الطمع مذل لصاحبه

كلمة اليوم
القوة الشهوانية عند الانسان هي قوة كمال فى الانسان , وهي غريزة فطرية توجد لدى الانسان ولدى الحيوان وتوجد عند الصغار والكبار, وهي القوة التى يطلب بها الانسان اسباب حياته من الطعام والشراب وكل ما ارتبطت به الحياة من عمل ونشاط , فاذا ترقفت هذه القوة الغريزية عند الانسان فلا يمكنه ان يطلب اسباب وجوده فلا يشتهي الطعام ولا يشتهي الكلام ولا يتحرك من مكانه لانعدام القوة الغريزية المحركة للانسان الى مايكون به كماله البدنى والعقلى , الا ان هذه القوة تحتاج الى مقود يمسك بها فلا تندفع بقوة الغريزة الفطرية الى ما لا حق لها به , ولهذا كانت مجاهدة النفس هي المنهج التربوى الذي يتمكن به الانسان من السيطرة على غرائزه الفطرية , احيانا تضعف هذه القوة فتولد الكسل والخمول فى الانسان لضعف القوة الدافعة له فلا يشتهي الاشياء التى تشتهيها النفس لتحقيق كمالها البدنى , وهذا مرض يقود صاحبه الى الهلاك , واحيانا تكون القوة الشهوانية عند الانسان قوية ومسيطرة ويصاب صاحبها بالطمع فى كل الاشياء التى يراها امامه, واحيانا يصاب بالنهم فى طلب الاشياء التى يحبها كالنهم فى طلب المال والنهم فى طلب الطعام , والنهم فى طلب العلم والنهم فى طلب الدنيا , والنهم فى الشيء هو التعلق بذلك الشيء والولع به الى درجة لا يتمكن فيها من السيطرة على نفسه فتصدر عنه سلوكيات النهم المذموم , واحيانا يدفع النهم صاحبه لسلوكيات مذلة له فيرضخ لمن يذله طمعا فى الحصول على ما تعلق قلبه به من مال او سلطة , والنهم مذموم ومكروه لانه يذل صاحبه ويدفعه لمواقف وسلوكيات مذمومة ..
ومهمة التربية النفسية انها تدفع الغرائز الفطرية الى الاعتدال فلا تشتد ولا تضعف , والفضيلة فى السلوك الانسانى هي الوسط بين طرفين متطرفين بزيادة او بنقص , وصحة النفس تتمثل فى اعتدال المزاج النفسى فى لحظات اشهوة والغضب كما تتمثل صحة الابدان فى اعتدال الاجسام فى الحرارة والبرودة وفى سلامة الاعضاء والضغط الدموى ونبض القلب , وكل زيادة او نقص تشير الى خلل فى الابدان , وكل خلل يدل على مرض, وكل مرض يحتاج الى علاج لكي يعود الانسان الى الاعتدال فى المواقف والسلوكيات والافكار , وهذه هي مهمة المربى فى كل العصور انه يعيد النفوس الى صفة الاعتدال بالتربية والنصيحة والكلمة العاقلة والاستفادة من تجربة السابقين , وهذا هو معنى الكمال الذى يتطلع اليه الانسان ….

( الزيارات : 1٬213 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *