الدكتور عبد العزيز بنجلون

أستاذ حقوقي ، وعميد لكلية الحقوق بجامعة محمد الخامس ، وكان مكلفاً بالإشراف على دراسة ولي العهد عندما كان يدرس بكلية الحقوق  وفي أوامر عهد الملك الحسن الثاني عين رئيساً للمجلس الدستوري ، وهو من المناصب السامية ، نظراً لدور هذا المجلس في دراسة مدى دستورية القوانين ومدى صحة الانتخابات ونزاهتها ..

عرفت الدكتور عبد العزيز بنجلون عندما عين عميداً لكلية الحقوق ، وكنا على اتصال دائم لأمور إدارية ثم استمرت هذه الصلة بعد ذلك ، ولما كلفني جلالة الملك بتوجيه دعوة للدكتور صبحي الصالح العالم اللبناني لإلقاء محاضرات عن الفكر الإسلامي أمام سمو ولي العهد بكلية الحقوق في الثمانينات اجتمعنا عدة مرات لوضع برنامج محاضرات للدكتور الصالح ..

يتمتع الدكتور بنجلون بشخصية دمثة مهذبة ، وهو رجل خلوق ، وكنت أحبه وأقدره ، وكان يطمح أن يكون عضواً في الأكاديمية  ، وهو جدير بذلك ، نظراً لأهليته العلمية أولاً ، ولمنصبه كعضو ثم رئيس للمجلس الدستوري ، وبالرغم من أن طبيعة عملنا مختلفة فقد كنا نلتقي كأصدقاء ن ونتحدث في قضايانا الخاصة و انشغالاتنا المشتركة ..

وقد شغل عمادة كلية الحقوق لمدة طويلة ، وهو منصب صعب وشاق ، نظراً لما تشهد هذه الكلية من إضرابات الطلاب لأسباب مختلفة ، وكان يملك القدرة على معالجة هذه الكلية بحكمة وروية ، كما أنه أشرف على دراسة ولي العهد في الكلية ، ولعل هذا من الأسباب التي رشحته لرئاسة المجلس الدستوري ، وهي مسؤولية تحتاج إلى شجاعة وحكمة ونزاهة ، وبخاصة وإن هذا المجلس مؤتمن على احترام الدستور ويملك سلطات واسعة وعليه أن يثبت نزاهته في قراراته وأن يحترم المسطرة القانونية ، وأن يملك القدرة على اتخاذ القرارات الحكيمة التي لا تحرج الحكومة ولا تعطي فرصة للمعارضة لانتقاد القرارات الصادرة عن المجلس ، وبخاصة وأن تعيين المجلس يخضع لتوازنات دقيقة ، لكي تقع الثقة بقراراته ..

( الزيارات : 989 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *