الروايات الاسرائيلية

..كلمة اليوم
يتناقل العوام فى مجالسهم كثيرا من الروايات الاسرائيلية المأخودة من كتب اليهود والنصارى وتراثهم الدينى عن بدء الخلق والكون والجنة ويوم الحساب وقصص الانبياء ، وهذه الروايات دخلت الى الاسلام عن طريق عدد من اليهود الذين دخلوا فى الاسلام من امثال عبد الله بن سبأ وابن منبه وغيرهم ، ومن المؤسف ان بعض كتب التفسير قد نقلت هذه الروايات الاسرائيلية دون ان تنبه اليها او تحسن اختيار ما يصح منها مما يوافق ما جاء به القران الكريم ، ومعظم كتب التفسير وقعت فى هذه الهفوة الضارة التى اساءت كثيرا لتراثنا الاسلامي وبخاصة لكتب التفسير ، وبخاصة ما يتناقض منها مع ما هو ثابت لدينا من ذلك التراث القديم عن قصص الخلق والحساب ، وقد اشار بعض المفسرين الى تلك الاسرائيليات من امثال ابن كثير فى تفسيره الذى حذر منها ، وكذلك ابن جرير فى تفسيره الذى ذكر اسانيدها ، وهناك مفسرون اوردوا هذه الروايات الاسرائيلية كثيرا من امثال تفسير البغوى الذى جمع كل شيء فى تفسيره مما هو غث وثمين وصحيح وغير صحيح ، ومن المؤسف ان بعض الدعاة اهتموا كثيرا برواية بعض هذه الروايات فى احاديثهم امام العامة لاثارة الاهتمام ، وهذا خطأ كبير وهذا هو الجهل بعينه ، واجاز بعض العلماء رواية ماله اصل فى القران او ما يوافق ما جاء فى القرأن او ماهو مسكوت عنه لا ما يخالفه ، ولا ارى رواية اي شيء من تلك الروايات الاسرائيلية مهما كانت المبررات ولو كانت مما هو مسكوت عنه ، فما جاء فى القران يروى عن القرأن ، ولا يروى عن العهد القديم كالتوراة والانجيل ، اننا بحاجة لتجريد كتب التفسير من هذه الروايات الضارة كلها ولو فى مجال الانكار، ولسنا بحاجة للاستعانة بها لاقناع العامة او التأثير عليهم بما هو ضار او مبالغ فيه او مما هو غير صحيح ، كما يجب الا يرويها الدعاة فى احاديثهم ، نظرا لضررها وما اشتملت عليه من مبالغات لا يقبلها العقل ولا تتفق مع منهجية التربية الاسلامية الراقية التى تحرص على تكوين الشخصية الاسلامية المؤهلة لفهم الاسلام الصحيح الذى خاطبه الله بخطاب يعبر عن تكريمه بانسانيته والثقة بحسن فهمه لما خوطب به ..

( الزيارات : 1٬744 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *