الدين من اهم اسباب النهضة

 

 

علمتني الحياة

أن مجتمعنا العربي لا يمكن أن ينهض إلا بالدين ، ولا يمكن أن يُدافع عن حقوقه إلا بالدين ، ولا يمكن أن يثور على التخلف إلا بفضل الدين ، ولا يمكن أن يقاوم خصومه وأعدائه إلا بالدين ، فالدين هو الوقود الذي يحرك النفوس وهو الذي يحض المؤمنين به على المقاومة والصمود والتضحية وكل دعوة للمقاومة أو للتغيير تحتاج إلى إيمان وتضحية ، والدين هو الذي يُعطي للأفكار قوة الحركة ، وهو الذي يحرك العزائم ويجعل الفرد أكثر قدرةً على التضحية ، ومعظم دعوات الإصلاح تفشل في تحقيق أهدافها الإصلاحية ، لأنها تعتقد القوة الدافعة ، فالمظلوم يدافع عن حقوقه ، فإذا ارتبط دفاعه بعقيدة فمن المؤكد أنه يكون أكثر قوةً وصموداً وتضحيةً ، ويؤكد لنا التاريخُ أن معظم حركات التحرير في العالم العربي انطلقت من منطلق ديني ، وكانت أكثر قدرة على الصمود والتضحية ، والحروب الدينية هي أكثر الحروب قسوة وتضحية ، لأن كل طرفٍ يعتقد أنه يدافع عن عقيدته ، وأن الله سينصره ..

من المؤسف أن الدين قد استُخدم خلال التاريخ كمطية ومظلة لإقناع العامة بالأهداف التي يسعى إليها الطامحون والتي قد تكون بعيدةً عن الدين ، وارتكبت مظالم باسم الدين ، وقامت حروب باسم الدين وأنشئت دول باسم الدين ، وهذا ليس من الدين في شيء ولا يمكن أن يُرفع شعار الدين ، إلا للدفاع عن قيمه ومقدساته ، والدين لا يبرر الظلم والعدوان أبداً ولا يجوز أن يُقاوم أي إصلاح ثقافي أو سياسي أو اقتصادي باسم الدين إذا كان ذلك الإصلاح يحقق مصالح مشروعةً للمجتمع و الدين لا يمكن أن يحمي الفساد و التخلف و الجهل و لا يحمي الاستبداد السياسي و الظلم الاجتماعي و التقاليد المتخلفة و الانحلال الأخلاقي و كلما ارتقت الثقافة الدينية كانت أكثر قدرة على فهم أهداف الدين و يجب على الدعاة أن يصححوا المفاهيم الدينية الخاطئة المنتشرة في المجتمع و أن يُعرّفوا المجتمع بالثقافة الإسلامية الأصيلة التي تحض على الفضائل و تشجع على العمل الصالح و ترفع شعار الكرامة الإنسانية لكل الناس و عندما نعمق الإيمان الديني في النفوس عن طريق التربية السليمة فإن من المؤكد أن المجتمع سوف يُقاوم بطريقة تلقائية كل المظاهر السلبية التي يحرّمها الدين كالفساد والرشوة و سلوكيات العدوان على النفوس والأموال والتربية الدينية تُسهم في تكوين القابليات السليمة في الشخصية بحيث تميل النفش إلى سلوكيات الكمال و تخجل من كل سلوك يخالف الكمال و الاستقامة و لا يقضي على الفساد إلا المجتمع الذي يخجل من الفساد .

( الزيارات : 1٬695 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *