الروابط الروحية

   كلمات مضيئة ..الروابط الروحية

مما منّ الله به علي في حياتي انني كنت اصادف الكثير من الصالحين , وهذا فضل من الله يستحق الشكر لانه تعلمت الكثير منهم وكانوا لى عونا من خلال كلماتهم الدافئة وقلوبهم الصافية ، وكنت اجدهم في طريقي من غير ترصد لهم ، وكنت اشعر انني قريب منهم  بعواطفى  وكنت احبهم ولو من بعيد ، هم اهل صفاء داخلي  ، وتميز في الخلق. والسلوك ، هم ليسوا كالاخرين في شخصياتهم وطبائعهم , وكانت لهم مفاهيمهم الراقية للحياة ، وتشعر بذلك من اول لقاء بهم ، ما اجمل الروابط الروحية التي تجمع  القلوب من غير تكلف ، تجد الصفاء الداخلي والصدق والاستقامة ، وكنت في كل حقبة من حياتي التقي بتلك الشخصيات الصالحة التقية التي كنت احبها من كل قلبي وافهمها جيدا كما هي وتعرفهم بسيماهم من الاوصاف الذاتية ، وكنت اشعر بمحبتهم لي ، كانت مجالسهم دافئة بالقيم الايمانية ، والروحية. ، كانت مجالسهم  هي اجمل المجالس واحبها الي نفسي ،. مجالس صفاء لاتكلف فيها ، ما اجمل الانسان وهو نقي الداخل كالماء الصافية التي. تنبع من اعماق الارض ، تم تجري. لتسقي وتروي وتترك اثرها الطيب في كل مكان ، التقيت الكثير من هؤلاء في طريقى  فى كل حقبة من تلك الحقب التاريخية التي عشتها ، كانت الحقبة الحلبية غنية بما تركته من اثارها في شخصيتي وفكري ، وهي الحقبة المؤسسة والبانية والتى تعلمت منها الكثيرمما كنت احتاجه  ،. واهمها صحبة السيد النبهان. طيب الله ثراه . ، كانت صحبة غنية بغذائها الروحي ، وكانً. تأثيرها هو الاقوي والارسخ. ، ما زلت اشعر باثرها في شخصيتي وفكري ، واهم ما تعلمته في تلك الحقبة امران : فهم حقيقة الاسلام كمنهج. متكامل للحياة. من خلال شمولية نظرته للانسان كمخاطب من الله ومؤتمن علي الحياة ، مع التزام بالكمال من منطلق ايماني وروحي ، والامر الثاني الذي تعلمته هو فضيلة الادب مع الله أولا ومع كل الناس ثانيا ، الادب كمنهج لا تكلف فيه ، فمن تكلف الادب فلا ادب له ، وتلك. هي الصفة التي حملتها معي في رحلتي الطويلة فيما بعد ، الادب ليس لاجل غاية ، الادب كصفة ذاتية تعبر عن سمو الانسانية ، اعترف انني لم اتأثر فى تلك الفترة  باحد سوي السيد النبهان. ، كانت علاقتي باساتذتي علاقة تعليم وتلقين ، ولَم تكن علاقة تربية. وتكوين ، وعندما غادرت حلب حملتً معي ذلك الزاد الروحي ، وتركت كل شيئ اخر ، كان ذلك الزاد الذي حملته هو المشعل  الذي كان  يدلني علي الطريق وبعبده لي بحسن الفهم لمن أختاره من الاصدقاء ، اعترف انني كنت اري الصالحين امامي من غير جهد ، والصالحون كثرفى كل مجتمع  وتراهم في كل مكان وليسوا فى الصفوف الامامية ، وتجد نفسك مشدودا اليهم عن طريق قوة روحية لا سبيل للعقل لفهمها. ، انها خارج الاسباب ، تعلقات القلوب امر لا يمكن التحكم فيه من منطلق الاسباب ، انت تحب وتكره وينشرح قلبك وينقبض ، ولا تعرف سببا لذلك ، وتطوف في كل مكان تبحث عن الطريق وتجد نفسك فى النهاية في الطريق المرسوم لك ، والذي تكتشف مع الايام اسرار التدبير الالهي فيه انه الخير فيه ,  والا شيئ في الكون الا بامر الله ، الانسان يسعي ويختار ويريد ، تلك ه. مسؤولية الانسان. ، ولكن لا شيئ. خارج المشبئة والحكمة في التدبير ، مما لاحظته ان الصالحين يتعارفون فيما بينهم. ، وتجمعهم لغة واحدة. غير منطوقة ولا مسموعة ، التسخير المحكم المتبادل الذي يقف خلف الاسباب ويختفي بها ، لكي تستقيم الحياة بالاسباب ، واهم ما لفت اتتباهي هو حركة القلوب التي تولد الخواطر كمقدمة لتوليد الارادات ، عالم الخواطر مغلق. امام العقول ، لانه خارج الحواس ، الخاطرة هي البداية. ، وهي ثمرة لنور الهي ، وليست لها اسباب ظاهرة ، العقل  يهتم بالسلوك الانساني وهو الفعل المادي الذي يخضع. للمحاسبة ضمن المعايير العقلية ، اما ما قبل السلوك. فهو عالم الخواطر ، ونتساءل كيف تتولد الخاطرة وكيف تنمو. وتكبر وتسيطر الي ان تولد الارادة ، وهناك رحلة طويلة بين الارادة. والعزم ، العزم هو الخط الاخير الذي يولد السلوك المادي ، خواطر الخير وخواطر الشر ، الصالحون لا تنقدح في قلوبهم سوي خواطر الخير ، البئر الصافية النظيفة تخرج ماءها النظيف الخالي من التلوث والاوبئة ، اما الآبار المهملة المهجورة فمن الطبيعي ان تجد الكثير من اسباب التلوث فى اعماقها ، اهم صفة في الرجل الصالح انه يتحكم في خواطره من غير تكلف ، مصدر الشر في الانسان. هو التلوث الداخلي الناتج عن صفتين : الطمع والحقد ، الطمع هو ثمرة لاستيلاء القوة الغريزية الشهوانية الذي هي الاقوي تأثيرا في الخواطر والسلوك ، والحقد هو وليد القوة الغريزية الغضبية التي تدفع صاحبها. للشر. ، كل الشرور اما ناتجة عن طمع او حقد ، الطمع ينمو بالاستجابة له الي ان يتحكم في صاحبه ، ونجده كثيرا في مجتمعات الترف والسفه ، والحقد ينمو في مجتمعات الفقر والشعور بالظلم فيولد طاقة مدمرة. ان لم يقع التحكم فيها فلا بد الا ان تدفع صاحبها للتعبير عن ذلك الاحتقان الغضبي . بالانتقام ، معظم الناس يسقطون عندما يستولي عليهم الطمع او الحقد فتتولد لديهم خواطر الشر ، ويستسلمون لها ، ويفقدون من انسانيتهم خصوصية الانسان. في امتلاكه للعقل الذي يميز به بين الخير والشر ، كم نحتاج الي ذلك الصفاء الداخلي من خلال تلك النزعة الروحية التي تضعف تلك النزعة المادية الانانية ، ومما لاحظته. ان العلم وحده اذا خلا من التربية الروحية فانه يدفع صاحبه. نحو مزيد من الانانية والفردية. والشعور بالغرور والتعالي وتوهم التميز عن الاخرين ، عظمة العالم في صفات ثلاث : اولا : الادب وهي صفة الكبار الذين تربوا علي حب الكمال ولا يُحسِنه الصغار ، وثانيا : التواضع الناتج عن حسُن فهم معني الحياة واحترام الانسان ، وثالثا : سمو العواطف الانسانية في شخصيته. واهمها. الرحمة. بكل المستضعفين. والعفة والنزاهة والشعور بالكرامة ..

( الزيارات : 546 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *