الدكتور عبد اللطيف بربيش

سمعت باسمه قبل أن أعرفه ، إنه الطبيب الخاص للملك ، وعميد سابق لكلية الطب بالرباط، ثم أسند إليه منصب أمين السر الدائم لأكاديمية المغرب خلفاً للدكتور عبد اللطيف الغيلالي الذي أسندت إليه وزارة الخارجية ثم الوزارة الأولى …

في عام 1983 التقيت الدكتور عبد اللطيف بربيش لأول مرة عندما جاءني مهنئاً وأبلغني قرار جلالة الملك بتعييني عضواً مقيماً في الأكاديمية المغربية ،  ونظرا لأن العضو المقيم يجب أن يكون مغربي الجنسية وأنا لا أحمل الجنسية فقد أعطى الملك أوامره بإعطائي الجنسية بصفة استثنائية ، وفي عام 1984 صدر ظهير الجنسية في الجريدة الرسمية ، وعينت من جديد عضواً مقيماً ، وألقى الأستاذ عبد الهادي بوطالب مستشار الملك والمدير العام للإيسسكو آنذاك خطاب الترحيب ، وبذلك أصبحت العضو الجديد في الأكاديمية ،…

وبدأت صلة زمالة وصداقة تربطني بالدكتور بربيش ، وتعمقت صلتي بأعضاء الأكاديمية المقيمين والأجانب ، والدكتور بربيش شخصية متميزة بخصالها الرفيعة ويتعامل مع الآخرين في غاية الأدب والتهذيب واللباقة ، وهو طبيب يتحلى بأخلاق رفيعة وتواضع في علاقاته مع الآخرين ، وكان الملك الحسن الثاني يقدره ويثق به ، وعينه سفيراً لـه في الجزائر بعد عودة العلاقات ، وهو طبيب ماهر ومتمكن ويرأس قسم الأمراض الباطنية بمستشفى إبن سينا ، وَصِلَتْه المباشرة بجلالة الملك أعطت للأكاديمية قوة وفاعلية ، فكان الملك يسألـه عن كل شيء في مسيرة الأكاديمية ، ويشرف بطريقة فعلية على سيرها ، ويختار لها موضوعاتها كما يختار بنفسه أعضاءها ، وعندما احتفلت الأكاديمية بمرور عشر سنوات على إنشائها أرسل الملك قطاره الملكي الخاص لنقل أعضاء الأكاديمية من فاس إلى الرباط واستقبلهم الملك ووشحهم بوسام الأكاديمية الذهبي, وأمر الملك بأن تعقد بعض دوراتها في العواصم العالمية في باريس ومدريد وليشبونه وغرناطة وعمان .

وكنت أقدر الدكتور بربيش ، وأحترم فيه خصالـه النبيلة ، وتواضعه الكبير وغيرته على حسن سير الأكاديمية , وكانت علاقته جيدة بأعضاء الأكاديمية الذين يقدرون جهده ويشيدون باخلاقه, وقد بذل جهدا كبيرا فى تنظيم أعمال الاكاديمية والاشراف المباشر على حسن سير اعمالها..

,

( الزيارات : 1٬142 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *