق بالنسبة للانسان ، لم اكن اجد الحق في اَي طريق يبعد صاحبه عن الله ، عندما يتوقف الانسان عن العبث بامر الدين وتوظيفه لخدمةً مصالحه الدنيوية تبرز صورة الدين كدعوة الي الله والي الخير ، واهم تجليات ذلك احترام الحياة واحترام الانسان في كل حقوقه ، ويجب تحرير الدين من كل الوصايات عليه ممن يعتبرون انفسهم هم رموزه ورجاله وحُماته وتحرير مفاهيمه من يريدون توظيفه  لتبرير مواقفهم ، كنت اخضع كل شيئ لذلك المنهج النقدي الذي يراد به التصحيح الحقيقي من غير انفعال او تجاوز او ادعاء الوصاية عليه ، وليس النقد بقصد الاساءة ، مهمة التصحيح مهمة شاقة ، وهذا هو الجهاد الحق ان تلتزم بالحق وان تدافع عنه بالكلمة الصادقة المخلصة ، وذلك هو معني الائتمان ، الاستخلاف يتضمن معني الائتمان وبه. كماله. ، التعددية ظاهرة انسانية تعبر عن جمالية الحياة بذلك التنوع ، التعددية لاتعني التباعد والتناقض والتنافر والتعصب والكراهية ، كنت اضيق بالتعصب بكل مظاهره ، وهو ثمرة. حتمية لذلك الشعور بالأنانية التي هي اسوأ الأمراض التي يعاني منها الانسا ن ، والأنانية تنمو بطريقة مرضية في المجتمعات المادية التي تتحكم فيها. المصالح الفردية تحت شعار الحرية الشخصية التي تكرس طغيان الطغاة وظلم المستضعفين ، لا حرية خارج العدالة الاجتماعية  التي تضمن كل اسباب الحياة لكل المستضعفين  الذين يملكون الحرية ولكنهم لا يملكون اسبابها ,  اية حرية لمستضعف وهو مكبل اليدين لا يقوى على ممارسة حريته ،لا بد من تمكين المستضعفين من التعبير عن افكارهم من غير ضغوط  تخيفهم من التعبير ,  من اتجه الي الله كانت رؤيته للحياة ذات افق كوني وبخاصة في مجال التكافل للدفاع عن الحياة ، ويحكمها قانون الوحدة الكونية التي ارادها الله ان تكون منسجمة ومتكاملة ومعبرة عن المسؤولية الانسانية ، كل الافكار والفلسفات والمذاهب والمناهج متكاملة وتعبر عن تلك التعددية والثراء الانساني الذي اراده الله لكمال الحياة وجمالها ، لا احد في مملكة الله. خارج ملك الله ورعايته ورحمته ، والله يفصل بينهم يوم القيامة ، ومن اراد الله احترم كل عباد الله من كل المذاهب والطوائف والقوميات. لان الله تعالي اراد الحياة ان تكون كما هي عليه لكل عباده ، رسالة التصحيح رسالةً متجددة , وهي مهمة كل جيل ان يتحمل مسؤولية ما استخلف عليه من ربه وان يعمل صالحا ، اداة التصحيح هو العقل المخاطب المتحرر من الطمع في الدنيا والحقد الذى هو ثمرة للقوة الغضبية الناتجة عن الشعور بالظلم  ، ومن شرح الله صدره لمحبته أعانه وتولي عنه امره وكان ارحم بعباد الله  واكثر نفعا لهم ، وهذا هو البر الذي يحبه الله , وأجمله الرحمة بكل المستضعفين من عباد الله .ز

قال تعالى :

لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}.. [البقرة : 177].

( الزيارات : 574 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *