الدكتور عباس الجرارى

 9 -الدكتور  عباس الجراري أستاذ جامعي متميز , أشتهر بدراسته اللغوية والأدبية وبخاصة في مجال الملحون ,واستطاع أن يسهم في تكوين جيل ممن أشرف على أطروحاتهم وتابع عملهم العلمي, وهو في الوقت ذاته لـه اهتمامات واسعة في مجال العلوم الإسلامية ,وأطلق عليه تلامذته لقب عميد الأدب المغربي ,وهو مثقف متمكن ومشارك في الحركة الثقافية في المغرب من خلال عملـه كأستاذ للدراسات العليا في كلية الآداب , ومن خلال مشاركاته في الأكاديمية المغربية وندواتها المتخصصة ,وهو سليل أسرة علمية , وأشتهر والده الأستاذ عبد اللـه الجراري بأنه من رواد الحركة الثقافية, وللدكتور عباس ندوة أسبوعية بعنوان النادي الجراري وصدرت باسم النادي عدة بحوث قيمة .. وكانت تربطني بالدكتور عباس صلة صداقة ومودة خاصة, وقد كان الأقرب إلي من كل الأصدقاء الآخرين بسبب السن المتقارب والإنسجام الشخصي ، وكنا نترافق في الأسفار والمؤتمرات ، وكنا معاً في كل المناسبات ,وكنت أحبه وأقدره نظراًً لخصالـه النبيلة ولإخلاصه المتميز ، وكنا على اتصال مباشر منذ الأيام الأولى لحضوري إلى المغرب واستمرت صداقتنا ولم تتراجع ، كنت أصارحه بكل شيء مما أفكر فيه ويصارحني كذلك ، كان تفكيره ناضجاً وعميقاً ويحسن الفهم والاستنتاج ، وكنا نلتقي في أفكارنا ،، كان معتزاً بشخصيته وصبوراً وصاحب فكر متحرر ، وهو أصيل الطباع ويدافع عن العربية ضد خصومها ، وهو مسلم معتز بدينه وعقيدته ، وإسهاماته الفكرية تجسد هذا الالتزام .. حضرنا معاً عشرات المؤتمرات والندوات ، وكنا متقاربين في أفكارنا ومواقفنا ، وزملاء في عضوية الأكاديمية المغربية وفي المجمع الملكي مؤسسة آل البيت في عمان… وعين عميداً لكلية الآداب بمراكش وعضوا فى الاكاديمية، واختاره الملك الحسن الثاني خطيباً للجمعة في جامع سكينه الذي افتتحه جلالة الملك واختاره لكي يتولى خطبة الجمعة فيه ، وشارك عدة مرات في الدروس الحسينة وكان جيداً في فكره وإلقائه وكانت صلته قوية بالقصر من خلال تدريسه للأمير مولاي رشيد في المعهد المولوي ، وأسندت إليه عضوية المجلس العلمي بعد وفاة أبيه ، ثم عين رئيساً للمجلس العلمي للرباط وذلك بعد وفاة الشيخ محمد مكي الناصري … ثم عينه الملك الحسن الثاني قبل وفاته مكلفاً بمهمة في الديوان الملكي , وكان يستحق ذلك لكفائته وثانياً لأنه ممن يوثق بولائه للعرش , وكانت تربطه علاقات وثيقة بكبار المسؤولين فى القصر الملكى من أمثال السيد عبد الحق المريني مدير التشريفات الملكية الذي أشرف على أطروحته , والأستاذ إبراهيم فرج الحاجب الملكي وعبد الكريم بناني مدير الأمانة الخاصة .. وبعد تولي الملك محمد السادس الملك عينه مستشاراً لجلالته للشؤون الإسلامية ,وبذلك حقق طموحه الذي كان يتطلع إليه , وفرحت لـه كل الفرح ..وعندما أقامت كلية اللغة العربية بمراكش حفل تكريم له دعيت لإلقاء كلمة في هذا الحفل , وأشدت بكفاءة أخي وصديقي الدكتور عباس وأخلاقياته , وكنا نتجاور في مقاعدنا في الاكاديمية في كل اللقاءات والمؤتمرات . 10- ادريس الضحاك : يعتبر الدكتور ادريس الضحاك من أعمدة القضاء في المغرب , ومن الشخصيات التي تتمتع بكفاءات وقدرات شخصية واخلاقيات عالية , وكنت أحبه وأعجب به , ومنذ تعارفنا في بداية الثمانينات نشأت بيننا صداقة شخصية لا مجاملة فيها وبغير حدود , وعندما عرفته لأول مره كان مديراً لمعهد القضاء في الرباط , وقبل ذلك كان قاضياً , ودعاني لإلقاء محاضرة في معهد القضاء أمام القضاة عن القضاء والعدالة , وكنت أتابع نشاطه ونشاط المعهد واحضر ندواته , ثم عين بعد ذلك أميناً عاماً للمنظمة العربية للدفاع الاجتماعي خلفاً للأستاذ محمد الشدادي الذي أُنتخِبَ أميناً عاماً لمجلس وزراء العدل العرب , ثم عين سفيراً للمغرب في دمشق عقب عودة العلاقات التي كانت مقطوعة ,وعندما قامت حرب الخليج كان في دمشق ونجح في تحسين العلاقات بين البلدين ,وكان محبوباً وموثوقاً به وأصبح من الرموز المغربية التي حظيت بمحبة السوريين , كان الكل يمدحه ويشيد به , وكانت لـه نشاطات ثقافية واسعة في دمشق وأقام صداقات متينة , وازدهرت العلاقات بين البلدين بفضل جهوده, وبقي وفياً لسوريا محباً لها ولكل من يأتي من سوريا ,وكان يمدح سوريا ويشيد بها في كل مجالسه … وبعد أن أمضى بضع سنوات بدمشق استدعاه الملك الحسن الثاني وعينه رئيساً للمجلس الاستشاري للحوار الاجتماعي ,لتشجيع الحوار بين الحكومة والنقابات العمالية وأحزاب المعارضة ,ونجح في هذه المهمة لدماثته وكفاءاته الشخصية , ولما توفي الأستاذ محمد ميكو الرئيس الأعلى للقضاء عين مكانه رئيسا للمجلس الأعلى , وتولى في الوقت ذاته منصب الأمين العام للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان وأسندت إليه مهمة الإشراف على الانتخابات في أواخر عهد الحسن الثاني وظل محتفظاً بمناصبه ومسؤولياته في عهد الملك محمد السادس الذي كلفه برئاسة اللجنة الاستشارية لمدونة الأحوال الشخصية لإدخال التعديلات المطلوبة عليها وإيجاد توازن بين مطالب الإسلاميين والجمعيات النسائية ثم.عين وزيرا…وكان ادريس الضحاك يتمتع بخصال نبيلة من الوفاء والاستقامة والتواضع والإخلاص , وكان مختصاً بدراسات القوانين البحرية ,ودعوته لإلقاء محاضرة بدار الحديث الحسنية فى مجال اختصاصه وكنا فى تواصل دائم وأقدره كل التقدير , وكان يعتز بثقافته الإسلامية وهو شخصية ملتزمة بالقضايا العربية ,وكنا على وفاق دائم في حوارنا , وهو من الذين يحبون المشرق العربي ويعرفون خصوصياته ويفهمون ما يجري فيه .. وهو زميل في الأكاديمية المغربية , وإسهاماته في الأكاديمية كبيرة من خلال عروضه وبحوثه القيمة وبخاصة في مجال القضاء ,وهو مثقف ثقافة عالية ,ويتقن عدة لغات , ومنذ عرفته استمرت صداقتنا ونمت بقوة بسبب ما يتمتع به من خصال النبل والوفاء والأدب , إنه من الشخصيات التي أعتز بمعرفتها وصداقتها

( الزيارات : 1٬485 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *