الزكاة منهج تكافلى

كلمات مضيئة ..الزكاة منهج تكافلى الزكاة من اعمدة النظام الاجتماعى فى التصور الاسلامى  , وهو مفهوم تكافلي يعني الحق في الحياة لكل العباد ولا أحد خارج هذا  الحق  بما يحققق الكفاية والكرامة ,  ولوًكان عاجزا عن الكسب لاي سبب ، ضمن منهج متكامل يعبر عن احترام الحق فى الحياة بكل اسبابها ,   من منطلق التكافل لحماية الحق فى الحياة , ويعبر عن مفهوم الدين لمعني العدالة  فى الحقوق ، ولا عدالة خارج الكفاية التي تضمن الحق فى الحياة بكل اسبابه لكل عباد الله ، الزكاة احد اعمدة الاسلام الرئيسية كالصلاة ، واعمدة النظام الاجتماعى وفقا للمفهوم الاسلامى  ثلاثة : اولا : الايمان بالله واداء العبادة بالكيفية التى قام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم , وثانيا : تحقيق العدالة.فى الحقوق  بالطريقة التي تضمن الحق في الحياة لكل العباد ضمن صيغة التكافل الاجتماعي ، وثالثا : سمو الانسان في تطلعه المشروع للكمال من خلال التميز السلوكي والاستقامة الناتجة عن الاعتدال في. المواقف والعواطف عن طريق التربية الروحية  بما يعبر عن الفضيلة واحترام الانسان  ، الزكاة. منهج تكافلي يعبر عن مبدأ المشاركة بين الاغنياء والفقراء في الاموال بالقدر الذي يحقق العدالة.فى الحقوق  والكفاية التى تضمن الكرامة ، ولا عدالة الا بالكفاية الضامنة للكرامة ، لان الحق في الحياة ثابت لكل العباد,. ،ولا ينتقص من شيئا  بظلم فى اي حق من الحقوق ,  الزكاة نظام تكافلي وهو نظام اجتماعي يضمن تلك المشاركة الحقيقية في الاموال. ،من منطلق التكافل المعبر عن الانسانية المؤتمنة ,  القادر يعمل , والعاجز عن الكسب لاي سبب يحمل ، سواء كان العجز بسبب صغر او شيخوخة او بطالة ، والتكافل اما عن طريق النفقات الواجبة بالنسبة للاقربين , او عن طريق الزكاة للفقراء والمساكين ,  الزكاة ليست بديلا عن العدالة فى الحقوق , المظلوم يرفع الظلم عنه من منطلق العدالة , العامل يستحق كامل قيمة جهده بطريقة تضمن له كمال كفايته من منطلق العدالة ، ولا اجر يقل عن الحاجة والكفاية وليس عدلا ان تكون قيمة الجهد اقل من تكلفة العامل فى كمال حاجاته ، ويأخذ العامل قيمة عمله كاملا كحق له وليس كاحسان  ، اما العاجز فيأخذ كفايته تكافلا كحق شرعي اقره الاسلام له , لامنة فيه ، لامنّة في الحقوق التى اقرها الاسلام من منطلق التكافل ، الزكاة اهم ركن في النظام الاجتماعي الاسلامي ، وكل المال الفائض عن الحاجة وفق المعايير الشرعية يقتطع منه حق الفقير كحق امر الله به من منطلق العدالة التكافلية   ، كفريضة من الله لتحقيق العدالة بين الناس  ، وتشرف الدولة المؤتمنة عليه علي اخراجه وتوزيعه علي مستحقيه ، وهو للفقير اولا ، وللفقير ثانيا وللفقير ثالثا الي ان يبلغ الفقير كفايته وكرامته ، وما زاد عن الكفاية يوزع علي المصارف الاخري بحسب الحاجة اليها لتحقيق العدالة بالمفهوم التكافلي الضامن للحياة ، كل من افتقر لاسباب حياته فانه يعان لزوما فيما هو ضرورى لكمال حياته فى كل المطالب الضرورية واهمها الطعام والعلاج والتعليم , ولا احد خارج  هذا الحق ، وكل من زاد دخله عن حاجته يسهم. في ذلك التكافل وكمنهج. اجتماعي اخلاقي يعبر عن حقيقة الاسلام كمنهج متكامل فى نظرته لقدسية الحياة ، هذا المنهج هو الاهم. في النظام الاسلامي ، لاجل تحقيق العدالة التي هي ضرورية للسلم الاجتماعي ، وتحترم المعايير الشرعية كما هي وتطبق في كل عصربما يحقق الغرض التى جاءت لاجله , وكل عصر مخاطب ان يحترم ذلك بما يحقق روحية الخطاب والمصلحة المرجوة منه ، وليس هناك مال خارج المسوولية التضامنية , ويعفي من الزكاة ما كان ضروريا لحياة صاحبه بالقدر الذي لاتجاوز فيه لعرف قائم او اعتدال في الانفاق يحدده العرف وما جرت العادة به من الانفاق المشروع البعيد عن انفاق السفهاء الذين يستحقوق الحجر عليهم حماية لمجتمعهم من الاحقاد الطبقية الناتجة عن استفزاز المشاعر ، ليس هناك مال لا يخضع للزكاة الا بالقدر الذي هو ضروري للاستعمال الشخصي من غير سرف ولا ترف ، وشرعية المال لاتتحقق الا بشرطين:  ان يجمع بطريقة مشروعة لا ظلم فيها ولا استغلال ولا فساد ولا احتكار ولا اغتصاب ، وان يؤدي حق الله وحق المجتمع فيه وهو حق التضامن والتكافل لاجل الحياة ، وتخضع كل الثروات  الفردية من نقد ومعامل واراض وبضاعة ومقتنيات غير ضرورية لفريضة الزكاة الشرعية وفق المعايير الشرعية ، ويدفع حق الفقير  من  كل تلك الاموال ولا يستثنى منها الا ماكان  للاستعمال الشخصي المعتاد ، وتجب الزكاة في رأس المال ولو انتفت الارباح فيه. او كان جامدا ولا تخرج الزكاة من الارباح فقط الا في المحاصيل الزراعية ، الزكاة تجب عن قيمة المصنع كاملة في كل قيمته السوقية ، والالات الثقيلة. ليست معفية من الزكاة لان الزكاة تفرض على الاصول ولو كانت جامدة او مكتنزة كالاراضى التجارية ، لانها كالاموال المجمدة فى الصناديق ، والالات المعفية هي ادوات الفلاح البسيطة وليست المعامل الكبيرة ذات القيم الكبيرة  ، والضريبة ليست هي الزكاة. لان الضريبة هي قيمة خدمات واسهام في النفقات الاجتماعية العامة  ، اما الزكاة فهي حق الفقير لتحقيق العدالة في المجتمع بما يحقق الكفاية من المطالب الضرورية لكل المستضعفين  الذين يحتاجون للطعام ، الزكاة هي جزء مهم في النظام الاجتماعي الاسلامي ، الصدفات فردية ويقوم بها الافراد كعمل تطوعي يعبر عن الاحسان ، اما الزكاة فهي نظام اجتماعي.متكامل  تتولاه الدولة وتفرضه كنظام , وفساد الدولة لا يسقط هذا الحق , وهي التي تشرف علي تنفيذه عن طريق ضمان حقوق كل المستضعفين والمحتاجين من العجزة والا رامل والايتام والعاطلين عن العمل والمسنين والمعاقين , وتضمن لهم الحياة بكل اسبابها ،وهؤلاءيملكون حق الحياة كغيرهم وبالكيفية  التي تشعرهم بكرامتهم الانسانية ، ولا تسقط الزكاة بالاهمال ولا بالتقادم. ولا بالتحايل عليها والتهرب منها ، هي حق اجتماعي يفرض عن طريق القانون لاجل تحقيق العدالة والتوزيع العادل للاموال ,  ، ولا احد يعفي من هذا الحق ابدا ، ويطبق من غيرتميبز وهو واجب على المال اين ما كان ، ولا اجد الزكاة في الصدقات الفردية التطوعية. ، وهي عمل احساني محمود بشرط ان يمنع الفساد فيه والا يستخدم كمطية للفاسدين وتجب الرقابة عليه ، وهو لبس بديلا عن الزكاةً كنظام متكامل ، وعندما يسند امر الزكاة للافراد بطريقة فردية اختيارية يفقد النظام قيمته وتكون الفوضي فيه والفقر نتيجة التهرب منه ، ولا يغني الاحسان عن الزكاة ولا يحقق الهدف المطلوب في تحقيق العدالة ، الزكاة حق الله لعباده ، ولا يسقط ولا يتقادم. ، ولاملكية لمال او ثروة الا بكمال الحق فيها ، واهم ذلك ان تكون مشروعة اولا , وان تؤدي الحقوق المفروضة عليها ثانيا ، وحق الله اولي من حقوق الاخرين ، ولا توزع الثروات على الورثة الا بعد اداء حقوق الله فيها وهي الزكوات اولا والديون الفردية ثانيا ، ثم تستخرج الوصية بالثلث للقادرين وجوبا وتشرف الدولة على توزيعها بطريقة عادلة ,  وتدفع لكل اوجه الخير ، ومنها اعطاء الفقراء من ذوي الارحام منها والمقربين ، ولا اري الارث في اموال الفساد ابدا ، ويجب الا يسمح للثروات الناتجة عن الفساد والاغتصاب بان. توزع علي الورثة. الا بعد التأكد من شرطين : اولا : مشروعية اكتسابها واحترام الضوابط الشرعية في الكسب والشرط الثاني : اداء كل الحقوق الواجبة. علي تلك الاموال ، حقوق الله وحقوق الناس والوصية كحق اجتماعي بالثلث ، ثم تتولي الدولةمهمة توزيع الثروات بين الورثة لكيلا يقع الخلل في التوزيع والظلم والتحايل ، تلك مهمة القضاء ان يفصل في ذلك ويوزع التركة بين الورثة بعدالة ضمن الحقوق الشرعية ، لكيلا تحرم. المرأة من حقوقها ولا تختلس اموال المستضعفين. من الوارثين وبخاصة الا يتام الذي يحرمون من حقوقهم فى الارث او يحرمون من بعضها  ، الزكاة نظام اجتماعي وهو ما يجب الاهتمام به والتركيز عليه في التعريف برسالة الاسلام الانسانية ذات البعد الاجتماعي والانساني ، هذا هو المشروع الاسلامي الذي يستحق الاهتمام به كمنهج للاصلاح. الاجتماعي ، فكرة المشاركة التكافلية هي اهم منطلق اصلاحي  اعتمد عليه الاسلام في دعوته الاولي في عصر النبوة , ونجد الاهتمام به في كثير من الاحكام. الفقهية التي كانت تحترم هذا المبدأ ، لم يقبل المجتمع الاول اي تساهل او تجاهل او تفريط في امر الزكاة كما امر الله بها وجعلها كالصلاة ، وكانت حروب الردة لاجل حماية. تلك الثوابت الاسلامية ، واهمها التفريق بين الصلاة والزكاة في الاهتمام والركنية في النظام الاسلامي ، لا اجد الزكاة فيما عليه فكرة الزكاة من الاعمال الاحسانية. الطوعية الفردية. التي تخفف من الاعراض المرضية في مجتمع مثقل بالمظالم. الاجتماعية والاستغلال البشع لجهد المستضعفين. والتطاول علي حقوقهم. ، باسم العدالة والقانون. حيتا وباسم الدين والاخلاق حينا اخر ، الظلم لا يثبت حقا ولو اجتمعوا لتبريره. ، والاستغلال. لا يبرر ولو بالارادة الظاهرة ، فلا ارادة لمستضعف ومستذل فيما هو ظلم له في اي حق من حقوقه ، مهمة الدين ان يحمي كل المغفلين والمستضعفين ، وتلك هي مهمة القانون والقضاء ، تلك هي العدالة ، ما اقسي ما يشعر به المغفل من احباط وهو يسمع ان القانون لا يحميه ، ما ابشع تلك الكلمة في مجال الاخلاق , اذا لم يجد المستضعف  والمغفل الحماية من الدين فمن يحميه ، تلك هي مصانع الحقد في مجتمع يتحكم فيه . طغاته. من رموز القوة والسلطة والمال ، ذلك هو البركان. الذي سينفجر يوما ويدمر الحياة الانسانية بما يفعله طغاة الارض بالمستضعفين من عباد الله ، البركان لا بد الا ان ينفجر يوما في وجه الطغيان في الارض ليعيد. ذلك الانسان الي انسانيته لكيلا بعبث بجهل بتلك الحياة التي ارادها الله ان تكون لكل عباده , تلك هي رسالة الدين الموقظة ، وهذه هي حقيقة الاسلامً. كرسالة الهية من الله تعالي لكل عباده ، دعوا الاسلام يسري بين العباد كمنهج الهي. لاجل استقامة الحياة لكي ترتقي البشرية من . المرحلة البهيمية التي تتحكم فيها الغرائز الفطرية والاهواء‏ المتصارعة علي المصالح الانانية الي مرتبة الانسانية ذات الافق الانساني في فهمها. للحياة , واهمية التكافل للدفاع عن تلك الحياة ، ونحن اليَوْمَ. في عصر وياء كورونا. المخيف الذي ايقظ ذلك الانسان من تلك الغفوة التي دفعته لذلك الطغيان في الارض ، رسالة التصحيح. ضرورية لاجل الدفاع عن الحياة ، لا بد من ان يرتقي مفهوم الحياة. من تلك المرحلة البهيمية المتصارعة المتحاربة. الي تلك المرحلة الانسانية التي. تعبر عن قيم راقية من الرحمة والتكافل. واحترام الحياة لكل الاخرين من عباد الله ، لا احد اولي. بالحياة من احد ، وهذه الارض لكل عياد الله وهم مستخلفون عليها ان يعمروها. باوجه الحياة المتنوعة وبذلك التدافع الفطري. للبحث عن اسباب الحياة المادية ، الزكاة منهج تكافلي يعبر عن حق الجميع في الحياة. ، القادر يحمل العاجز والغني ينفق علي الفقيرفى  رحلة الاجيال المتعاقبة ،وكل جيل يحمل مسؤولية عصره ويعيش زمانه، كما هو في كل ما يراه صالحا له ومعبرا عن مدي تميزه الانساني في اختيار نظامه الاجتماعي في ظل. ايمانه الراسخ بان الله تعالي اراد الحياة ان تكون لكل من فيها من عباده ولو اختلفوا وتعددوا ، واستخلف ذلك الانسان. لكي يكون مؤتمنا عليها لكي تضاء بذلك الانسان مصابيح الجمال في تلك الحياة فتكون. بذلك الانسان مكتملة. المعالم. متنوعة الاهتمامات. متجددة بتعاقب الاجيال. مرغوبة من ذلك الانسان . فكرة الزكاة. كمنهج. اسلامي للمشاركة الحقيقة من منطلق التكافل بين افراد الاسرة الكونية للدفاع عن الحياة , نظام الزكاة هو اهم منهج تكافلي من منطلق انساني للحفاظ علي الحياة التي ضمن الله اسبابها لكل عباده ، واهم ما في المنهج الاسلامي هو ذلك الفكر التكافلي المعبر عن وحدة الانسانية ذات المصير المشترك. ، ونجد هذا المنهج في كثير من الاحكام. الفقهية التي نجد فيها ذلك المعني التكافلي في كل مناحي الحياة ، هناك ما هو طوعي ويدخل ضمن الاعمال الاحسانية الخيرية ذَات الصفة الطوعية. ، وبين الواجبات الاجتماعية. المفروضة علي الانسان ذات المنطلق الحقوقي الذي تشرف الدولة عليه بقوة الحق وشرعيته التي تحترم بقوة السلطة ،ويعتبر الزكاة. من اهم دعائم. النظام الاجتماعي في مجال تحقيق العدالة. ، العدالة منهج يجب ان يحترم بقوة الحق ، ولا خيار فيه ، ولا تقاعس في تنفيذه. والالتزام به ، وموضوع الزكاة خاص بالاموال التي اكتسبت عن طريق مشروع. بكل الضوابط. التي تمنع. التجاوز فيها ، اما اموال الفساد بكل صورها. فلا تدخل ضمن مظلة المشروعية ، ولا يثبت اي حق ناتج. عن مال الفساد. ، وذلك مال يخضع لقاعدة الحقوق ، ولا يثبت الحق الا باسبابه. ، ما كان من الاموال والملكيات ثمرة استغلال واحتكار. واغتصاب وامتيازات. وربويات. واستغلال قيم اعمال المستضعفين. من العمال والاجراء فلا يدخل ضمن الحق ولا يثبت الحق فيه. ، ولا عصمة لمال الفساد وهو خارج مظلة الحماية الشرعية ، ولا تقطع يد سارق مال الفساد لانتفاء العصمة فيه ، لان العقوبة تجب ان تطبق علي الفاسدين اولا ، وهم احق بها واجدر واكثر عدلا من تطبيق العقوبة علي الجائعين. المستذلين من المستضعفين ، هذا ما افهمه من احكام الدين الذي جاء من الله كرسالة. هداية ، وهذه هي رسالة الاسلام الحقيقية التي يجب الاهتمام بها. والتوعية بها كمنهج للحياة. ، وهذا الاسلام لا يقاوم لانه يجد الكثير ممن يؤمنون به لعدالته. واهمية احترامه. وتعبيره عن. انسانية الانسان. في مجتمع طغت فيه الانانية الفردية والطبقية الاجتماعية. التي عمقت التباعد. ورسخت التباغض واوجدت التنافر ، وجعلت الحياة. غابة. يحكمها الاقوياء ويظلم فيها الضعفاء ويعبث. سفهاء الغابة في ظلمة الليل بكل الاشجار. ويحتكرون كل الثمار. باسم العدالة التي ارادوها مطية لهم وباسم القانون الذي وضعوه كمظلة لحماية ما يفعلون..

 

( الزيارات : 528 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *