الدكتور يوسف العش 

عالم كبير ومؤرخ شامي من أعلام المؤرخين ..البعض لم يسمع به..كان أستاذاً بكلية الشريعة ثم عميداً لها..كان مبدعاً في أسلوبه العلمي وفى إلقائه وفي فهمه للتاريخ ..ما زلت أستفيد من أفكاره ..التاريخ ليس رواية ولا يمكن فهم الأحداث التاريخية إلا في اطار زمانها ومكانها والأسباب المؤدية اليها ..في بداية كل محاضرة كان يطلب مني أن ألخص المحاضرة السابقة ، كنا نتنافس على ذلك..
كنت ألقاه في مكتبة الجامعة وهو يبحث بين الكتب التاريخية.. كانت بيني وبينه علاقة خاصة ، كنت أخرج معه إلى حي أبو رمانه ونحن نتحاور في كل قضية ، كنت أحبه وأحترمه ، كان قمة في الأخلاق والأدب والنزاهة والموضوعية، كان نموذج الأستاذ الجامعي المثالي في دقة عبارته وسلامة منهجه ..
عندما أصبح عميداً لكلية الشريعة أرسل لي رسالة إلى القاهرة حيث كنت أتابع دراستى.. طلب مني زيارته في دمشق لأمر هام ..لما زرته عرض علي بإلحاح أن أكون معيدا بالكلية وأتابع دراستي على حساب الجامعة..شكرته لثقته بي واعتذرت لأنني على وشك الانتهاء فلا مصلحة لي في الارتباط بالكلية ..تحدثنا طويلا قال لي:أريدك أن تكون في هذه الكلية وتعمل معي ..
كنت أحب هذا النموذج من الأساتذة الباحثين..كنت أفهم جيداً خصائص كل أستاذ ، كان ملتزماً بالعلم ومواقفه علمية ويحظى باحترام في الأوساط العلمية..فكره راق وشخصيته في غاية التوازن ،
كنت أحب من يلتزم بمنهج علمي وكنت أضيق بمن يعتمد على ثقافته العامة في تدريسه ، كنت أحترم من يحترم مهمته العلمية ويشتغل في العلم ..
ستظل جامعة دمشق تذكر باعتزاز الدكتور يوسف العش كمؤرخ حجة في التاريخ الإسلامي وترك كتباً هامة لم أطلع عليها ، وكان يدرسنا تاريخ الفرق الإسلامية ..
رحمه الله وأجزل له ثوابه ..كان أميناً في علمه وواسعاً في فهمه ..