الصوفية الحقة..لاجل تكوين الانسان

 

علمتني الحياة

أن احترم الصوفية الحقة التي تهدف إلى تغذية النفوس بالقيم الروحية وتسعى لتزكية النفوس وطهارة القلوب ,والدعوة إلى الصدق والاستقامة والتقوى ومحاسبة النفس ومراقبة الله الإخلاص في العمل ,والابتعاد عن كل الصفات المذمومة والخواطر الفاسدة والغرور والتكبر والعجب والتعلق بالدنيا والحقد والطمع والظلم والتعالي على الخلق  والرياء في العبادة ,وكل هذا مما تدعو إليه التربية الصوفية الحقة ,ولا يمكن لأحد أن بنكر أثر هذه التربية الإيجابي في نشر القيم العالية في المجتمع ,والنهوض بمستوى السلوك الصالح ,وهذه الصوفية لا تحارب ولا تقاوم لأنها تمثل قيم الفضيلة , وكل صوفي لا يلتزم بأخلاق التربية الصوفية فليس من هذه الطبقة وأن ادعى بأنه منها وتظاهر بالانتماء إليها ,فالصوفية أدب وخلق وإخلاص واستقامة ومحبة في الله وصفاء وطمأنينة ,,والصوفي الحق هو أكثر احتراماً لأحكام الشريعة وأكثر التزاماً بآداب الشريعة ,ويفعل كل ما تأمره به الشريعة ويحرم على نفسه كل ما تحرمه الشريعة عليه,ويتعلق بأفعال الكمال بإرادته ,ولا يبحث عن ثواب وعقاب ,وإنما يبحث عن رضى الله تعالى ويقبل على الطاعة رغبة في التقرب إلى الله ,هذه هي الصوفية كما تعلمتها في طفولتي الأولى وكما رأيتها في الممارسة اليومية في حياة جدي ومرشدي ومعلمي الإمام المجدد الشيخ محمد بن أحمد النبهان ,وما أكتبه عنه هو من فضل تلك الجلسات الروحية والكلمات التوجيهية ,وإنني أدعو إلى الصوفية الجديدة , ذات المنهج التربوي الإصلاحي , وهذه التربية هي تربية الإسلام ,وما نرآه من صفات مذمومة وانحرافات سلوكية وطقوس لا يقرها الشرع وقداسات لا تقرها العقيدة فهذه ليست من الصوفية الحقة ,وهي التي شوهت صورة الفكر الصوفي والشخصية الصوفية , وما ينكره المنكرون على هذه السلوكيات الصوفية ننكره نحن أيضاً ولا نقره , ونحرم الكثير من المظاهر التي يحرمها الشرع ,وقد أحسن معظم قادة الفكر الصوفي الأصيل فيما أفاضوه من أفكار وما قد قدموه من المناهج التربوية ,إلا أن اتباع هذه الطرق قد أضافوا طقوساً ومفاهيم لا يقرها الشرع فأفسدوا صورة الصوفي في المجتمع , وتغلبت المظاهر على الحقائق ,ولم تعد صورة الصوفي في المجتمع مرتبطة بالصفاء الروحي والاستقامة والتقوى والورع , واصبح التناقض بين أتباع الطرق قوياً بسب التعلق بالزعامة والجاه والنفوذ , وامتلأت النفوس بالأحقاد ,وهذا مخالف لمنهج التربية الصوفية ,ويجب أن نصحح صورة الصوفي في المجتمع ,وأن ننهض بالفكر الصوفي لكي نقدم فكراً إنسانياً وأخلاقياً وأن تسهم الصوفية في نهضة مجتمعنا الإسلامي , بمناهجها وأفكارها ,وألا تكون الصوفية سببا للتخلف والكسل وتبرير الأمية والجهل وأضعاف الثقة بالعقل ,والاستسلام للواقع المتخلف ,وهذه صورة مذمومة ومرفوضة ,والمجتمع المتخلف يبرر تخلفه باسم الصوفية , وهذا من الجهل الذي تجب مقاومته  

( الزيارات : 1٬692 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *