العدالة من منطلق انسانى

كلمات مضيئة ، العدالة من منطلق انساني
لم اكن اجد العدالة في مفاهيم العدالة كما يراها علماء القانون وكما يقررها فقهاء الحقوق وعلماء الاخلاق ، ما زلت اتساءل عن فكرة الحق والملكية ، ما معيار ذلك الحق ، وما مفهوم الشرعية ، تلك مفاهيم لاً بد من. مراجعتها لكي تتحقق كامل العدالة بحقيقة العدالة كما يجب ان تكون ، كنت اري القانون اداة لحماية التجاوزات  في مفاهيم العدالة بما يخدم مصالح الاقوياء لانه يبرر الجور ويحميه باسم الحق والعدالة. واحيانا باسم الدين. مع الأسف في عصور التخلف والجهل  بحقيقة  فهم رسالةً الدين. الانسانية كمنهج لاجل الحياة ، كنت انأمل في كثير من. مفاهيم العدالة فلا اجد العدالة فيها ، لا بد من اعادة النظر في مفهوم الملكية الفردية ودلالتها ومدي العدالة في تلك الملكية ، كنت افهم الملكية في امتلاك قيمة الجهد العادل ، وهذا عدل واضح الدلالة ، ولا اجد الملكية في اغتصاب حق الاخرين عن طريق استغلال قيمة جهدهم وعملهم الحق لا ينشأ عن فساد مهما تعددت صوره ، وكنتً الاحظ في مجتمع. القرية تلك الاعراف الجائرة المتعارفة والمتوارثة كما اريد لها ان تكون  ،كانً مالك الارض ولو كان بعيدًا عن الارض يعطي الفلاح ربع المحصول ويسميه المرابع ، اَي يستحق الربع ، وثلاثة ارباع المحصول يذهب لمالك الارض فيكبر به الكبير ويكون بذلك الطغيان ويصغر الصغير ويعيش علي الكفاف الذي يحتاجه. لطعامه واحيانا لا يكفيه ، وقلّما يكفيه لما هو ضروري له، ونجد مثل هذا في المصانع. حيث يأخذ العامل قيمة اجره الذي لا يكفيه في الغالب ، اليس هو العامل والمنتج وهو الركن الاهم في الانتاج ، هذا ما يراه القانون وما يفرضه القضاء عن طريق القوة ، لا اجد العدالة في ذلك ابدا ، كنت افهم من الدين مفهوما آخر للعدالة اكثر انسانية ورحمة , وكنتً اري الدينً نصيرًا للمستضعفين ، الحياة حق لكل عباد الله والله ضمن لكل عباده أرزاقهم من خيرات الارض والبحر ومما في الطبيعة ، لا احد يحتاج اكثر من حاجته. ، ولا احد يأكل اكثر من طعامه ، القادر يعمل والعاجز لاي سبب يحمل تكافلا ، الاسرة الكبيرة كالأسرة الصغيرة ، ليس عدلًا ان ينفرد الاب بكل الطعام ويدخر المال ويترك أولاده جائعين ، الاب مستخلف علي ما يملك. ، ينفق منه باعتدال علي نفسه ويطعم منه أولاده ،فاذا اصبح شيخًا عاجزًا عن العمل فيجب علي الاولاد أن يحملوه ، كما فعل معهم ، هذا هو مفهوم التكافل في موضوع النفقات ،الكل فى خدمة الكل تكافلا اراديا ,  ولا احد خارج التكافل ، اما الفقير الذي لايجد من يحمله فهناك واجب الزكاة الذى يقر مبدا المشاركة الحقيقة لا جل الحياة واستمرارها ، وهو مبدأ المشاركة بين الاغنياء والفقراء ، لا شيئ من المال يعفي من ذلك الواجب الديني والاجتماعى  الا ما ارتبط بالحياة الشخصية ، كل ما زاد عن الحاجة فالزكاة واجبة فيه فريضة من الله ، هذا هو حق المشاركة، لاجل تحقيق العدالة ، كل الواجبات المالية نجد فيها ذلك البعد التكافلي الانساني ، في صدقة الفطر وفي الاضحية وفي الوصية والأوقاف الخيرية ، وكل أوجه الاحسان التطوعي  التي تعبر عن الرابطة الانسانية التكافلية ، لا حق خارج العدالة التي تضمن الكرامة لكل انسان ، ولا شرعية لتجاوزالحق  في الكرامة بكل اسبابها ، تلك الملكيات الكبيرة هي ثمرة لصورة من صور الفساد في استغلال واحتكار وامتيازات واغتصاب حق وأنتقاص اجر ، هذه المفاهيم للملكية خارج العدالة ولا شرعية لها ، شرطان لابد منهما لثبوت الحق في التملك ، : شرعية الكسب تثبت الحق كقيمة للجهد اولا واداء الحق الواجب علي ذلك الكسب ثانيا ، وفق معايير العدالة، هذا هو الدين وهذا هو الاسلامً ، لا ملكية خارج العدالة لانتفاء الحق فيها ، وان اعترف القانون بها، فالقانون يحمي الواقع كما يراه مجتمع الاقوياء ولا يحمي العدالة كما ارادها الله ، التراث الفقهي والقانوني يعبر عن مفهوم العدالة كما يراه مجتمعه ،ويتجه نحو مزيد من الانانية والفردية التي تكرس الجور في الحقوق وتمنح الحق صفة الشرعية ، رسالة الله لعبادة تستمد من كلام الله وبيان رسوله,  وليس  منْ جُهد العقول خلال الحقب المتعاقبة كما ترجح لها الحق فيه ، فالعقول لا تتجاوز. واقعها الذي تعيش فيه ، الفكر الانساني يجب ان يتجه من الفردية  الانانية الي الانسانية التكافلية ذات البعدالانساني التي تضمن الحياة لكل عباد الله ، الحضارة المادية تكرس الفردية الانانية في مفهوم الحقوق ، اما الاسلام كرسالة الهية فانه يغذي قيم الخير والمحبة والتكافل والرحمة ويحرم الشر والجور والاستغلال والاحتكار والطغيان ، وهذه هي صور الربويات في المعاملات ، كل صاحب مال استغل ثروته لاستغلال جهدالمستضعفين للاستيلاءعلي قيمة عملهم فهو داخل ضمن الربا الذي حرمه الله علي عباده، ليس الربا في المصطلحات. المستخدمة لدى    العامة ، وانما في حقيقة استغلال صاحب المال لمن يحتاج الي ذلك المال فى كل وصف يحمل معنى الظلم ،. كل استغلال لضعف الاخر للحصول علي زيادة هو من الربا المحرم ما كان من قبل وما سيكون ، معظم البنوك الاسلامية استبدلت الفائدة بما هو اشد منها استغلالا وابتزازا ، باسم المرابحة التى تحمي المستثمر من الاخطار باسم المرابحة الشرعية وقلما تحققق ربحا ، وذهبت الفائدًة كمصطلح وبقي الاستغلال كمنهج وترسخ كاسلوب  يضمن حق البنوك فى كل الاحوال  من الاخطار , واصبح فقهاء المصارف. يحللون ويحرمون ويمنحون شهادات البراءة ولا تجد رقيبا عليهم يحمي الدين من الذين يمتطون اسمه‏  لتبرير التجاوزات ، هل اسهمت البنوك الاسلامية في التخفيف من الاستغلال وتمركز الاموال والتخفيف من مظاهر الفقر، هل ساعدت البنوك الاسلامية المقترض من الاعباء الناتجة عن القرض الزيادات قائمة ومستمرة , هل اسهمت تلك البنوك  في اقراض المحتاجين من الافراد والدول من غير ربح مشروط ، ام انها كرست الطبقية وزادت من الفقر ، وجعلت بلاد المسلمين عرضة لاً بتزا ز اصحاب الاموال ممن يملكون المدخرات ويتاجرون بالقروض‏ ويستغلون. فقر الدول الضعيفة ، اين هو التكافل باسم الدين ، ولو بين الجار وجاره ، كنت افهم من مهمة البنوك الاسلامية ان تجعل المال في خدمة التنمية للتخفيف من الفقر والطبقية تعبيرًا عن التكافل. للتخفيف من الاعباء , كنت افهم ان يقوم البنك الاسلامي بتمويل كل المشاربع من منطلق التكافل ولا افهم فكرة توظيف الاموال بطريقة تمكن البنك من التحكم فى الاموال ، كنت اريد ان يزول الاستغلال وفكرة التوظيف ، ويبرز المعني التكافلي في التخفيف من الأعباءلمساعدة الطبقة الفقيرة لكي تنهض وتنجح ، مهمة البنوك الاسلامية ان تساعد المستضعفين لكي يكونوا اقدر علي المنافسة ، وان يُمنع الكبار من منافسة الصغار لتمكينهم من الصمود، لامنافسة بين من يركب فرسا وبين من يمشي حافيا ، هذه ليست عدالة في نظر الدين ، ولو اعتبرها القانون عدالة ، تحقيق العدالة يتحقق بالعدالة وليس بتمكين الظالمين من تبرير تجاوزاتهم باسم العدالة ، والقانون. ، الحياة سوف تستمر لان الله ارادها ان تكون ، عندما يشتد الظلم والطغيان في الارض‏ ، فانتظروا احد امرين ، اما ثورات وصراعات وحروب ‏ تعيد بناء الحياة بمن فيها. من جديد‏ علي أسس اكثر عدلًا ، او أوبئة وامراض تخيف الاسرًة الكونية وتشعر. ذلك الانسان بالضعف الانساني ، كما حدث في وباء كورونا الذي نعيش محنته اليَوْمَ وقد يستمر طويلًا بصور مختلفة ، خالق الكون هو الذي يسير هذا الكون بحكمته ، كل ما اراده الله سيكون ،  من منطلق الحكمة والمشيئة ، العدالة في الحقوق لاجل الدفاع عن الحياة والتخفيف من معاناة المستضعفين ، الحياة لن تدوم بهذا النظامً الكوني ومفاهيم العدالة فيه ليست عادلة ،عدالة السماء لكل عباد الله اما عدالة القانون فهي لكي يحمي مغهوم العدالة كما ارادها الانسان ، كنت اجد مصدر العدالة هو الدينً ولبس العقل ، لان العقول متأثرة بمجتمعها أولًا وبمصالحها ثانيًا، اما الدينً فهو من الله لكل عباده ،. ولا يمكن ان ينحاز لطبقة ولا يخضع للاهواء ، فان اخضع الدين للعقل كانً مطية للانسانً لتبرير ما يجد مصالحه فيه ، ووقع العبث بمفاهيمه. وكانت العدالة مشوهة الملامح خاضعة. لمفاهيم عصرها ، وفي ظل ذلك اصبحت العبودية والطبقية والكثير من مظاهر الجور مبررة ومقبولة ، نحتاج الي ذلك الفهم العميق للدين الحق من غير وساطات انسانية تعبث به ، وتجعله في خدمة مجتمعه ، الدينً هو الذي نقل ذلك الانسان من الحيوانية البهيمية التي تتحكم فيها الغرائز الي الحيوانية الانسانية المكلفة والمخاطبة. والمؤتمنة علي الحياة التي. تؤدي الغريزة فيها مهمة الحفاظ علي الابدان الي الغريزة التي يقودها العقل الي ما فيه الهداية التي تليق بسمو الانسان

( الزيارات : 437 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *