السيد النبهان .ز صوفية كمال

ذاكرة الايام…السيد النبهان ..صوفية كمال

كان السيد النبهان طيب الله ثراه من ابرز رموز التصوف في عصره ، ليس في حلب او سوريا فحسب , وانما علي مستوي عصره ،كانت صوفيته مختلفة عن كل ما رايته او قرات عنه.منذ قرون , واهم. ملامح فكره الصوفيى ومنهجه الروحي  مايلي :

اولا: لم تكن صوفيته طرقية ولم اره يتحدث من منطلق الطرقية المعتادة ، ولَم يكن يميل الي تلك الطقوس الصوفية المعتادة , ولَم اره يهتم  بذلك في احاديثه ومنهجيته التربوية ،ولَم يكن يميل الي مجالس السماع والانشاد وتلك المواجيد والاحوال المتكلفة . وكان بعيدا عن كل ذلك , وكان ياخذ بالاتباع و ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذ به , وما لم يثبت تركه ولو خالف الجميع ,  

وثانيا : كان يهتم بالادب في الدرجة الاولي ، ويعتبر الادب هو المنطلق الاهم في التربية الروحية , واشتهر بذلك , فى منهجه ومجالسه , وكان هذا المنهج هو الذي يمثل الصوفية الحقة .

وثالثا : كان شديد الالتزام بادب الشريعة عن طريق الالتزام الكامل باحكامها كما جاءت عن الفقهاء ،. وكان يلتزم بما وقع الاتفاق عليه، ويلتزم بما اتفقوا عليه و لا يخالفهم فيه مالم يثبت له خلافه .

ورابعا : كان بعيدا عن التعصب والتطرف ضد خصوم الصوفية ، وكان يحترم كل الاخرين ، المسلم هو المسلم،وكان يحب اهل الاستقامة من اي مذهب ، ولم اره يسأل أي احد عن مذهبه او يعنيه ذلك ..

وخامسا: كان بعيدا عن منهجية القداسة ، وكان قليل الاهتمام بالكرامات وكان يسميها خوارق العادات ويمكن ان تصدر من كل الناس عن طريق المجاهدات الروحية ، وليست لها اية دلالة علي الاستقامة والتقوي، وكان يضيق بمن يدعيها لنفسه او بتكلفها او. يتظاهر بها ، وكان قليل الاهتمام بكل ذلك وقلما تكون موطنا لحديثه او اهتمامه ,

وسادسا: لم اجد افضل منه فهما لمعني الزهد ، وكان زاهدا. بحق، ولَم اشعر قط ان قلبه متعلق باي شيء في الدنيا من مال او ولد او صديق ، لا شيئ من التعلق باي شيئ فى الدنيا ، لا شيئ يثير اهتمامه ويحرص عليه من امر دنياه ، لم اره قط. متعلقا بالمال او جامعا له او محتفظا به ولو ليوم غد ، لم يفكر يوما باقتناء دار لسكناه ،كان ذلك خارج اهتمامه.كليا  ،ولم اره قط يفكر بادخار. اي شيئ لاولاده واسرته ، وتلك مرتبة. مكلفة وشاقة ، كان الغد لا يعنيه ابدا لانه بيد الله .

وسابعا :لم اره قط في موقف تعصب ضد الاخر ولو كان عدوا او منافسا ،وكانً متسامحا في حقوقه الي درجة. يكره كلمة مالي او حقي ، ولَم يخاصم احدا بسبب ذلك ، لم اسمع منه كلمة الاخر المخالف له ، كل الاخرين. يحظون بكل الحقوق والاهتمام والادب ، بصفتهم الانسانية. ، لم اسمع منه. كلمة. تعبر عن كراهية الاخر من منطلق التعصب ، وكان يري كل الاخرين يملكون كل الحقوق الانسانية ، ولا احد يفقد حقا اقره الله لكل عباده , ،وكان يردد ان الله رب العالمين وليس رب المسلمين فقط ، وهو رحيم بكل عباده ،

وثامنا : كان صاحب شموخ في شخصيته ، وكانت يده هي الاعلي وهو الذي يعطي لمن حوله ، ولَم اره قط في موقف ضعف. امام اي احد من الاخرين ، كان هو الاقوي دائما ،. لم يكن بحاجة لا حد ابدا ، ولَم اره يتطلع لاحد مهما كان كبيرا او صاحب سلطة او مال او نفوذ ، لم اجده قط بحاجة لاحد ، كان من اكثر من عرفت نزاهة وشعورا بالكرامة. الشخصية ، كان غنيا بقناعته. وزهده,. واستغنائه عن كل الاخرين ، وكان قريبا من كل المستضعفين ، وكان الدين بالنسبة له. استقامة ورحمة وخلق‏ وادب ومحبة لكل الاخرين ،

وتاسعا : الصوفية بالنسبة له هي خلق وادب. وتعلق بالكمال ، وكان يستخدم كل  قواه المختلفة الغريزية والعقلية والروحية بطريقة متوازنة ومنسجمة. ومتكامل، تعبيرا عن الكمال , وكانت حياته الخاصة والعامة واحدة، ما تراه منه هو ما كان عليه، ولم يكن يخفي وصفا فيه ، ولَم اره يتظاهر. بماليس فيه ، كان ايمانه بالله قويا بغير حدود وكان راضيا. ، وكان يمثل مرتبة  العبدية المطلقة لله تعالي ، وكان صابرا ويري الحكمة فيما كان فيه وما اختاره الله له ، ولَم ار ه يتبرم بسبب محنة اصابته اوًمرض او ازمة مهما كانت قاسية ،

وعاشرها : لقدقدم  صورة عن الشخصية الصوفية الملتزمة الراقية المتطلعة الى الكمال والتى تختص بالسلوك الراقي ةالفهم العميق لمعنى الدين , صورة الصوفي عنده كانت مختلفة كليا عن الصورة التى ترسخت فى الاذهان ..

 

 

 

( الزيارات : 433 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *