السيد الداي ولد سيدى بابا

شخصية لامعة وذات تاريخ مشرق في مجال الإدارة المغربية , وهو من أصل موريتاني ومن الشخصيات التي اختارت المغرب وكانت مع الوحدة , وتولى السيد الداي أكبر المناصب , في الأمم المتحدة وكان مديرا للديوان الملكي وأسندت إليه مهمات وزارية عدة ,وتولى رئاسة مجلس النواب , وكان يتمتع بمزايا إنسانية وإدارية وأخلاقية ,وعرفته منذ زيارتي الأولى للمغرب عام 1973 وكان يومها وزيراً للتربية الوطنية , وابتدأت صلتي به منذ ذلك التاريخ , وكنا نتراسل في المناسبات , واكتشفت فيه خلقاً فاضلاً ونبلاً أصيلاً ,وكان هادئ الطبع يتكلم بهدوء عجيب ويعالج أموره بحكمة وتعقل وأناة ..

وفي زيارتي الثانية للمغرب تولى وزارة الأوقاف خلفاً للشيخ محمد المكي الناصري , ودعاني إلى داره الكائنة في شارع المهدي بنبركة في السويسى عدة مرات , وكان يحب الحوار الثقافي والفكري , ويتابع باهتمام قضايا الفكر وقلما كان يتحد ث فى الامور السياسية فى المجالس الاجتماعية وهذه ظاهرة مغربية ا يجابية وتحظى الحوارات الثقافية باهتمام كبير فى اللقاءات الاجتماعية,وكان يحسن فهم الأمور الدولية بطريقة جيدة نظراً لمتابعته لملفات المغرب في الأمم المتحدة ..

وأهم ما يلاحظ في شخصيته هو إيمانه العميق بالإسلام , وهو مسلم معتز بدينه وملم بالثقافة الاسلامية ويعرف الكثير عن كتب التراث وتاريخ المغرب, ويتميز بأدب رفيع في أحاديثه وسلوكه وادارته, وهو محب للعلماء ويحب مجالسهم وكان يلح عليّ أن ألبي دعوته لإلقاء محاضرات في الجامعات المغربية إلا أنني كنت أعتذر عن ذلك بسبب ارتباطي بجامعة الكويت , ولما أسندت إليه وزارة الأوقاف كان يخصني خلال زيارتي للمغرب بعناية خاصة , وهو الذي قدمني إلى جلالة الملك يوم عرض علي الملك إدارة دار الحديث , وعندما جئت إلى المغرب كان الصديق الذي أثق به وأعتمد عليه , وكنت أحبه وكان يحرص على أن أكون إلى جانبه في المجالس العامة , ويقول لي : إنني أعتز بصحبتك وصداقتك , ثم اُنتخب رئيساً لمجلس النواب , وكان يفعل ما يقتنع به وما يرضى ضميره,  وكان الكل يثني على استقامته ونزاهته ودينه وأدبه , ولعل هذا هو السبب الذي دفع الملك لإسناد أرفع المهمات اليـه . وعندما توفاه اللـه  حزنت عليه حزناً كبيراً  لآنه من الشخصيات التي تركت في نفسى أثراً طيباً  لإنسانيته المتميزة ولخصاله الرفيعة..

( الزيارات : 2٬036 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *