السيد النبهان وعلاقته باخوانه

علاقتـه بإخوانـه:

لم تكن علاقة الشيخ بإخوانه ومريديه علاقة معلم بطلابه، يحدد لهم مواعيد الدروس، ثم تتوقف الصلة وتغلق أبواب التواصل، وإنما كانت علاقة رب أسرة بأبنائه وأحفاده، علاقة حب وود، وكان يعيشون معه ويعيش معهم، كان الرمز الكبير لاحترامهم، كان معهم في منازلهم كرمز يسمعون صوته من بعيد، ويربون أبناءهم على حبه ويتحدثون عنه في كل صباح ومساء، وتجتمع الأسرة كلها على كلمته، تقبل نصحه وتحتكم إليه في أمورها، ويرونه قريباً منهم، يختلفون في كل شيء ويلتقون على محبتهم له، ويرحل كبيرهم إلى رحاب الله، وتظل الأسرة متماسكة متحابة مجتمعة على تلك الصلة الروحية.

ما أروع ذلك التواصل الروحي، ما زلت حتى اليوم وبعد أكثر من ربع قرن من رحيل الشيخ أرى أحفاد ذلك الجيل الأول الذي صاحب الشيخ يجتمعون في كل يوم جمعة في مسجده يستعيدون ذكريات آبائهم وأجدادهم، ويجددون صلتهم الروحية بمن أحبوه في طفولتهم وتعلقوا به، ورضعوا لبان ثقافتهم الروحية منه، أراهم فلا أعرفهم، سمعوا بالشيخ ولم يروه، أو اجتمعوا به في حياته وكانوا في طفولتهم الأولى، يذكرون كلمة من كلماته، أو همسة خصَّهم بها، أو دعاء ما زالوا يحفظونه في ذاكرتهم، كل ذلك أراه في كل يوم وأسمعه فأتساءل عن سر ذلك التواصل بين الشيخ وأخوانه، إنه عالم عجيب ذلك الذي ينطوي عليه الإنسان في تطلعاته ومشاعره.

( الزيارات : 1٬350 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *