الدكتور ادريس خليفة

 :عميد كلية أصول الدين بتطوان ورئيس المجلس العلمي فيها ، كان أحد العلماء الذين تخرجوا من دار الحديث ، وكنت مشرفاً على أطروحته ، وهو باحث جيد وشخصية علمية ، أسندت إليه بعد حصولـه على الدكتوراه عمادة كلية أصول الدين ، وهو أحد طلابي الأوفياء الذين يتمتعون بقدرات مميزة في البحث .

وهو من أبناء الشمال ، ومن مدينة تطوان ، وأهل تطوان يحبون العلم والثقافة ، ويتميزون عن غيرهم بطموحهم العلمي ، إنهم أهل علم وخلق ودين ، وعرفت من أبناء تطوان عدداً كبيراً من الباحثين ، وكنت أقف معهم في إعداد أطروحاتهم وأساعدهم على إعداد تلك البحوث ، كانوا يتجاوبون مع كل ملاحظة ، ولا يضيقون بأي جهد علمي ، وهذا كان مما يلفت نظري ..

ومن أبرز علماء تطوان الذين تخرجوا من دار الحديث كل من إدريس خليفة ومحمد الحبيب التيجاني وأحمد الخطابي ومحمد شرحبيلي ومحمد كركب وعبد الهادي الحسين وإسماعيل الخطيب وعبد السلام كنوني ، ومعظم هؤلاء الأساتذة حصل على درجة الدكتوراه ، وأصبح أستاذاً بكلية أصول الدين ، وكان يشارك في الإشراف على الرسائل والأطروحات بدار الحديث ..

أبناء مدينة تطوان مثقفون جادون في البحث ،وهم أهل دين وعلم ، وكنت أقدرهم وأحترمهم وتربطني بهم صلة مودة ومحبة ، كنت أجد فيهم معالم الشخصية العلمية ، وهم رموز النهضة العلمية في منطقة الشمال .. ومن واجبي أن أعبر عن تقديري لهذا الجيل العالم من أبناء الشمال ..

أعد السيد إدريس خليفة أطروحته بإشرافي تحت عنوان الحركة العلمية والثقافية بتطوان من الحماية إلى الاستقلال ” كان بحثاً قيماً وتضمن وثائق مهمة عن تاريخ تطوان في العصر الحديث ، وأستطيع القول بأن البحوث التي أعدها أبناء تطوان كانت في مستوى البحوث العلمية الراقية والمميزة ، بموضوعها ومنهجها ومادتها العلمية ، ونشر معظمها ، ومازلت أحمل لطلابي في تطوان كل تقدير لأدبهم الرفيع الذي يدل على حضارة أصيلة ..

ويجب أن اذكّر بتقدير الأساتذة الأجلّاء الدكتور محمد الحبيب التيجكاني العالم المسلم الملتزم صاحب المواقف الإيمانية وهو أحد الذين أعدوا أطروحتهم بإشرافي عن مفهوم الإحسان الإلزامي في الفقه الإسلامي ، وكذلك الأستاذ أحمد الخطابي الذي كان يعد أطروحته بإشرافي عن القواعد الفقهية في المذهب المالكي ، والأستاذ إسماعيل الخطيب الرجل الباحث الذي كان يعد أطروحته بإشرافي عن مدى تأثير المدرسة الفقهية الأندلسية بآراء المفسرين إلى عهد ابن عطيه ..

هؤلاء هم رواد النهضة العلمية في شمال المغرب ، وكلهم ترك آثاره العلمية من خلال مؤلفاته ومحاضراته ، ولو لا هذه النخبة لبقي الشمال في حالة ثقافة بائسة تشابه أوضاعه الاجتماعية المؤلمة .

( الزيارات : 2٬288 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *