الذاكرة مدرسة متجددة

ذاكرة الايام ..الذاكرة مدرسة متجددة

لم يكن يعنيني ان استعيد ذكريات الايام كما وقعت في حينها بالرغم ان تلك الذكريات   قد تشعرنى بالدفء النفسي الذي تحتاجه النفس بين حين واخر ، ولكنه ليس  هذا هو المطلوب فتلك الذكريات هي مجرد تاريخ قد مضت احداثه ولن يعود ، وانما المهم. ان تستفيد منه وان تقطف ثمرة تلك التجربة الانسانية في حياتك وان تتعلم منها كما تتعلم من كل  التجارب ، وكان من عادتي بعد كل موقف عشته او مررت به ان اتوقف قليلا لكي اتأمل فيما يمكن ان يتركه ذلك في نفسي من آثار ، تلك الثمرة هي المرجوة. وكنت اتأمل فيها واحتفظ بها في الذاكرة ، كنت كثير التأمل في تلك الذكريات  لكي استفيد منها ، وفِي كل مرة اتعلم اكثر عن الحياة وافهم اكثر عن قوانين النفس وكنت احب ذلك  ، و اقول لنفسي: كم هي صغيرةً تلك الحياة وضيقة الافق ، وكم هو صغير ذلك الانسان ، وهو يجري. نحو ما يفكر فيه ويراه كبيرا ويصارع ويغالب ويخاصم وقد يدفع الثمن غاليا عندما ينساق وراء تلك الاهواء ، امران لا بد منهما: اولا : ان تحدد الهدف الذي تريده ، ولن تبلغه ابدا بجهدك. ابدا الا ان ييسره الله لك ، وثانيا : هناك وقود لا بد منه لكي يمنحك القوة لتلك الحركة التي. تدفعك نحو ما تريد ، كنت اتأمل في اولئك الافراد الذين ينهضونً كل صباح ولا يجدون ما يفعلون ، ذلك هو الشقاء الاكبر ، كنت اشفق عليهم ، واشفق علي كل من وجد كل شيئ امامه. ميسرا ممن يرثون المجد ولا يتعبون فى انجازه ويعتادونه كحق مشروع لهم ، هذا النموذج  يعيش حياة الفراغ ويشتد شعوره بالشقاء الداخلي والشعور بالتفاهة لانه لا يجد ذاته فيما هو فيه ، كنت اتأمل في مراحل طفولتي وما بعدها ، كنا ننهض مبكرا لاجل هدف نسعي اليه ، وكان ذلك هو مصدر السعادة بالنسبة لنا ، كل انجاز يعقبه شعور بالسعادة ، عندما. تقترب مما تريد تشعر بالسعادة لانك تحقق ذاتيتك ، كم كانت المحن في حياتنا عظيمة لانها. كانت المنعطفات الكبيرة التي تقودنا الي الطريق الذي اراده الله لنا ، لولا تلك المحن التي ضقنا به. في حينها لما كان التغيير في حياتنا. ، اهم مدرسة هي تلك الذاكرة التي نحتفظ فيها بكل تلك الذكريات ، وعندما نستعيدها. نتعلم اولا ونصحو من الغفوة ثانيا ، كنت اتساءل مع نفسي : ما معيار النجاح في الحياة ، هل المال كما  يتوقع  معظم الناس. ، ام المناصب الكبيرة التي سرعان ماتفقد بريقها بعد حين وتخلف  مع نهايتها حزنا والما ، ام الشهرة التي. يسعي اليها الانسان ويعتبرها معيارا يغريه ويسعده ، كنت افهم اولئك الذين اختاروا العزلة. والصمت بعد تلك الرحلة الطويلة والمتعبة ، وكنت اسالهم : هل وجدتم ما كنتم تبحثون عنه في رحلتكم. الشاقة ، كنت اعود الي تلك الطفولة الغنية. بقيمها الروحية ، وكنت احاول ان اعيد التفكير في كثير مما كنت اراه امامي ولَم اكن افهمه. ، لم يتغير اي شيئ في حياتي ، وانما اختلفت المعايير. والموازين عما كانت عليه من قبل ، كنت اري الانسان واري الحياة من خلال ذلك الانسان الذى هو مصدر كل معرفة بالحياة  ، الحياة كما يراها ذلك الانسان بما يملكه من القوي الظاهرة والمدركة والقوي الخفية التي لا سبيل لاكتشافها لانها  تمثل الحقيقة. الاكثر اهمية في تفسير معني الحياة والكون والوجود والانسان ، كنت اري النور الالهي الذي يغمر الكون ، واري تلك القوة الروحية هي التي تقود الانسان وتوجهه. الي ما في اراده الله له ، كنت اجد في التسخير سرا خفيا لا تدركه العقول ولا يخضع لمعاييرها ، وهو من اعظم الاسرار التي تحكم الكون من خلال سر التسخير الالهي ، سر التسخيران الله اراده  لتبرير الاسباب الظاهرة لكي يكون ما اراده الله عن طريق الاسباب ،لان العقل مخاطب بها ، ما زال الانسانً. منشغلا عنً حقيقة الدين الذي خوطبت به القلوب ، اما الاحكام فقد خوطبت بها  العقول لانها مدركة بها ، القلوب خوطبت بقضايا  الايمان  ، فمن اراد. الايمان عن طريق   العقول. زلّت قدمه وفهم ظاهرا من القول وغابت عنه الحقيقًة ، امران يجب عدم الخلط بينهما رسالة الدين ورسالة الشريعة ، رسالة الدين ايمانية ومصدرها القلب بفطرته الصافية ويحتاج القلب اي التغذية الروحية ، ورسالة الشريعة بيانية للحقوق الدنيوية لاجل الحياة، وتحتاج الى العقل الذى يحتاد الى تغذية مستمرة عن طريق. التعليم وحسن التكوين ، .

 

( الزيارات : 442 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *