الدكتور عبد الله العروى

مؤرخ مغربي ومفكر متميز وأستاذ جامعي وكاتب رواية ، ولـه شهرة واسعة في المغرب العربي ، وهو معروف في المشرق العربي أيضاً ، واشتهرت كتاباته بعمقها في مجال التحليل التاريخي..

سمعت باسمه قبل أن ألقاه وقرأت له، ورأيته لأول مرة في محاضرة لي عن منهجية التربية النفسية عند الإمام الغزالي ألقيتها في مقر وزارة الخارجية  المغربية في إطار الموسم الثقافي للأكاديمية المغربية ، وعندما قدم نفسه لي بعد المحاضرة مثنياً على أفكارها عرفته لآول مرة،ولم أكن أظن أن الأمر يعنيه ، وشكرته على حضوره ، واعتبرت حضوره مجاملة مستحبة ، فقد كان معروفاً بفكره اليساري..

وبعد سنوات من هذه الواقعة عيّن عضواً في الأكاديمية المغربية ،و كان الحسن الثاني يقوم بمبادرات  موفقة يستميل بها قيادات الفكر اليساري ، و يختارهم لمناصب عليا ويكرمهم ويكلفهم بمهمات رسمية ويستفيد من خبرتهم ومكانتهم ويشعرهم بالتكريم، وكانت هذه السياسة ناجحة، وتخفض من حجم الاحتقان في الضفة الثانية التي كانت مكتظة بكفاءات فكرية وإدارية كثيرة …

عبد اللـه العروي شخصية عميقة في تفكيرها وذات قدرة على التحليل والاستنتاج ، وهو مهذب في سلوكه واديب فى كلامه، وهو مستمع جيد لما يقال ,ويحسن الفهم والقول، وهو قليل الاختلاط بالآخرين ، ويتكلم قليلاً فيما يعنيه ولا يتكلم فيما لا يعنيه ، ولـه عالمـه الخاص به ، ولا يحسن المجاملة ولا يحب النفاق الاجتماعى ، وهو رجل موضوعي وفى غاية التهذيب..

حاورته مراراً في قضايا تاريخية  وسمعت منه بعض أفكاره، ولم أجد في أفكاره مايمكن انكاره عليه ويعتمد المنهج العقلي فى تفسير التاريخ وهو منهج سليم.,وذلك عالمـه الخاص ، ، ومن حق المفكر أن يملك حرية الرأي وان يمارس هذه الحرية بما يمكنه من التعبير عن أفكاره وقناعاته, وكنت وما أزال أشجع الحريات  الفكرية وأرفض اية وصاية على حرية المفكر مادامت هذه الحرية لا تسيء للثوابت الإسلامية فى العقيدة والاحكام ..

( الزيارات : 1٬570 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *