الدين كحاجة انسانية

كلمات مضيئة ..الدين كحاجة انسانية

 كنت كثير التأمل في مدي الحاجة الي الدين كرسالة هداية للانسان لكي يرتقي من بشريته الي مرتبة الانسانية المكلفة والمخاطبة والمؤتمنة. ، التكليف هو اعلي درجة تعبر عن التكريم الالهي لذلك الانسان لكي يتجاوز بذلك التكليف تلك المرتبة البهيمية التي. يشترك فيها مع الحيوان. في امتلاك كل منهما لنفس الخصائص البدنية كالحواس والاعضاء. البدنية والعقل الغريزي. الذي يختار افعاله ، الشريعة الالهية. هي التي علمت الانسان كيف يضع نظامه الاجتماعي. الذي يعبر به عن انسانيته ورقيه من خلال احكام . الحلال والحرام. والمحمود  والمكروه والخير والشر ، والالتزام بمعايير الحقوق لكيلا يكون التجاوز  في تلك الحقوق ، كل ما يسهم في رقي الانسانية هو مشروع ومحمود ومطلوب  ، وكل ما يهدد الحياة. من انواع السلوك هو محرم ويعاقب عليه ، مهمة الشريعة الالهية انها اسهمت في هداية العقل الي الطريق المعبد الذى لاظلم فيه بما يملكه من قدرات علي التمييز ، وكانت الاداب والاخلاق  من اصول الدين ومن ثوابته فى المعاملات الانسانية لحماية ذلك النظام الاجتماعي من العبث به باسم الحرية الفردية التى لا ضوابط لها  والتى تتحكم فيه العواطف والمصالح والاهواء ، لا حرية. للانسان خارج النظام الالهي للكون الذي اراده الله لكي يضمن به الحياة اكثر رقيا واستقرارا  ، عندما. تتحكم. الاهواء والغرائز.فى العقول  تنهار كل النظم. العادلة ، واكثرها عرضة  للتفكيك  نظام. الاسرة كخلية. اجتماعية متماسكة. من خلال تلك الحرية الشخصية المطلقة التى  يعبث  بها الانسان  معبرا فى ذلك عن  جهل الانسان , وتلك الحرية عندما لا يكون لها. اي ضابط هي المعول الذي تهدم به. ثوابت النظام الاجتماعي   المستمد من التشريع الالهي. , وتلك هي الحرية الناتجة عن جهل الانسان بذاته. كمؤتمن علي الحياة ، ومن نتائج  ذلك الانفلات الاخلاقى   انهيار الاسرة المتماسكة. تحت شعار الحرية الفردية ،، واذا انهارت الاسرة  انهار. النظام الاخلاقي باسم الحرية الفردية وعندها سوف يتمكن القوي. من التحكم في الضعيف من خلال تلك الحرية التي تمكن الطغيان. وتشجع الاقوي علي استعباد الاضعف. وتخويفه عن طريق انتاج السلاح. والحروب ، العقل المجرد الذى تتحكم فيه العواطف  وتوجهه الاهواء يفقد البوصلة , وعندها يكون اداة غير عادلة. بيد صاحبه يعبد له طريق العدوان. ويبرر له ان يفعل ما شاء ، والشيء الذى  يمسك بمقود الانسان. لكي يمنعه. من الشر والعدوان ليس هو العقل المادي. , وانما هو العقل النوراني. الذي يستمد هدايته من الله تعالى  عن طريق المشاعر  الايمانية والروحية الذي تحرم عليه العدوان على الاخرين ، الدين هو القوة الايمانية الوحيدة التي تقول للمعتدي الا يعتدى وللسارق الا يسرق وللقاتل الا يقتل ًوللظالم الا يظلم ولطفاة الارض الا يفسدوا في هذه الارض. لان الله لا يحب المفسدين ، هل رأيتم العقول يوما وهي تمنع. طغاة الارض من ذلك الطغيان وتأخذ بيدهم بعيدا عما يفعلون ، اليست العقول هي مطايا لكل طغاة الارض وهم يظلمون ويعتدون ويشنون حروبهم ويستعمرون الشعوب المستضعفة ، هل رأيتم معسكرا للشر.والطغيان  لا يضم. كبار العقلاء ورموز الفكر وهم يبررون للظالم ظلمه وللفاسد فساده ، اليس العقلاء هم من اخترع السلاح المدمر وسخر العلم. لتمكين الاشرار. من عدوانهم. ، كم نحتاج الي هدي السماء لكي نوقف به ذلك العبث. بالحياة باسم الحرية الفردية حينا وباسم الحرية الاقتصادية.حينا اخر لتمكين الطغيان وترسيخ الفساد في الارض ، رسالة الدين هادية. للطريق الذي يحبه الله  من عباده ، وهذا الطريق هو الذي تضمن للانسان حياته. وكرامته من خلال تلك الاصول التي امر الله بها عباده. والتي تهدف لتحقيق اهداف ثلاثة : الايمان بالله. وحده , والعدالة في الحقوق , ومحبة الخير. من خلال. ذلك التكافل الذي يضمن الحياة لكل الخلق من غير تمييز ، يجب ان نفهم روحية الدين. كرسالة الهية لكل عباد الله. ، كل جيل خوطب بما خوطب به من قبله من الاجيال ، وكل جيل مؤتمن علي عصره ان يحافظ عليه كما يترجح له الحق فيه  وان يضمن استمراره ، من خلال ما يضعه من النظم التي.يعبر بها عن مدي فهمه لرسالة الله ، وتلك النظم متجددة لانها من جهد العقول ومن اجتهاد الانسان. وحرصه ان يطبق العدالة. بالطريقة التي تتحقق بها  تلك العدالة والمؤدية الى الكمال كما يراه ذلك المجتمع فى بحث كل جيل عن  ذلك الكمال المعبر عن الفضيلة الاجتماعية  ، وان يحترم الاخلاق بالكيفية التي يري الكمال فيه من انواع السلوك ، لا تبعية.بين الاجيال  ولا تفاضل فى القدرات ولا  قداسة لجهد عقلي. ولاوصاية علي الانسان فيما يختاره لنفسه مما يجد فيه مصالحه المشروعة ,  وهو المخاطب. والمؤتمن. ، والحق بالنسبة له هو ما ترجح له انه الحق ووجد فيه الكمال الذي لا يحتمل النقصان ، لا احد هو احق بالدِّين. ممن عمل صالحا ، ولا احد احب الي الله الا بعمله ، رسالة الدين خطاب متجدد لكل الاجيال ، وليس الدين تجربة. تاريخية ويجب ان تعاد كما كان ، هذا غير ممكن. ، فلا شيئ يمكنه ان يعود كما كان , وبالكيفية التي كان عليها من قبل. ، الحياة رحلة. عبر الزمان ، ولكل حقبة من هو مؤتمن عليها من اهلها. ، ولها مطالبها وخصوصياتها ، لا بد من استمرار الرحلة بمن فيها. من الاجيال المتعاقبة المؤتمنة علي مصالحها< . واهم تلك المصالح. الا يظلم مستضعف ولا يجوع جائع. ولا يعبث عابث. بامن الاخرين ، تلك هي رسالة الله لكل خلقه ، وكان ذلك يشغلني وانا اتأمل في ظاهرة الحياة. ، وذلك العبث. الجاهل. وتلك المغالبات التي انشغل بها الانسان عما يجب ان ينصرف اهتمامه اليه من قضاياه ، العلم في خدمة الحياة لاجل التخفيف من معاناة الانسان ، ولا حاجة لعلم لاحاجة اليه  واهمة لفكر لا يسهم فى رقى مجتمعه , ولا لمعرفة لا تنهض بذلك الانسان ، الدين هو اداة ذلك. النهوض. من منطلق. الالتزام باعمدة الاستمرارية. لكي يعبر بها ذلك الانسان عن انسانيته الراقية المتميزة المخاطبة والمؤتمنة ، المنطلق الايماني للحياة يجعل الحياة خارج العبثية التي توصلت اليها المعايير العقلية  المادية وذهب ا لبها كبار الفلاسفة ، يجب ان نفهم الدين من خلال روحية الدين كرسالة الهية تنمي في ذلك الانسان مشاعر الخير والرحمة. وتخفف من اثار النزعة الانانية التي تجعله خارج. الاسرة الكونية المتكافلة ، ولا أجد الحياة خارج . منطلق التكافل. الذي ينميه. الشعور. بالوحدة الكونية البعيدة عن الانانية الفردية ، كنت اجد الحياة. بكل ما فيها. ومن فيها كاسرة. واحدة يجمعها حب الحياة. وتفرقها الانانية. الفردية والمغالبات الناتجة عن الاطماع للانفراد بحق. يملكه كل الاخرين ،وتلك محنة الانسان فى سعيه عن مصالحه خارج الشعور بالمسؤولية التكافلية لكل الاسرة الكونية ..

 

 

( الزيارات : 466 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *