مؤرخ مغربي وأستاذيجامعي وباحث قدير متمكن من مادته العلمية , ولعلـه الأشهر بين الباحثين من أساتذة كلية الآداب بالرباط , وهو أستاذ الجيل الجديد , نظراً لإسهاماته القيمة في أعمال علمية واسعة , وهو يشرف على إصدار كتب وموسوعات هامة , ويرأس جمعيات للبحث والتأليف ,و أُسندت إليه عمادة كلية الآداب بجامعة محمد الخامس في الثمانينات , كما أسندت إليه إدارة المعهد المولوي الذي يدرس فيه الأمراء والأميرات في المشور السعيد , وينتمي لأسرة ذات مكانة وشهرة في مدينة سلا , وكان يحمل باستمرار كتبه وأوراقه العلمية , ويتميز بالهدوء والأدب وهو قليل الكلام ويغلب عليه التأمل , ويتكلم بموضوعية , وإذا سئل عن موضوع اكتشفت سعة علمه ..وتتوفر فيه صفات العلم , وهو عالم بحق , ولا يعنيه شئ سوى العلم والبحث , ولا يصادق إلا العلماء والباحثين ممن يطمئن إليهم ..

عرفته عقب حضوري إلى المغرب , وهو الأقرب إلي , نظراً لمكانته العلمية , وصلتي به لم تتجاوز حدود الرحم العلمي الذي كان يجمعنا , وكنت أحترم علمه وجدّيته , ونتحاور في مسائل علمية , وهو شخصية إسلامية , وثقافته الإسلامية واسعة , وهو مع تطوير مجالات البحوث الإسلامية  ، وتشجيع الاجتهاد العلمى ومعالجة الأمور المعاصرة ، وهو محق في هذا الاتجاه  الذي كان يؤمن به . وهو أحد أفراد اللجنة التي شكلها وزير التربية الوطنية الدكتور عز الدين العراقي لوضع المرسوم المنظم للدراسات بدار الحديث الحسنية ، والتقينا معاً في رحاب مؤتمرات وندوات علمية ، ومشاركاته جيدة وهو لا يشارك إلا فيما يدخل ضمن اختصاصه وبخاصة فيما يتعلق بالتراث المغربي ، وتاريخ المغرب،..

ومن المؤكد أنه أحد أعمدة النهضة العلمية في مغرب ما بعد الاستقلال وحركة التأليف مدينة لـه بتشجيع الباحثين والمؤلفين ،وآخر عمل التقينا فيه عام 2002 هو عضوية لجنة جائزة محمد السادس للفكر الإسلامي ، كما التقينا في ندوة تلفزيونية للتعريف بهذه الجائزة ، وفي بداية عام 2003 انتقل إلى رحاب اللـه .