الظلم نفهوم يتجدد

 كلمات مضيئة..الظلم .. مفهوم يتجدد..

كلمة الظلم من اكثر الكلمات شيوعا واستعمالا فى اللغة العربية , ويراد بالظلم مجاوزة الحد بزيادة او نقصان , ويقال اظلم الليل اذا اشتد ظلامه , ويراد به وضع الشيء فى غير محله, وقالت العرب من اشبه اباه فما ظلم, لوجود ما يؤكد الابوة , وكلمة الظلم مذمومة لانها تدل على العدوان , وجاءت كلمة الظلم والظلمات والظالمين  فى مواطن كثيرةا فى القرآن الكريم , ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه. سورة الطلاق , وجاءت كلمة الظلم مقترنة بمعنى العدوان على الاخرين والتجاوز والجور, والظلم مفسد للنفوس لانه يستفزها بالعدوان عليها , وكل انسان يملك قوة غضبية هي احدى قوتى الغريزة التى توجد مع الانسان منذ ولادته , وهي سلاح الانسان للدفاع عن حقوقه , وهي قوة عمياء اذا استفزت فلا حدود لانفعالها , الظلم تجاوز وعدوان , ومن طبيعة النفوس انه اذا شعرت بالقوة طغت وكانت اكثر استعدادا للتجاوز , النفوس اذا لم  تخضع لمنهج تربوى صارم وهو المجاهدة لاجل جماح النفوس واخضاع غرائزها لمقتضى ماتراه العقول كمالا فمن المتوقع منها ان تشتط فيما تشعر به من قوة وتستطيل فيما هي فيه , ويمتد نفوذها لما هو لغيرها , اغصان الاشجار ليست واحدة , بعضها يستطيل ويتجاوز فضاءه الخاص به الى فضاء غيره , ان لم يمنع التجاوز تمكن الغصن الاقوى من اضعاف كل الاخرين , لا بد الا ان يقطع ليمنع تجاوزه , وفى الحياة هناك من يتجاوز حقه المشروع بسبب شعوره بالقوة , قوة المال او قوة السلطان او قوة الجاه الاجتماعى , فيصاب صاحبه بالغرور والتعالى على كل الاخرين,  وقد يعتدى على حقوق من هو اضعف منه واقل قوة وسلطانا , الظلم محرم فى نظر الدين والاخلاق والقانون , فى مجتمع جاهل يعتاد اهله على قبول الظلم تجد الكثير ممن يبرر بعض صور الظلم باسم الدين او الاخلاق او القانون , لا شيء من الظلم يقبل التبرير , اهم رسالة للدين ان يحرم الظلم ويذم الظالمين لان الله تعالى حرم الظلم على نفسه وجعله بين الخلق محرما , كل زيادة فى امر يستدعى النقصان فى غيره , ولكن مامفهوم العدالة , واين يكون العدل ومتى يكون الجور , مفهوم العدالة يتجدد باستمرار ويتطور لمزيد من احترام الانسان , العدالة فى الاجور ان تكون قيمة العمل مساوية لمقدار الجهد وتكلفة الانسان ,  فتكلفة الانسان هي الاجر الاقل لقيمة الجهد , والحيوان عندما يعمل فلا بد من توفير كفايته من الطعام والشراب والمأوى , والالة تحتاج الى وقود وهي التكلفة , من كان قادرا يعمل ومن كان عاجزا بسبب صغر او عجز فيحمل , القادر يعمل والعاجز يحمل , قيمة الجهد تختلف باختلاف تكلفة العامل فيها , اغنياء كل مجتمع مسؤولون عن كفاية فقراء ذلك المجتمع , الانفاق لا يتجاوز الحاجة المعتادة التى لا اسراف فيها ولا تقتير , الربح الناتج عن استغلال حاجة الاخرين ليس مشروعا , واستغلال الحاجة هو اكل اموال الاخرين بالباطل , وهذا هو الربا المحرم , عندما يعم الفقر  وتكثر المجاعات تذهب فضول الاموال للمحتاجين بقدر ما يدفع عنهم اخطار محنتهم , حق الفقراء فى اموال الاغنياء ثابت لا يتقادم فى الزكوات والصدقات وفى الوصايا والاوقاف , الثروات الكبيرة تجب فيها الوصية الواجبة بالثلث لغير الوارثين من الفقراء والمحرومين , ولا بد من فرض الاسهام فى تنمية اموال الوقف بنسبة كافية من التركات , ليس عدلا ان تكبر الثروات بطريقة فاحشة ويقع توارثها جيلا بعد جيل , معتمدة على الفساد محتمية بالقانون , ماليس عدلا لا يبرر ابدا , كل ماتأباه الفطرة من انواع التمييز والاستغلال والاثراء غير المشروع فهو من الظلم الذى يهدد السلام الاجتماعى , كل مال نما وكبر بجهد مجتمعه فالمجتمع اولى به , فالمال لا يلد المال الا بجهد الانسان , اكتناز الاموال مذموم فى نظر الدين , الترف اذا تجاوز معايير الانفاق المشروع فهو من السفه الذى يحجر على صاحبه , السفهاء يمنعون من التجاوز والعدوان , ليس عدلا ان يكون فى المجتمع من لا يجد ما يأكله ,  الحيوان يملك رزقه فكيف يحرم الانسان من اسباب حياته , مجتمع الاقوياء والنظام الرأسمالى  الفردى  سيفنى لا محالة لانه يحمل اسباب فنائه فى تكريس الفوارق الاجتماعية والطبقية , كل الاسرة الكونية متكافلة ومتعاونة ويجب ان تتعايش وترفض كل السياسات التى تهدد السلم الاجتماعى  , واهمها احداث رقابة على سياسات الكبار فى استغلالهم للمستضعفين والاتجار بالسلاح وتشجيع الحروب والتحكم فى الاموال والثروات لتكريس قوة الاقوياء وضعف الضعفاء , الظلم ظلمات يوم القيامة , الارض هي جزء من  مملكة الله , والانسان مستخلف عليها , فان عدل واستقام كان الله ناصره , وان اعتدى وظلم فالله تعالى لا ينصر الظالمين ..

( الزيارات : 729 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *