الدكتور محمد المبارك

الدكتور محمد المبارك

محمد المبارك

دخلت قاعة التدريس في الكلية في اليوم الأول..
رأيت الأستاذ محمد المبارك لأول مرة..أخذ يتحدث بإعجاب عن ابن تيمية ..رفعت يدي معترضاً عليه..قلت له :
ألا تعلم أنه قال عن الشيخ الأكبر ابن عربي أنه شيخ الملاحدة..
قال لي ما اسمك: قلت فلان ..عرفني..قال:
أريد منك أن تعد لي بحثاً عن ابن تيمية وتلقيه هنا في الأسبوع المقبل..
أخذت أقرأ كتب وحياة وأفكار ابن تيمية كما هو.. عرفت عنه أكثر ..
لم أقترب كثيراً من الأستاذ المبارك ..أصبح عميداً للكلية..كانت علاقتي به عادية ..بعد تخرجي من الكلية بدأت علاقة جديدة ..قال لي :لم أعرفك جيداً فس البداية ..إنني الآن معجب بك .. دعاني لزيارته وكنت أزوره في بيته في دمشق..كان في غاية الفضل والنبل..كان ذكياً جداً ويعرف ما يريد ويحسن الفهم والكلام..تولى الوزارة وكان سياسياً متميزاً وصاحب رؤية فكرية وهو ابن أسرة علمية ،والده علامة الشام فى اللغة العربية الشيخ عبد القادر المبارك من أصل جزائري ..
ذهب إلى السودان وقام بنشاط كبير فيه وكنا نلتقى في بيروت في الصيف وكنت أزوره في منزله ..قال لي تمنيت أن أعرفك من البداية ..
في الرباط التقينا في الدروس الحسنية عام 1973وكان معنا شيخ الأزهر الدكتور عبد الحليم محمود والشيخ محمد الغزالي والدكتور صبحي الصالح والسيد موسى الصدر .. سمع درسي الأول أمام الملك عن الإقتصاد الإسلامي ..استمرت علاقتنا قوية ولم تتوقف ..
كان الأستاذ محمد المبارك من أعلام سوريا ومن المفكرين المتميزين بالعمق وكان صاحب رؤية حضارية ومتخصصاً في فقه اللغة ، كان أقرب للسلفية من الصوفية ، وكانت تربطني صلة صداقة بإخوته هانئ وعبد الهادىًً والدكتور مازن المبارك وهو من أعلام اللغة ورموزها الكبار .. رحمه الله أنا مدين له ومعجب بشخصيته..

( الزيارات : 1٬979 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *