عالم في الشريعة ، وهو أحد خريجي دار الحديث الحسنية ، وينتمي إلى الأفواج الأولى من الخريجين الذن التحقوا بهذه المؤسسة لاستكمال دراستهم العليا ، وكانوا علماء يحظون بمكانة وسمعة ، من أمثال الأستاذ محمد يسف وعبد اللـه الكرسيفي وحسين وجاج ومحمد الصقلي وخليفة المحفوظي ، كانوا علماء من قبل ، وأصبح بعضهم فيما بعد أستاذاً بدار الحديث أو بمؤسسة علمية أخرى ، وعندما التحقوا بهذه المؤسسة كانت آمالهم كبيرة ، ثم تضاءلت الآمال بعد ذلك ، لعدم اعتراف الدولة بشهاداتهم إلى أن سَويْتُ أوضاعهم الإدارية بعد صدور المرسوم المنظم للدراسات بعد جهد طويل .
كان أحمد سحنون من قادة هذا الجيل الأول ، ويتميز بتاريخ وطني جيد ، كان من رموز حزب الشورى ، ويتمتع بشخصية قوية وواعية وذكية وكانت لـه مواقف شجاعة ، ولم يكن يقبل المساومة على ما يؤمن به .. ويواجه خصومه بقوة ، واشتهر بكثرة خلافاته مع الآخرين , وهذا شأن اصحاب المبادئ الذين لايساومون..
عرفته لأول مرة عندما زارني ضمن وفد جمعية خريجي دار الحديث الحسنية لتقديم مطالب الخريجين ، وكانت مطالبهم عادلة ومشروعة ، إلا أنني لم أكن أملكها ،ووعدتهم بأن نعمل معاً لإنجازها ، وأردت منهم أن يكونوا عوناً لي لكي نكون جبهة واحدة .
بعد فترة وقع انشقاق بين الخريجين ، ، وكان في ذلك الحين يشغل منصب مدير التعليم الأصيل في وزارة التعليم العالي ، ثم اصطدم بوزير التربية الوطنية بسبب دفاعه عن مواقفه ، ولما عرفته عن قرب اكتشفت فيه جوانب مشرقة دفعتنى لاحترامه وتقديره, وبعد ذلك أصبحنا أصدقاء ،ونلتقي باستمرار ، وأقدر علمه وصدقه ، وأسندت إليه مهمة التدريس في المعهد المولوي..ولما انتقل الى رحاب الله حزنت عليه وكان من العلماء الذين يستحقون الاحترام لمواقفه ونزاهته,
.
اترك تعليقاً