الشيخ محمد الغزالى

ذاكرة الايام..الشيخ محمد الغزالى
ما زلت اتذكر شخصية الداعية الكبير الشيخ محمد الغزالى الذى التقيت به لاول مرة فى الرباط بمناسبة الدروس الحسنية التى تعقد برئاسة المرحوم الملك الحسن الثاتى رحمه الله عام ١٩٧٣، لاول مرة دعيت للمشاركة فى هذه الدروس ، والتقيت فيها بعدد من اعلام العالم الاسلامى من ابرزهم الشيخ الاكبر الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الازهر والشيخ حسنين مخلوف مفتى مصر ، التقيت بالشيخ محمد الغزالى وكنا ننزل فى فندق حسان فى الرباط ، وهو من افضل الفنادق التى تتميز بجمالية الطراز المغربى فى البناء والمطاعم والقاعات ، كنا فى شهر رمضان ونتناول الافطار معا فى المطعم المغربى ، كان الشيخ محمد الغزالى من ابرز دعاة عصره واكثرهم تأثيرا واهلية للدعوة ، وكان صاحب فكر متميز ونظرة شمولية وسعة فى الافق ونبرة مؤثرة وورع وتقى ، كنا نلتقى فى كل يوم ونتحدث فى كل شيء ، كنت انظر اليه نظرة تقدير واعجاب نظرا لما يتميز به فكره من فهم لخصوصية الاسلام واهتمام بتربية الانسان ، كان ملتزما بمنهج اسلامى راق وفهم عميق ، وكنا نتناقش كثيرا فى امور فكرية ونأنس بقضاء امسيات رمضان بحوارات مفيدة ، التقينا بعد ذلك فى القاهرة وفى عمان ، وفى آخر لقاء به فى عمان كان قد تقدم به السن وكان يمشى بصعوبة ، وكان حزينا مكتبئا بسبب حملة ظالمة عليه بسبب اراء له حول السنة النبوية واتهم من جهات اقل منه علما وفهما بالتفريط ، ولم يكن ممن يفرطون او يتساهلون فى دينهم ، كان محبطا الا يصل فكره المنفتح العاقل المعتدل الى شباب مجتمعه ، كنت على يقين انه اكثر علما وفهما واستقامة وورعا من كل منتقديه ، رحم الله الشيخ الداعية محمد الغزالى امام الدعاة فى عصره ..

( الزيارات : 1٬322 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *