الشكر على النعمة


بعض الناس يكرمه الله تعالى بنعمة كبيرة فلا يشعر بها , ولا يراها , واحيانا يتمنى زوالها ويسعى بكل جهده لكي يتخلص منها , وقد يعتبرها سببا فيما يشعر به من شقاء..وفجاة تزول تلك النعمة عنه على غير توقع منه ,وقد تكون بجهد منه او اهمال او استهتار بها..
ما اقسى حياة هذا الانسان بعد زوال تلك النعمة عنه , وما اشد شقاءه كلما تذكر تلك النعمة التى لم يشعر بها عندما كانت بين يديه , ويتذكرها بالم وحسسرة ويبكى اياما جميلة مضت وخلفت وراءها ذكريات مضيئة ومليئة بسعادة لم يشعر بها صاحبها فى حينها , وكان زاهدا فيها منكرا ما كانت تملا به حياته من جمال ومتعة..
هذا هو الانسان ..من منا لم يعش تلك التجربة المؤلمة فى حياته وكم منا من ضاق بامر كان سببا فى سعادته فى يوم من الايام , وكم من رجال ونساء ما زالوا يشعرون بالندم صباح مساء على شيء فقدوه بسبب تفريطهم به وزهدهم فيه..
ما اقسى حياة هؤلاء ..فى كل ليلة يغالبون النوم فلا ياتيهم بسبب الم دفين وجرح عميق مازال ينزف , وتقصير وتفريط لم يدركوا خطورته فى حينه ففقدوا غاليا كانوا يحبونه وحياة كانت تنير ظلمة ليلهم ودفء صحبة غابت وخلفت وراءها غربة ووحدة وصمتا..
متى يكتشف الانسان نعمة الله عليه, ويسعد بها ويحمد الله ان اكرمه بها قبل ان تغادره الى غير رجعة , فاذا انصرفت عنه فلايمكنه ان يلحق بها فالمسافرلا يعود اذا ودع صحبه واقلعت طائرته وابتعدت عنه ولا خيار له الا ان يودعها بنظرات حزينة ودموع سخية وبقايا من ذكريات قد تكون هي كل ما تبقى من ذكريات الماضى التى قد لا تموت ابدا..

( الزيارات : 1٬724 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *