الدين وتاريخ المسلمين

كلمات مضيئة .. الدين وتاريخ المسلمين
تتبعت تاريخ المسلمين في دولهم المتعاقبة ورأيت الكثير من المواقف التاريخية التى  جرى فيها  توظيف الدين لخدمة تلك الدول وتمكينها وتوسيع نفوذها , وفى مجتمع جاهل مغلوب على امره لا يملك المجتمع الا ان يتظاهر بتصديق ذلك  الى ان يتمكن من امره , وسرعان ما تتجدد نفس الرواية بابطال جدد يتابعون تمثيل رواية الحياة ، والتوظيف الدينى  له اشكال متعددة وكل دولة تختار من الدين ما يلائمها ، قد تختار التشدد او التعصب او التمذهب. او ترفع شعار الطائفية او القومية. او السلفية. , معظم الطوائف كانت بداياتها ليست بسبب الخلاف فى فهم النصوص الدينية وانما بسبب الخلاف على الحكم وكان كل فريق يستشهد بالدين لتبرير موقفه ولو ادى الامر الى الافتراء على الرسول الكريم ونسبة احاديث اليه , ولذلك ازدهرت ظاهرة الوضع فى الحديث وبخاصة فى عصر ما قبل التدوين فى القرنين الاولين  ، لم تكن الدولة في خدمة الدين ابدا في اَي عصر من قبل.باستثناء الحقبة الاولى من تاريخ الاسلام والتى اعقبت عصر النبوة  ،كان الصراع على الحكم ما زال فى البداية ولم يخرج الى العلن , وكان من الممكن التحكم فيه ,  وعندما  قامت الدولة الاموية واصبحت الدولة ملكية متوارثة ينتقل الحكم فيها من الاباء الى الابناء والاحفاد تراجع دور الدين  فى بناء الدولة واصبح الدين في خدمة الدولة لكي يبرر أعمالها ولوكانت تلك الاعمال مما لا يقرها الدين وكثرت المظالم  والفساد والعدوان على الحقوق  ، و كانت معظم ما تقوم به الدول في العادة مما يتنافى مع  اصول الدين وثوابته  من المظالم الاجتماعية. والاغتصابات وأنواع العدوان. علي الانسان. وحياة الترف والفساد والاستيلاء علي الاموال العامة. وإلزام كل الاخرين بالطاعة والخضوع. , وكل ذلك لا يقره الدين  ولا يحقق  رسالة الدين وأحكامه ومقاصده في حماية. الحياة من اعداء الحياة ، ممن طغوا في الارض وأكثروا فيها الفساد ، رسالة الدين. الدعوة  الي تحرير العقول من الجهل والتبعية. والعبودية والخوف ، واهم ما يدعو اليه الاسلام  الايمان بالله ونبذ الطبقية والاستعلاء في الارض ، وكل هذا يخفف من الاحتقان الناتج عن الظلم والطغيان والعدوان ، يجب ان يتحرر الدين. من قبضة طغاة الدول. من قبل ومن بعد ومن طغاة الحكام. الذين ظلموا. وافسدوا. ، وان يكون. الدين رسالة الهية لكل عباد الله كما جاء به رسل الله ، ورسالة الدين واحدة لا تتعدد ولا تتناقض لانها من الله تعالي لعباده ، ولو تعددت الشرائع لكي تلائم مجتمعها وتخاطب كل مجتمع. بما يحتاجه من اصلاح . ما افسده الانسان ، ورسالة الانبياء إبلاغ ما اراده الله ولا شيئ من خصائص الالوهية يملكها الانسان ولوًكان نبيا اووليا او صالحا ، ورسالة الدين الخالدة التي تجمع كل الاديان امران : الايمان بالله وحده لا شريك له. والعمل الصالح الذي لا ظلم فيه ولا عدوان علي المستضعفين من عباد الله في اَي عصر وفي كل مجتمع . بحيث يكون الدين. لله وكل شيئً من العمل الصالح في سبيل الله ، مهمة الانبياء جميعًا. بيان طريق الهداية والرشاد . ويجب. ان يكون بيان الدين كما اراده الله من دعوة للإيمان بالله والتزام بالعمل الصالح الذي تتحقق به العدالة في الحقوق وتحترم فيه الحياة. وكرامة. الانسان ، ويكون الانسان في كل عصر. . هو المستخلف علي الحياة في ظل تلك التعددية في فهم رسالة. الله، من امن بالله. وعمل صالحا من كل العباد فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون ولا يجوز. ان يخيب ظن احد من عباد الله بربه ولو كثُرت ذنوبه وثقلت احماله ،

( الزيارات : 528 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *