الدكتور عبد الحق المرينى

مدير التشريفات الملكية ، وكان المساعد الأول للجنرال مولاي حفيظ وزير القصور الملكية والتشريفات والأوسمة ، وهو الرجل الذي كان كل المسؤولين يهابونه لصلابته وشدته ، وكان الكل يخشى أن يخالف البروتوكول خوفاً منه ولما توفي تولى عبد الحق المريني إدارة التشريفات ، ويساعده في ذلك كل من أحمد العمارتي ونور الدين شماعو وآخرين ..

كان عبد الحق المريني رجلاً في غاية التهذيب والأدب ، إلا أنه لا يتساهل في مسؤولياته ، وهو  رجل نشيط ، ويبلغ الرسائل العاجلة للملك بسرعة ، ويأتي بالجواب سريعاً ، كما أنه يبلغ للمسؤولين الأوامر  الملكية ..

عرفته منذ حضوري إلى المغرب ، وهو رجل متواضع ونزيه وسمعته طيبة ، ولم يسمع عنه أنه استغل مركزه لمصالحه الشخصية وهو قليل الكلام ولا يتدخل فيما لا يعينه ، وحياته الاجتماعية محدودة، وبالرغم من مركزه الكبير كمسؤول عن التشريفات والدعوات الملكية الرسمية فقد كان يعيش حياته بعيداً عن مظاهر البذخ المعتادة لدى المسؤولين الكبار ..

عندما كنت أتلقى دعوة لحضور مؤتمر كنت أستشير جلالة الملك ، أما عن طريق مستشار الملك أحمد بنسوده أو عبد الهادي بوطالب أو عن طريق عبد الحق المريني ، وهو الطريق الأسرع ، كان الجواب يأتي في اليوم الثاني مباشرة ..

في كل المناسبات الرسمية كان عبد الحق المريني هو الأقرب إلى الملك ، وهو ينفذ الأوامر بدقة ، ولا يجامل ولا يضحك ولا يباشر بالتحية ، ليس بسبب كبر أو عجرفة وإنما بسبب طبيعته … وكنت أقدره وأحترم نزاهته ، ولـه موقف حيادي مع الجميع .. 

أعد أطروحة الدكتوراه ، ولـه اهتمامات ثقافية ، وأحياناً كان يشارك في نشاطات عامة ، وهو وفي لأصدقائه وعندما انتهت مهمتي بدار الحديث الحسنية كان لـه موقف أخوي يدل على خلقه ونبلـه .

وهو رجل تشريفات وهو مؤهل لمهمته ، في سمعته وفي حركته وفي شخصيته ، وقد احتفظ بموقعه في عهد الملك محمد السادس ، وأصبح أكثر صلاحية  من ذي قبل .. 

( الزيارات : 914 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *