الدكتور محمد الراوندى

أستاذ بدار الحديث الحسنية ، وهو من أبناء مدينة مراكش ، ومعرفتي به قديمة منذ استلامي إدارة دار الحديث ، وكان ملحقاً بالمؤسسة ، ويعمل في إعداد أطروحته للدكتوراه بعنوان ” أبو الفتح اليعمري حياته وآثاره وتحقيق أجوبته ” وشاركت في مناقشة هذه الأطروحة .

وهو باحث جيد واسع المعرفة بالمخطوطات والإعلام ، وتكوينه العلمي جيد ، إلا أنه صعب المراس شديد الحساسية وهو ثائر على كل شيء وناقد ، وتربطه صلات برموز ثقافية  ، وهو واسع النقد على السياسة المخزنية ، ويغلب عليه التشاؤم والتطلع للافضل ..فى بداية الامر وقعت بيننا خلافات ربما اتحمل جزءا كبيرا منها ..كان يجب علي ان اراعي بعض المشاعر والمواقف وان اكون اكثر سعة مما كنت عليه…

كان غريب الأطوار متقلب المزاج ، وأحياناً أجده إلى جانبي صديقاً ، وأحياناً أجده ثائراً وغاضباً على كل شيء ، حاولت أن أصل إلى أعماقه لكي أساعده على نفسه فلم أفلح ، كان يصارحني بكل ما يجول في خاطره ، وكنت أشفق عليه من نفسه ، ولو كان هادئ المزاج لكان لـه وضع أفضل ..وكنت التمس له العذر فى كثير من المواقف..

كنت أحبه بالرغم من كل أعمالـه  وصراحته المؤلمة .. كان يدلني على عيوبي ، لم أنزعج منه ، وأدعو اللـه أن يمنحه الطمأنينة وأن يشرح صدره كنت . أَنصَتُ إليه وهو يتحدث لمدة ساعة ، وأنا أسمع كلامه برحابة صدر ، ولما أنهى حديثة أخذت أحدثه بكل هدوء عن صفاء النفوس وطهارة القلوب ، والتمست لـه العذر فيما قالـه ، وحدثته عن طمأنينة القلوب ، ارتاح واطمأنت نفسه وظهرت علائم ذلك على ملامحه ، وجاءني في اليوم التالي وهو يقول لي :أردتُ ازعاجك وأدخلتَ الراحة إلى نفسي ، وتألمت لأنني فعلت ذلك ، ولما أصيب بحادث سيارة وأصبح في حالة الخطر أرسل إليّ أن أزوره في المستشفى ، ولما رآني طلب مني أن أسامحه ، سامحته من كل قلبى  ودعوت اللـه أن يحفظه ويتولاه ،كنت  احبه واجد فيه استعدادا للخير واشهدب انه يملك صفات جيدة وهو عالم متمكن وضميره حي وادعو الله له ان يتولاه  فقد كنت ارى فيه صفات تدل على نقاء داخلي واخلاص فى العمل وهو وفي لمن يحبه من اصدقائه ويملك شخصية واعية ..

( الزيارات : 1٬939 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *