الشؤو وليد الظلم.

كلمات مضيئة..الشؤم وليد الظلم ..

هناك ظواهر اجتماعية لا نجد لها تفسيرا علميا ا , الدين يقدم لنا تفسيرا دينيا وهو كلمة التوفيق وكلمة الشؤم  , والتوفيق من الله تعالى , والرزق له اسباب ظاهرة ولكن هذه الاسباب تخفى حقيقة لا يمكن انكارها وهو التوفيق , وهناك الكثير من المعتقدات لدى العامة حول الرزق , هناك من يعمل وتكون البركة فيما يكسبه وهناك من يعمل ولا تكون البركة فيما يكسبه , ومما يقوله العامة ان من اكل اموال الناس ظلما او احتكر سلعة او اقتطع حقا لصاحبه ا واكل مال اليتيم او الضعيف فلا يمكن ان يوفقه الله فيما كسبه او ربحه من اموال  المستضعفين او الغافلين

, كنت اتساءل عن السر فى ذلك ..

 فى الحياة الاجتماعية كنا نرى الكثير من الوقائع تثبت ان العدوان على مال  الاخرين يؤدى الى الشؤم في ذلك المال وتذهب بركته , واحيانا نجد عكس ذلك ان الاستقامة فى التجارة  تؤدى الى البركة , التوفيق والبركة من الكلمات المنتشرة والشائعة ,  ونجد الكثير من دلالة هذه الكلمات صادقة ومتوقعة , التوفيق فى كل سلوك انسانى  امر لا يمكن انكاره , رأيت الكثير ممن يعملون فى التجارة او الصناعة يعملون كثيرا ولا تنقصهم الخبرة ولكن ينقصهم التوفيق , هذا امر مشاهد من الناحية الواقعية , لو ارتبط الرزق بالاسباب بطريقة حتمية لكانت نسبة الارزاق الى الانسان , الرزق من الله لمن شاء من عباده والله يشرح الصدر لاختيار الطريق الذى يقود الى الكسب الوفير  , مازلت اذكر قصة من صديق حدثنى انه كان يبنى بيوتا وكان يربح فى كل عمل يعمله , وذات يوم جاءه صديق له  واقترح عليه ان يعملا معا فى البناء وعملا فى مشروع عقارى , ولما انتهى المشروع اكتشف صاحبنا ان المشروع كان خاسرا على خلاف ما اعتاده  , وسالنى عن سر ذلك , وعلل ذلك ان صديقه لم يكن موفقا , تاملت فيما سمعته وظلت الواقعة فى ذاكرتى , وهناك وقائع كثيرة تثبت وجود سر فى الربح لا تدركه العقول , تذكرت كلمة لابن خلدون فى تفسير هذه الظاهرة والحديث عنها كظاهرة اجتماعية , عندما تحدث عن احتكار الاقوات وهي المواد الغذائية التى ارتبطت حياة المستضعفين بها , لم يتكلم ابن خلدون عن حكم الاحتكار من الناحية الفقهية وانما تحد ث عن ذلك كظاهرة اجتماعية مرتبطة بحياة المجتمع وهي الشؤم فى الحصول على الكسب والربح , قال فى ذلك بان الاحتكار فى نظر اهل البصر والتجربة مشؤوم ويعود على صاحبه بالتلف والخسران,  وعلل ذلك  بان الناس لحاجتهم الى الاقوات مضطرون الى ما يبذلون فيها  اضطرارا فتبقى النفوس متعلقة به وفى تعلق النفوس بمالها سر كبير فى وباله على من بأخذه مجانا , وقال فى ذلك ايضا ان : من عرف بالاحتكار تجتمع القوى النفسانية على متابعته لما ياخذه من اموالهم فيفسد ربحه ..صفحة 708 من المقدمة ..

فكرة الشؤم فى كسب الاموال وكذا فى كل عمل انسانى هو امر قد لا يكون مدركا وفق المعايير العقلية ولكنه هو ظاهرة تحتاج الى تامل , لو طبقنا فكرة الشؤم على كثير من الظواهر الاجتماعية تجعلنا اكثر ايمانا بان الظلم مهما كان لا يمكنه ابدا ان يثمر ما يريده الظالم , ليست العيرة فيما نراه ولكن فيما يمكنه ان يكون  من بعد, ممن ياكلون اموال المستضعفين ظلما وعدوانا , العدالة الالهية لا يمكن ان تتخلف عن موعدها , ظلم المستضعفين فى اي حق من حقوقهم لا يحبه الله مهما كان فاعله , اذاكان الظلم فالشوم سيكون لان تعلق قلوب المستضعفين بربهم لا يمكن الا يؤتى ثماره المرجة  رعاية لهم وفرجا .  

( الزيارات : 796 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *