الدكتور  معروف الدواليبي

 
منذ طفولتي الأولى سمعت باسم الدكتور معروف الدواليبي..
كان يسكن في الكلتاوية وكنت أراه بعمته البيضاء ..كان يزور السيد الجد في الكلتاوية.. وكان صديقاً شخصياً له في مجاهداته الروحية..
اتجه إلى السياسة بعد عودته من فرنسا وأصبح من أبرز زعماء حلب وأصبح وزيراً للدفاع واعتقل عدة مرات بعد الانقلابات العسكرية ..
في عهد الوحدة اتجه إلى التدريس في الجامعة السورية في كليتي الحقوق والشريعة.. درسني علم أصول الفقه في الجامعة.. وكنت أناقشه باستمرار .. كانت تربطني به صلة خاصة وكنت أزوره في بيته برفقة أخيه المرحوم علاء الدين..
بعد الإنفصال أصبح الزعيم السياسي الأهم والأشهر في حلب ..عين رئيساً للوزراء ووزيراً للخارجية ، وكنت دائم الإتصال به خلال هذه الفترة..
عينه الملك فيصل مستشاراً له ، ولما ذهبت إلى الرياض كنت أزوره في كل أسبوع ونتحدث فى كل شيء..كان فى غاية الأدب والرزانة والفهم وكان قليل الكلام وإذا تكلم يحسن الكلام ..
زارني في منزلي في الرباط عدة مرات وكنت على اتصال دائم به وكنت أحبه ويحبني ..وأثق به ويثق بي ..وكنت معجباً بشخصيته وفكره ونزاهته وطريقة تفكيره..
في آخر زيارة لي إلى الرياض عام 1999 زرته في منزله برفقة أخيه وأبناء أخيه كلهم والتقيت بأولاده محمد ونوفل وهم أصدقائى من قبل..وحدثني طويلاً عن حياته في فرنسا وعلاقته بالحاج أمين الحسيني مفتي القدس …. كان عمره يتجاوز التسعين وودعني إلى الباب الخارجي بالرغم من مظاهر الشيخوخة عليه ..
لماتوفي حزنت عليه ..كان من رموز الوطنية في سوريا ومن أبناء حلب الأوفياء ومن زعمائها الذين يستحقون التكريم ..
دفن بالبقيع وكرمته المملكة بكل وسائل التكريم ..رحمه الله رحمة واسعة..